المفعول معه

إعلان الرئيسية

المفعول معه

إذا أنشأ أحدنا سياقا نحو : مشيتُ وسورَ الحديقة
فما الذي يمكن أن نقبض عليه من معنى؟!

هل نفهم أن الذي مشى ، مشى معه سور الحديقة مثلا ؟!
المنطق ، يمنع تلك الإحالة ، فلا يعقل أن يمشي السور فضلا عن مشاركته الترويح مع الماشي ..
ولكن الذي يتحدث ، يعبر عن كون مشيته كانت مع السور أي بحذاء السور ..
وعليه نرى أن السور قد انتصب لعلة كون الفعل : المشي قد فُعل بمصاحبتهِ دون تشريك أي دون أن يشارك السورُ الماشيَ في مشيته وذاك ما اصطلح عليه في النحو بـ ( المفعول معه)


تعريف المفعول معه

هو اسمٌ فضلةٌ مسبوقٌ بواو المعيةِ للمصاحبةِ ليست للعطف أو المشاركة0

معنى كونه فضلة أي قد يستغنى عنه في الجملة أي ليس مثل المبتدأ والخبر أو الفعل والفاعل مثل لو قلنا : ( أكل الولدُ ) فهذا سياق كامل

أكل الولدُ التفاحةَ : فهنا التفاحة ليست أصلا فقد يحذف المفعول به لأنه فضلة
يقول ابن مالك رحمه الله :
ينصَبُ تَالي الواوِ مفعولا معه ** في نحوِ سيري والطريقَ مسرعة

مثال / جاءَ الأميرُ والجيشَ ـ استوى الماءُ والخشبةَ
فما بعد هذه الواو مفعول معه

معنى واو المعية : فهو لدلالتها على وقوع شيء مع وجود شيء آخر فـ (واو المعية ) بمعنى ( مع )
نعرف واو المعية إذا صح وضع ( مع ) مكان ( الواو )

الذي ينصب المفعول معه

1ـ الفعل ، 2ـ اسم الفاعل ، 3ـ اسم المفعول، 4ـالمصدر ، 5ـ اسم الفعل
1ـ الفعل

مثال / مشيتُ وسورَ الحديقةِ : كأننا نقول مشيتُ مع سور الحديقة

رجعتُ والمساءَ : كأننا نقول رجعتُ مع المساء

فهنا الواو لا يدل على المشاركة وإنما يدل على المصاحبة مصاحبته في وقت الفعل

فلو قلنا في هذا السياق( أكل الولدُ وأبوهُ ) / ( أكل الولدُ و أباهُ )
المثال الأول ( أكل الولدُ وأبوهُ ) ( الواو عاطفة ) أي أكل الولد وأبوه : أكل مثله

أما المثال الثاني ( أكل الولدُ و أباهُ ) الواو هنا للمشاركة والمصاحبة أي إنه مصاحب للأكل معه وشاركه أيضا

فهنا تأتي الواو على أنها مفعول معه ( فالسياق هو الذي يفرق )
2ـ اسم الفاعل

مثال / وصل اللاعبُ وسورَ الحديقةِ
وصل / فعل ماض مبني على الفتح ، اللاعبُ/ فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة

الواو/ واوالمعية حرف مبني على الفتح لامحل له من الإعراب ، سورَ/ مفعول معه منصوب وعلامة نصبه الفتحة

السؤال/ هل كل اسم يأتي بعد واو المعية يكون مفعولا معه ؟

الجواب: لا ، لماذا ؟ ننظر للمثال : اختصم زيدٌ وعمرو
هل يحمل عمرو كونه مفعول معه ؟ الجواب لا .. فما السبب ولماذا؟

الواو / واو العطف تفيد المشاركة أي زيد وعمرو اختصما فهما قد اشتركا في الاختصام
فهنا عمرو لا يصح نصبه على كونه مفعولا معه لعلل :
العلة الأولى أن الفعل اختصم يقع من متعدد

فلا يمكن نقول : اختصم عمرو ، ونسكت فلابد أن نتم المعنى لأن السياق ناقص
فهنا الواو واو عطف تقتضي التشريك بين اثنين بين المختصمين

الأفعال : اختصما / تشاجرا / اشتركا/ يقتضي التشريك في الفعل ولا يقع من شخص واحد ، فهذه الأفعال فعل متعدد
سؤال / لو أن السياق يحتمل المشاركة والمصاحبة ، فهل يأتي ما بعد الواو مفعول معه ؟

الجواب / إذا احتمل السياق معنى التشريك والمصاحبة فيصح أن نقول :
طلع القمرُ والنجمُ / طلع القمرُ والنجمَ

