مدونة المنصوري التعليمية

إعلان الرئيسية

التقرير الصحفي وأنواعه !!!

التقرير الصحفي فن يقع بين الخبر والتحقيق الصحفي ويقدم التقرير مجموعة من المعارف والمعلومات حول الوقائع في سيرها وحركتها الديناميكية فهو يتميز بالحركة والحيوية .
والتقرير الصحفي لا يستوعب الجوانب الجوهرية او الرئيسية في الحدث فقط كما هو الشأن في الخبر وإنما يمكن ان يستوعب وصف الزمان والمكان والأشخاص والظروف التي ترتبط بالحدث حيث لا يقتصر التقرير الصحفي على الوصف المنطقي والموضوعي للأحداث وإنما يسمح في نفس الوقت بإبراز الآراء الشخصية والتجارب الذاتية للمحرر الذي يكتب التقرير فكلما كان المحرر شاهد عيان على الحدث كلما زادت فرصة النجاح أمام التقرير الصحفي .
ويزداد تعريف التقرير الصحفي وضوحا من خلال المقارنة مع الخبر الصحفي و التحقيق الصحفي .

الخبر و التقرير الصحفي :
يرى بعض أساتذة الصحافة وجود تشابه بين الخبر الصحفي والتقرير الصحفي، حيث أن كل منهما يحمل مضموناً خبرياً جديداً، ومحل اهتمام القراء فالخبر الصحفي وإن كان تعبير عن واقعة أو حادثة، أو فكرة ترتبط بمصالح غالبية القراء، وتثير اهتمامهم وهو في ذلك يقوم بعملية النقل ورصد الحدث بموضوعية كاملة ،، أما التقرير الصحفي فهو يتضمن أيضاً مضموناً خبرياً ورصد لحدث أو قضية أو واقعة إلا أن المحرر الصحفي يضفى بمزيد من التفاصيل حول أصل القصة الخبرية فضلاً عن طرح انطباعه الشخصي عن الواقعة أو الحادثة التي يقوم بالكتابة عنها.
الخبر الصحفي يتسم بالموضوعية في نقل الحدث فقط ، واختفاء وجهة نظر الكاتب أو انطباعه الشخصي عن الحدث، والبعد عن سرد أية تفاصيل لا علاقة لها بالخبر أو تخرج به عن موضوعيته، بينما التقرير الصحفي يتوسع في سرد التفاصيل فهو يتضمن انطباعات وآراء واتجاهات وسرد تفاصيل وخلفيات عن الحدث أو الواقعة لم تكن مطروحة عند نشر الخبر الصحفي.

التحقيق الصحفي والتقرير الصحفي:
ورغم التشابه بين النمطين إلا أن الاختلاف بينهما يأتي في النقاط التالية:
يتميز التحقيق الصحفي بالتعمق في بحث ودراسة الأبعاد المختلفة في حين يكتفي التقرير بتقديم صورة سريعة للحدث او يقوم بالتركيز على جانب منه دون ان يفرق في التفاصيل المدعمة بالبحث والدراسة ، فالتقرير الصحفي يقدم تفاصيل أكثر من الخبر واقل من التحقيق الصحفي .
كما يختلف هدف التقرير الصحفي وغرضه عن هدف التحقيق الصحفي وغرضه ،، فالتحقيق الصحفي يستهدف إقناع القارئ بأهمية وخطورة المشكلة او الفكرة التي يطرحها كاتب التحقيق بهدف كسب الرأي العام ، أما التقرير الصحفي فينحصر هدف كاتبه في إثارة اهتمام القارئ بالموضوع وذلك بتقديم معارف ومعلومات جديدة وظريفة او غريبة ومسلية عن حدث من الأحداث الجارية
في التحقيق الصحفي يقوم المحرر بعرض وجهات النظر في القضية المطروحة من خلال التحقيق، وبالتالي فلا يسمح له بالتعبير عن وجهة نظره، أو تأييد رأى آخر، بينما التقرير الصحفي فيظهر من خلاله شخصية الكاتب ووجهة نظره، فضلاً عن كونه ليس مضطراً أن يكون التقرير متفقاً وسياسة التحرير التي تقوم عليها الصحيفة التي يعمل بها.
ويحتاج التحقيق الصحفي إلى أسلوب بسيط ولكن عميق وهو يحتاج لكي يقنع القارئ بالقضية الو المشكلة معتمدا على الأرقام والإحصائيات وغير ذلك مما يحتاجه التحقيق الصحفي ، أما التقرير الصحفي لا يصلح له إلا الأسلوب البسيط الواضح والجمل القصيرة مع جمع اكبر كمية من الحقائق والمعلومات في اقل قدر ممكن من الكلمات ولا يعنيه ان يسجل كل الحقائق بالأرقام او يدعمها بالبيانات .
و إذا كان التحقيق الصحفي يحاول ان يشرح ويفسر ويعلق ويبحث في الأسباب والعوامل التي تكمن وراء الخبر إلا ان التقرير الصحفي غالبا ما يكتفي بزاوية واحدة دون التطرق لباقي الجوانب .

