أحلام متشردة
أسير بين
الطرقات والأزقة بدون هوية ولا عنوان، تمنيت أن يكون لي أب أو أم، أن يكون
لي أخ أو أخت، بل تمنيت أن يكون لي اسم ولقب، صحيح أنني أحمل اسما لا أعلم
إن كان هو فعلا اسمي أم هو مجرد اسم يميزني عن الآخرين أمثالي.
حلمت بأن تكون لي غرفة فقط وليس بيتا، بل باب أغلقه علي كلما أحسست بالبرد أو الخوف. بدل عيشي في الهواء الطلق دون سقف يسترني ولا فراش أفترشه، أنام في العراء كالدواب بل هي أفضل مني لأن لها مأوى تجر إليه كل مساء.
حلمت بأن ألبس ملابس نظيفة وأن أضع قطرة من ماء العطر التي يضعها بعض المارة في كل لحظة، تمنيت أن أمتلك حذاء أسود ولامعا عوض هذا النعل الذي لو كان يشتكي لاشتكى، فمنذ أن وجدته صدفة داخل إحدى حاويات النفايات لم أنزعه من رجلي خوفا من أن يضيع، فقد كرهت أن أمشي حافي الرجلين.
كان أجمل حلم عندي هو أن أتعلم فأنا أعشق الكتب، وكلما رأيت شابا يمسك كتابا في يده تمنيت أن أفعل مثله، وربما لو كنت مكانه لعانقته ولضممته إلى صدري، عشقت الكتاب رغم أن حياتي كتاب مغلق بدون عنوان...
عندما أجوع أتعمد المرور أمام المقاهي كنوع من الاستعطاف، أعلم أن هذا عيب، لكنني لست مخيرا، لعلني أجد كريما يجود علي بوجبة أسد بها جوعي رغم أنني أحيانا أتمنى أن أجازف بحياتي فأدخل إحدى هذه المقاهي فآكل ما شئت حتى أموت من الشبع، هذا الأخير الذي خاصمني منذ ولدت، لكن فقر جيبي يحول دون تحقيق هذا الحلم الوردي...
أمنيات وأحلام على قارعة الطريق وفي واضحة النهار... جاء الليل بسرعة ليطرد معه أحلامي ويرمي بها بعيدا، انزويت في مكان بعيد عن أعين الناس، افترشت رداء باليا أحرص دائما على إخفائه ليكون سترا لي في كل ليلة، وأفترش حذائي العتيق تحت رأسي لكي أطمئن أنه في مأمن من لصوص الليل...
أستسلم إلى النوم مستئنسته بالوحدة وحلكة الظلام وبذبذبات خطوات المارة التي اعتدت على سماعها دون أن أنسى رفيقاتي من الحشرات التي تدغدغ جسمي كل ليلة، فرغم أنها تزعجني إلا أنها خير أنيس لي...
فأنام لتنام معي أحلامي التي لا أراها إلا في الصباح..
___________
مع تحياتي
حلمت بأن تكون لي غرفة فقط وليس بيتا، بل باب أغلقه علي كلما أحسست بالبرد أو الخوف. بدل عيشي في الهواء الطلق دون سقف يسترني ولا فراش أفترشه، أنام في العراء كالدواب بل هي أفضل مني لأن لها مأوى تجر إليه كل مساء.
حلمت بأن ألبس ملابس نظيفة وأن أضع قطرة من ماء العطر التي يضعها بعض المارة في كل لحظة، تمنيت أن أمتلك حذاء أسود ولامعا عوض هذا النعل الذي لو كان يشتكي لاشتكى، فمنذ أن وجدته صدفة داخل إحدى حاويات النفايات لم أنزعه من رجلي خوفا من أن يضيع، فقد كرهت أن أمشي حافي الرجلين.
كان أجمل حلم عندي هو أن أتعلم فأنا أعشق الكتب، وكلما رأيت شابا يمسك كتابا في يده تمنيت أن أفعل مثله، وربما لو كنت مكانه لعانقته ولضممته إلى صدري، عشقت الكتاب رغم أن حياتي كتاب مغلق بدون عنوان...
عندما أجوع أتعمد المرور أمام المقاهي كنوع من الاستعطاف، أعلم أن هذا عيب، لكنني لست مخيرا، لعلني أجد كريما يجود علي بوجبة أسد بها جوعي رغم أنني أحيانا أتمنى أن أجازف بحياتي فأدخل إحدى هذه المقاهي فآكل ما شئت حتى أموت من الشبع، هذا الأخير الذي خاصمني منذ ولدت، لكن فقر جيبي يحول دون تحقيق هذا الحلم الوردي...
أمنيات وأحلام على قارعة الطريق وفي واضحة النهار... جاء الليل بسرعة ليطرد معه أحلامي ويرمي بها بعيدا، انزويت في مكان بعيد عن أعين الناس، افترشت رداء باليا أحرص دائما على إخفائه ليكون سترا لي في كل ليلة، وأفترش حذائي العتيق تحت رأسي لكي أطمئن أنه في مأمن من لصوص الليل...
أستسلم إلى النوم مستئنسته بالوحدة وحلكة الظلام وبذبذبات خطوات المارة التي اعتدت على سماعها دون أن أنسى رفيقاتي من الحشرات التي تدغدغ جسمي كل ليلة، فرغم أنها تزعجني إلا أنها خير أنيس لي...
فأنام لتنام معي أحلامي التي لا أراها إلا في الصباح..
___________
مع تحياتي