نحن كمجتمع, نضع لكل الأمور عادات نعتاد عليها و نتبعها بكل الأوقات. عادات قد تغلق خيالنا و تطورنا و لكن في بعض الأحيان, عادات تفتح لنا أبواب الإبداع و التميز. فهي عبارة عن قوانين غير مكتوبة و أحياناً لا نحتاج لذكرها لكي نطبقها, و لكنها قوانين تثبت حياتنا. و من هذه العادات هي العادات الأدبية التي يستعين بها القارئ. كلنا قراء و لكن لكل منا طريقته القرائية الخاصة. و هذه الطريقة الخاصة هي العادة التي تمحور حياتك القرائية حولها و تستعين بها مع كل فترة أدبية قرائية تمر بها. ليس هناك طريقة أو عادة أدبية صحيحة, لأن لكل منا طريقته الخاصة التي و إن ساهمت بتطوير لياقته القرائية, فهي تعتبر الطريقة القرائية الصحيحة.
طريقتي القرائية هي كالتالي: الخطوة الأولى تكون دائماً مع عملية إختيار الكتاب الذي سـ تقرأه. هذه العملية هي الأصعب بالنسبة لي, لأن لدي مكتبة كبيرة و الإختيار ما بين كل الكتب يستغرق وقت. و لكنه وقت أمضيه بسعادة لأنني أريد قراءة كل الكتب التي لدي و لهذا إختيار الكتاب الذي يتوافق مع مزاجي الحالي قد يستغرق وقتاً أطول و لكنها مرحلة تستحق كل هذا العناء لأن قراءة الكتاب المناسب في الوقت المناسب أمر مهم و مثمر. طبعاً هناك قاعدة قد تثبت هذه المرحلة و تسرع خطواتها, و هي قاعدة أستخدمها دائماً. فعند قرائتي لرواية معينة, دائماً أضع في بالي بأن الكتاب الذي سيأتي بعده يجب أن يكون كتاب موضوعي و ليس رواية أخرى. هذا التنويع يجعلني أتشوق للنوعية من دون ملل أو كسل في إختيار الكتاب القادم. بمعنى أخر, لا أحب أن أقرأ نوعين متشابهين من الكتب بشكل متسلسل. (رواية / كتاب موضوعي / رواية / كتاب تاريخي / رواية / كتب فلسفي و هكذا). و من خلال هذه العملية, أختار الكتاب الذي سـ يكون بين يدي.
بعد إختيار الكتاب, تأتي عملية إختيار المكان. و هذا بنظري الأهم. يجب أن يكون المكان هادئ و خالي من أي صوت. من دون إي أمور تلهيني عن القراءة. لا أحب أن أفعل أي شيء إلا التركيز الكامل على القراءة.
عادات قرائية متمسك بها منذ السنوات القرائية الأولى لي. ما هي عاداتكم؟