أنواع التقارير الصحفية:

أولاً: التقرير الإخباري:
هو التقرير الذي يهتم في المقام الأول بعرض و شرح وتفسير زوايا او جوانب من الأخبار او الأحداث او الوقائع اليومية الجارية وهو يعنى بتقديم معلومات وبيانات عن خبر أو حدث لم يستطع الخبر الصحفي تناولها، وإبراز جوانب جديدة عن حدث معروف وتقديم الخلفيات التاريخية والوثائقية للخبر او الحدث الذي يتناوله التقرير لتوضيح الجوانب الغامضة او الغير مفهومة في الحدث .
والتقرير الإخباري يجب ان يلتزم بالأسلوب الموضوعي في عرض المعلومات والبيانات والآراء بمعنى عدم تحيز الكاتب أثناء سرده للمعلومات او تعميمه لنتائجها وكذلك ان يهتم كاتب التقرير بتقديم المعلومات والبيانات الجديدة وتقديم الخلفية التاريخية لموضوع التقرير.
وعلى التقرير الإخباري ان يلبي الاحتياجات الإعلامية للقارئ المعاصر وخاصة فيما يتعلق بالقضايا الحيوية في المجتمع الحديث ويرى الخبراء ان مجالات التقرير الإخباري تنصرف إلى تغطية الأخبار الجادة والقليل من التقارير الإخبارية تنصرف إلى تغطية الأخبار الخفيفة .

ثانياً: التقرير الحي:
هو التقرير الذي يركز على التصوير الحي للوقائع والأحداث ويهتم برسم صورة الوقائع والأحداث أكثر مما يهتم بشرحها او تفصيلها وتفسيرها ،،، ويشترك التقرير الإخباري مع التقرير الحي في أنهما يتناولان الوقائع والأحداث الجارية ولكن في حين يركز التقرير الإخباري على سرد البيانات والمعلومات حول الواقعة وتحليلها نجد التقرير الحي يركز على وصف الحدث نفسه او الواقعة ذاتها ووصف الحدث والظروف المحيطة به والمناخ الذي تم فيه، والناس الذين ارتبطوا به. وكذلك عرض التجارب الذاتية سواء جاءت مصاحبة للمحرر الصحفي، أو الأفراد الذين لهم علاقة بالحدث أو الواقعة وهو كثيرا ما يجعل الناس يتكلمون بأنفسهم ويرسمون تعبيراتهم الخاصة .
ويستعين التقرير الحي في كثير من الأحوال بالعديد من الأدوات والأشكال التي يستعين بها التحقيق الصحفي لكن الفرق هو التركيز على زوايا الموضوع ،، هذا وينصرف الجزء الأكبر من التقارير الحية إلى تغطية الأخبار الخفيفة ولكن في نفس الوقت هناك جانب غير قليل من التقارير الحية تغطي الأخبار الثقيلة مثل التقارير التي تغطي الجلسات البرلمانية والاجتماعات الحزبية والمعارك الانتخابية والمؤتمرات السياسية والاحتفالات القومية وغير ذلك من المجالات .

