عندما تنبح الكلاب

إعلان الرئيسية

عندما تنبح الكلاب

كنت فيما مضي استغرب من نباح الكلاب  والتي هي غريزة في تلك الكلاب التي لاتكل ولا تمل عن ذلك النباح بسبب او بغير سبب وقد لاحظت علي تلك الكلاب انها حينما تريد ان تنبح فإن أذنابها تنتصب وتستنفر وتضطرب  فتجدها وبلا شعور ترسل أذنابها يمينا وشمالا.
وبالنسبة لي فإنني عندما أقوم برحلة برية وأسمع نباح الكلاب فإنني أشعر بالنعاس والخمول وكأنني طفل صغير يستمع لقصة قبل النوم واكاد ان لااستطيع ان اتدثر من غلبة النعاس وسطوة النوم وسلطانه بسبب ذلك النباح المتواصل من تلك الكلاب الضالة والتي قد ارتفع نباحها  في الآونة الأخيرة.
وقد يخاف الكلاب من يجهلها ويجهل دناءتها ولكن  الأعراب يعلمون ان نباحها لايقدم ولا يأخر ولا يحرك ساكنا منهم  فضربوا بذلك الامثال كقولهم :
( القافلة تسير والكلاب تنبح) او كقولهم : (لا يضر السحاب نبح الكلاب)
ولاشك ان الأعراب تحديدا قد اتخذوا العصا رفيقا أبديا لهم ولا غني لهم عنه حتي ان لهم به مآرب كثيرة خاصة  حينما يضرب اولئك الأعراب  فجاج الارض  ويسعون في مناكبها.
وكثيرون هم من بني البشر من هم أشبه بتلك الكلاب وكثيرون هم الأذناب لتلك الكلاب الضالة و الذين باعوا النفيس بثمن بخس.


يقول ابن الجوزي في كتابه القيم "صيد الخاطر" يقول فيه: "رأيت كلاب الصيد، إذا مرَّت بكلاب المحلَّة، نبحتها هذه، وبالغت، وأسرعت خلفها، وكأنَّها تراها مكرمة مجلَّلة، فتحسدها على ذلك! ورأيت كلاب الصَّيد حينئذ لا تلتفت إليْها، ولا تعيرها الطَّرف، ولا تعدّ نباحها شيئًا! فرأيتُ أنَّ كلاب الصيد كأنَّها ليست من جنس تلك الكلاب؛ لأنَّ تلك غليظة البدن، كثيفة الأعضاء، لا أمانة لها، وهذه لطيفة، دقيقة الخِلقة، ومعها آداب قد ناسبتْ خلقتها اللَّطيفة، وأنها تحبس الصيد على مالكها خوفًا من عقابه، أو مراعاة لشُكْر نعمته عليها، فرأيت أنَّ الأدب وحسن العشرة يتبع لطافة البدَن، وصفاء الروح، وهكذا المؤمن العاقل، لا يلتفت إلى حاسِدِه، ولا يعدّه شيئًا؛ إذ هو في وادٍ وذاك في واد، وذاك يحسده على الدنيا، وهذا همَّته الآخرة، فيا بعد ما بين الواديين!".





التصنيفات:
تعديل المشاركة
Back to top button