هل ممكن القمر يطلع معه نجم ؟ ممكن يعني المصاحبة والمشاركة وينصب على أنه مفعول معه

فنقول / طلع القمرُ والنجمَ

وقد يطلع بحذاء القمر نجم ما فهنا الواو عاطفة ، فتعطف عليه إذا كان مرفوعا أو منصوبا أو مجرورا

فنقول/ طلع القمرُ والنجمُ
ماذا نقول في إعراب النجم؟

النجمُ / اسم معطوف مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ، النجمَ / مفعول معه منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة

ما الذي جعلنا نقول بالجواز ؟

لأن السياق يحتمل الأمرين فيجوز في الحالتين أن نرفع على العطف أو ننصب على المفعول معه
مثال/ المعلمُ واقفٌ و السبورةَ

( السبورة ) وقعت مفعول معه ولا فعل أوقع النصب عليه أو عمل فيه العمل لأن المفعول معه منصوب بعامل وهو الفعل وهذا الكثير الغالب

مثل / جاء الأميرُ والجيشَ / استوى الماءُ والخشبةَ

مشت نونو كاتي وسورَ الحديقةِ 0 ما الذي نصب (سورَ) ؟ إنه الفعل ( مشى ) نصب المفعول معه

أكل ساريةُ التمرَ هنا الفعل ( أكلَ ) رفع الفاعل ونصب المفعول به

فهنا بهذا السياق ( المعلمُ واقفٌ والسبورةَ ) ليس هناك فعل

هل يصح مثل هذا السياق ؟ نعم يصح لأن الذي نصب المفعول معه هو اسم الفاعل أو ما جاء في معناه

أين الفعل ؟ لا وجود للفعل .. إذن ماذا يفيد معنى الفعل ؟ إنه اسم الفاعل

اسم الفاعل هو واقف واسم الفاعل يعمل عمل الفعل

ما هو عمل الفعل ؟ هو رفع للفاعل ونصب للمفعول به وهنا اسم الفاعل ( واقفٌ ) نصب المفعول معه ( السبورةَ )

الإعراب
المعلمُ / مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، واقف / خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، الواو / واو المعية حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب
السبورةَ / مفعول معه منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة

3ـ اسم المفعول

مثال/ الجنودُ مصفوفون والقائدَ
كيف نعرب ؟
الجنودُ / مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ، مصفوفون/ خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم
الواو / واو المعية حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، القائدَ/ مفعول معه منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة
الذي نصب القائدَ : مصفوفون اسم المفعول جاء بمعنى الفعل

4ـ المصدر
مثال/ احرص على مذاكرتك والمكتبَ

ما الذي نصب المفعول معه؟ لا يمكن يكون الفعل احرص لأنه لا نقول احرص والمكتبَ

الذي نصب المكتب هو المصدر المذاكرة فحل محل الفعل في نصب المفعول معه
احرص/ فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره انت ، على/ حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب
مذاكرتك / اسم مجرور بعلى وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والكاف / ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف اليه
الواو / واو المعية حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، المكتبَ / مفعول معه منصوب وعلامة نصبه الفتحة
5ـ اسم الفعل

مثال/ حيَّ على الأذانِ والصلاةَ

حيَّ / اسم فعل أمر مبني على الفتح ، على / حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، الأذانِ / اسم مجرور بعلى وعلامة جره الكسرة /

الواو / واو المعية حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب / ، الصلاةَ / مفعول معه منصوب وعلامة نصبه الفتحة
الذي نصب المفعول معه هو اسم فعل الأمر حيَّ

( اسم فعل ماض هيهات / واسم فعل مضارع آه و أُف / واسم فعل أمر حيَّ )

هناك تراكيب مسموعة عن العرب ورد فيها نصب ما بعد الواو
مثل / كيف أنت والبردَ ـ ما أنت والبحرَ ـ كيف أنت وقصعةً من ثريد
ننظر ما قبل الواو إذا كان الضمير منفصلا فيكون بعد الواو / أنت بالخيار الرفع أو النصب في ( البرد / البحر / قصعة)
أما إذا كان الضمير ما قبل الواو متصلا فيكون حكم بعد الواو النصب فقط مثل / مالك و باجنيدَ
لو سألنا شمس المغيب / كيف أنتِ والنحو
قبل الواو ضمير منفصل فيجوز الرفع أو النصب فما بعد الواو فنقول النحوُ أو النحوَ

مالكِ والنحوَ / ما قبل الواو ضمير متصل فيجب النصب ( النحوَ)

والحمد لله رب العالمين


تعديل المشاركة
Back to top button