ثالثاً: تقرير الشخصية:
هو التقرير الذي يهتم بعرض شخصية ما من الشخصيات المرتبطة بالأحداث التي تلعب دوراً مميزاً وبارزا على المستوى المحلي و الإقليمي أو الدولي، مثال ذلك فوز مرشح برئاسة الجمهورية يدفع الصحفي إلى عدم الاكتفاء بكتابة تقرير إخباري عن الانتخابات ونتائجها وإنما تدفعه إلى ان يكتب تقريرا صحفيا يعرض فيه ويحلل شخصية الفائز وملامح شخصيته ومدى طموحه السياسي وطموحاته المستقبلية .
وعلى هذا فقد يحدث هناك خلطاً بين تقرير الأشخاص والحديث الصحفي القائم مع شخصية من الشخصيات الموجودة في المجتمع ،، فالتقرير الخاص بعرض الأشخاص يقوم على رسم ملامح شخصية من الشخصيات وبالتالي ليس شرطاً إجراء حوار صحفي معها، أو تناول وجهة نظرها في قضية أو موضع ما من الموضوعات. أما الحديث الصحفي فقد يقوم مع شخص أو مجموعة من الأشخاص بهدف الحصول على بيانات ومعلومات عن موضوع أو قضية ما محل اهتمام الغالبية العظمى من الجمهور، وبالتالي فهو يبحث عن سؤال (لماذا؟؟) أما التقرير الصحفي فهو يبحث عن سؤال (ماذا ؟؟) حيث لا يخرج عن إطاره الخبري إلا في نواحي نشر المزيد من التفاصيل عن الحدث أو الواقعة.
ويقوم تقرير عرض الأشخاص بالرسم المتقن للشخصيات المشتركة في الأحداث اليومية الجارية وتصوير عملية الصراع بين الإنسان والطبيعة والمجتمع والمرض وبين الإنسان والإنسان من اجل الشهرة او المال المجد .
وكاتب هذا اللون من التقارير يجب ان يحرص على التعبير الصادق عن الشخصية وان يميز تمييزا واضحا بين آراء الشخصية وانطباعاتها عن الشخص موضوع التقرير وبين آراء هذا الشخص نفسه .

قالب صياغة التقرير:
يكتب التقرير الصحفي بطريقة معاكسة للخبر الصحفي حيث يقوم بناء التقرير الصحفي على قالب الهرم المعتدل، حيث تأتى مقدمة التقرير بوقائع ومواقف ومعلومات جديدة عن الواقعة أو الحادثة، أما جسم التقرير فيتضمن المعلومات والبيانات الجوهرية بما في ذلك الأدلة والشواهد والصور الحية للموضوع التي تؤكد حقيقة ما جاء بالتقرير من معلومات وبيانات أما خاتمة التقرير فهي التي تكشف فيها النتائج والخلاصة و قد تأتى بعرض وجهة نظر المحرر وأهم النتائج التي توصل إليها عند تناوله للتقرير الصحفي.
وبناء التقرير الصحفي من مقدمة وجسم وخاتمة وقيام هذا البناء على تسلسل منطقي يجعل من أجزاء التقرير وحدة عضوية مترابطة ليس من السهل قطع او حذف جزء منها دون ان يتأثر ذلك ببناء التقرير نفسه .
1- المقدمة:
وهى تقوم على التمهيد للموضوع الذي يتم تناوله من خلال التقرير بما يعنى تهيئة القارئ للموضوع المطروح، بحيث تجذب المقدمة انتباه القراء للموضوع الذي يتناوله التقرير وتدفعهم للمتابعة للتفاصيل التي جاءت في إطاره و مقدمة التقرير الصحفي قد تحتوى على واقعة ملموسة ، موقف معين ، صورة منطقية ، زاوية جديدة لموضوع غير جديد ،، وتتحدد قيمة المقدمة في قدرتها على جذب انتباه القارئ إلى الموضوع المطروح وكذلك القدرة على دفع القارئ إلى متابعة قراءة بقية التقرير حتى نهايته .
2- جسم التقرير:
هو الجزء الذي يضم المعلومات والبيانات الجوهرية في موضوع التقرير ، بما يعنى الأدلة والشواهد المنطقية التي تدعم موضوع التقرير 8وبالتالى يجب على كاتب التقرير أن يحرص على أن تكون فكرة التقرير واضحة من البداية وذلك من خلال التتبع المنطقي للحدث أو الواقعة، بأن يتم سرد القصة التي يتضمنها التقرير من بدايتها حتى وقت كتابة التقرير بجانب الكشف عن النقاط والجوانب الغامضة في الحدث أو الواقعة التي يتضمنها التقرير.
3- الخاتمة:
وفيها يقوم المحرر الصحفي بعرض أهم النتائج والخلاصة التي توصل إليها من خلال رصده للحدث أو الواقعة، مع طرح وجهة نظره وانطباعه الشخصي عن الحدث الذي قام برصده ووصفه والتعليق عليه، والكشف عن خلفياته.

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Back to top button