الهوسبالمستديرة اوكرة القدم

إعلان الرئيسية

كثيرة هي المرات التي أجدني فيها محاصرا بنقاشات حامية, في أماكن عمومية كوسائل النقل والمقاهي وغيرها, يكون أبطالها أناس لا أعرفهم غالبا وموضوعها ليس إلا أخبار ومستجدات المستديرة, أما القاسم المشترك بينهم فهو “ولعهم” بفريق من فرق كرة القدم العالمية أو المحلية. فبعد مباراة حامية الوطيس على المستطيل الأخضر, يحمى الوطيس كذلك بين “مريدي” هاته الفرق, فترى أنصار الفائز من الفريقين يتفننون في التهكم على أنصار الطرف الآخر , الذين يحاولون أن يتقوا حر الهجوم بشتى التبريرات -اللامبررة- ويتوعدون في القادم من المباريات بالثأر, وبعدما يهدأ هذا الصراع السخيف تحل نوبة تحليل ومناقشة أطوار المبارة والتي ما تدوم غالبا أطول من المبارة نفسها !!.
إن التساؤل المنطقي الذي يطرح نفسه بشدة حيال هذا الموضوع هوما إذا كان ما يربط هؤلاء الناس –العاديين- بتلك الفرق “حب” عفوي حقا كما يدعون أم أنه غير ذلك؟…
إذا كان ذلك كذلك فليس من العيب أن تسير الأمور, إثر كل واقعة في عالم المستديرة, على المنوال الذي ذكرنا سابقا لأن الحب يصنع المعجزات وكما قيل “ومن الحب ما قتل“…, إلا أن الأمر الذي يحز في النفوس ويدمي القلوب هو أن الأمر ليس كذلك, إنه ليس حبا عفويا البتة؟؟. إنها ليست لعبة للتباري الشريف والترويح عن النفس كما يروج لها, بل لعبة لسلب العقول وتوجيهها بعيدا عن الأهم من الأمور, والأهم من الأمور عادة أشياء لا يراد لها أن تعرف ويبدل في سبيل التستر عليها كل الجهد.
ليس عيبا أن تتفرج على مباراة كرة القدم, ولكن العيب كل العيب أن تبدل كل وقتك وربما رزقك في سبيلها وتغلبها على النظر والتساؤل عن واقع الأشياءكما تبدو في العمق عوض الثقة العمياء التي تنظر بها العامة من الناس إلى الواقع كما يبدو من السطح.
إنني لا أنتقد هنا لعبة كرة القدم في حد ذاتها, أو أي لعبة أخرى, وإنما أنتقد هذا التوجه الجارف, الذي تتبناه جهات تتستر على مخططاتها, قصد تخدير شعوب العالم.

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Back to top button