بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .
{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَواتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ } صدق الله العظيم . سورةالأنبياء30
{ وجعلنا من الماء كل شيء حي }
يتكون الماء من : ذرة الأكسجين السالبة ترتبط بذرتين من الهيدروجين الموجب ، علما بأن الأكسجين والهيدروجين هما العصب الأساسي الذي تقوم عليه كل الحَيَوَات في الوجود ،
ويمتاز الماء بخصائص لا تتوفر قط لسائل غيره ، فهو يتفاعل في نفس الوقت كحامض وكقاعدة ، وبذلك يمكن أن يتفاعل مع نفسه في ظروف خاصة ، وهو مادة ضعيفة التراكيب هشة البنيان ، قابلة للتغير تحت أقل المؤثرات ؛ فهو يتأثر بالصوت ، والمغناطيسية ، والحرارة ، والبرودة ، والضوء ، والطاقة الحيوية ، وخضع لتجارب كثيرة تبين منها أنه يحتفظ بالمعلومات المرسلة من قبل الأجسام البيولوجية ويتكون جزيء الماء على شكل يشبه المغناطيس الذي له قطب سالب وآخر موجب ، يدور حول نفسه بسرعة كبيرة ، وحول الجزيئات الأخرى على مسافة ثابتة ، مما يجعل للماء في هذه الحالة نوعا من التماسك
وتتفكك جزيئات الماء المتماسكة ويعاد تشكيلها تحت تأثير ذبذبات الصوت أو المؤثرات الخارجية ، وفي تلك الحالة ينساب بحرية أكبر إلى سيتوبلازم الخلايا وهو مشحون بالطاقة التي تحفز الخلية على العمل بنشاط وبشكل أفض0 ويشكل الماء ثلثي وزن الجسم ( 84% ) من وزن الدماغ ، (80% ) من وزن المخ ، ( 90% ) من وزن الخلايا الليمفاوية ، كما يشكل الماء نسبة ( 80% ) من وزن السيتوبلازم الجزء الأكبر منه حر ، وجزء بسيط ( 4,4% ) فقط تنحل فيه أملاح البوتاسيوم والفسفور وبعض السكريات وقليل جدا من الدهون ، وتتم جميع العمليات الحيوية في خلايا الجسم داخل وسط مائي0والماء يعمل كمذيب فيزيد من سرعة العمليات الحيوية للخلية بأقل فاقد ممكن من الطاقة التي تتمثل في ثلاثي أدينوزين الفوسفات ATP ؛ لأنه يتفاعل مع عدة مكونات عضوية وغير عضوية ، بسبب خاصية الاستقطاب الكهربائي Electical Polarity ، التي تتميز بها جزيئات الماء 0 والماء لديه القدرة على التغير والتبدل والتكيف الذاتي عند أي تأثير يجرى عليه في محيطه ، ويبلغ أعلى قدرة له على ذلك بين درجتي 35 و 40 درجة مئوية ، وهي درجة حرارة الجسم عند الكائنات الحية النشيطة ومنها الإنسان ، ويمكن للجسم أن يصبر عن الماء مدة أقصاها 72 ساعة 0
وقد أدرك قدماء المصريين فوائد الماء العلاجية ،وأدرك العلماء أهمية الماء في علاج كثير من الأمراض ، حتى أصبح العلاج بالماء من طرق العلاج المتعارف عليها في كثير من الحضارات القديمة 0
ولما تقدم العلم وجد الماء مكان الصدارة في العلاج ، سواء كان بالماء الساخن أو البارد أو الثلج ، حيث إنه أول ما يتبادر إلى الذهن عند الإسعاف من لسع أو حرق أو كدمة ،
وقد تكون كمادات الماء البارد وسيلة لإنقاذ حياة طفل يعاني من ارتفاع شديد في درجة الحرارة 0
وقد ثبت علميا أن شرب كوب من الماء البارد في الصباح قبل تناول الطعام ، أي ( على الريق ) يفيد في تنبيه الأمعاء الكسولة ، ويكافح الإمساك ،
ويعمل كحمية لتخفيض الوزن 0 وعلى مر العصور استخدم البشر من جميع الأجناس ، ماء العيون لعلاج الأمراض الجلدية
0 وقد ثبت نجاح استخدام المياه المعدنية في علاج ، ضغط الدم المرتفع ، والتهابات المفاصل ، وأمراض القلب ، والأكزيما ( حساسية الجلد ) 0 كما أثبت العلاج بالمياه المعدنية نجاحا ملحوظا في علاج السمنة 0 ففي فرنسا أجريت تجربة على 34 مريضا يعانون من ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم ، وقد اقتصر علاج هؤلاء المرضى على تناول المياه المعدنية فقط ثلاث مرات يوميا دون أي علاج طبي آخر ، واستمر هذا العلاج لمدة ثلاثين يوما ، فأتت النتائج أفضل مما توقع الأطباء المعالجون 0 وفي المجر توصل الأطباء إلى أنه يمكن علاج حالات التهاب المفاصل دون الاستعانة بعقار الكورتيزون ، والاكتفاء بعلاج المرضى عن طريق المياه المعدنية 0
