… قصيدة المنشق من أحب قصائد أحمد مطر إلي، رغم أنني لا أوافق الشاعر في بعض
آرائه وقصائده … إلا أن هذه القصيدة بالذات أجدها
تلامس شيئا .. لا بل أشياء في نفسي؛ تبوح عني بكل صدق زفرات وهموم عن
أمة عربية كرمها الله تعالى بنبي منها وحَّدها وبين لها سبل الاتحاد،
وحذَّرها من التفرق والتشتت .. لكنها أبت إلا كُفورا وجحودا
بنعمة ربها، فكان مآلها إلى ما نرى اليوم .. من ضَعف وهوان وتخاذل …
والله المستعان.
لا أريد الإطالة أكثر فالشاعر كان أبلغ مني في وصف حال الأمة العربية والإسلامية؛ حيث يقول:
* المُنشَـــقّ *
أكثَرُ الأشياءِ في بَلدَتِنـاالأحـزابُوالفَقْـرُوحالاتُ الطّـلاقِ .عِنـدَنا عشرَةُ أحـزابٍ ونِصفُ الحِزبِفي كُلِّ زُقــاقِ !كُلُّهـا يسعـى إلى نبْـذِ الشِّقاقِ !كُلّها يَنشَقُّ في السّاعـةِ شَقّينِويَنشَـقُّ على الشَّقّينِ شَـقَّانِوَيَنشقّانِ عن شَقّيهِما ..من أجـلِ تحقيـقِ الوِفـاقِ !جَمَـراتٌ تَتهـاوى شَـرَراًوالبَـرْدُ بـاقِثُمّ لا يبقـى لهاإلاّ رمـادُ ا لاحتِـراقِ !**لَـمْ يَعُـدْ عنـدي رَفيـقٌرَغْـمَ أنَّ البلـدَةَ اكتَظّتْبآلافِ الرّفـاقِ !ولِـذا شَكّلتُ من نَفسـيَ حِزبـاًثُـمّ إنّـي- مِثلَ كلِّ النّاسِ –أعلَنتُ عن الحِـزْبِ انشِقاقي !