0 كما إن الرعاف الذي يحدث نتيجة ارتفاع درجة الحرارة من أفضل علاجاته التي تأتي بنتائج فورية هي وضع قطعة من الثلج على الأنف ؛ لأن الثلج يعمل على تضييق الأوعية الدموية والشعيرات الدقيقة النازفة ،
والحمى يطفئ لهيبها الماء ، والعين يفيدها الماء البارد في حالات الإجهاد أو الاحمرار ، بينما تفيد كمادات الماء الساخن عضلات الجسم المتشنجة
0أما الكدمات ولسعات النار فيفيدها كمادات الماء البارد
0 وينصح الأطباء مستخدمي أجهزة الحاسب الآلي لساعات طويلة أن يغسلوا وجوههم بالماء كل ساعتين حتى لا يصاب المستخدم بأضرار الكهرباء الساكنة المنبعثة من الجهاز
0 ويعمل الماء عند الاغتسال أو الوضوء بنظرية الاستقطاب الكهربائي على : تفريغ الشحنات الكهربائية الزائدة على سطح الجلد ، والتي تؤثر سلبا على سريان الطاقة الحيوية في قنواتها الطبيعية ، وتعتبر المناطق الأشد تأثرا بالماء في الجسم هي : الوجه واليدان والقدمان ؛ لأنها تحتوي على بدايات ونهايات قنوات الطاقة بالجسم ، وأهم نقاط تنشيط تلك القنوات
0 ومن حكمة الخالق سبحانه وتعالى البالغة ، أن هذه المناطق بالتحديد هي المقصودة بالضوء في قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين } سورة المائدة 0
• أنواع العلاج بالماء والسوائل :
1ـ النوع الأول : الماء المبارك :
مثل ماء زمزم الذي ينبع ماؤه في بقعة مباركة ، جعلت خواصه فريدة من نوعها ، ولا يوجد له مثيل على وجه الأرض ، وتلك المؤثرات الخارجية هي :
• أنه نابعا في أحضان بيت الله الحرام ، فأحد منبعيه من تحت البيت ، والآخر من تحت جبل الصفا 0
• أن الذي قام بحفره هو جبريل عليه السلام ، وطاقته علوية يبقى أثرها إلى ما شاء الله تعالى 0
• أنه يشهد توافد الملائكة المستمر على بيت الله الحرام ، وطاقتهم نورانية عالية 0
• أنه نابع من منطقة صخرية صلدة : ضخمة جدا ومتماسكة وذات طبيعة متميزة 0
وبذلك أصبح ماء زمزم صالحا لجميع الاستخدامات مهما تعددت : فهو يصلح لري ظمأ العطشان ، ولشبع البطن الجوعان ، ولعلاج الأمراض من البرد إلى السرطان 0 أما الدليل على خاصية الماء المبارك في العلاج فهو :
ــ ما رواه الإمام أحمد وابن ماجة عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ماء زمزم لما شرب له ) 0
ــ ما رواه الإمام البخاري ، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه زار رجلا أخذته الحمى ، فقال : أبردها عنك بماء زمزم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء ) وفي رواية قال : ( بماء زمزم ) 0
ــ في قصة إسلام أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه مكث بمكة أسابيع يعيش فقط على ماء زمزم 0
ـ2ـ النوع الثاني ــ الماء المشحون بطاقة الإنسان :
وهو كل ماء احتضنه الإنسان بين يديه أو لامس جسمه ( كماء الوضوء ) فإنه بالتأكيد يحمل بصمة الهالة أو الطاقة لذلك الإنسان ، وإذا شرب منه فإن ما يبقى في الكوب أو الإناء يحمل بالإضافة إلى بصمة الطاقة ما يسمى بالدهن الإنساني 0 ويصبح الماء الذي أمسكه الإنسان بين يديه أو الذي تبقى من أثر الشرب عالي الطاقة ويمكن استخدامه في العلاج ، وفي جلب المحبة وتأليف القلوب 0 وغالبا فإن كل من يشرب من أثر إنسان ينجذب إليه ويظل محبا وفيا له 0
0 وشحن الماء بالطاقة طريقة مجربة ولها جذور شرعية ، وهو ما رواه الدار قطني عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من التواضع أن يشرب الرجل من سؤر أخيه )
وما ورد في صحيح الإمام مسلم رحمه الله ، عن السيدة عائشة رضي الله عنها ،قالت : كنت أشرب وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ فيشرب
0 نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم قام باستخدام الماء لنقل طاقته إلى المريض جابر بن عبد الله الذي قال : مرضت مرضا فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني وأبو بكر وهما ماشيان فوجداني أغمي علي فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم ثم صب وضوءه علي فأفقت 0 (1)
وهذه الواقعة نبراس لعلاج المعين ( الذي أصيب بالعين ) بماء الوضوء الذي لامس العائن فنقل طاقته إلى المعين فكان سببا لشفائه
0 كما روى الإمام أحمد وابن ماجة والإمام مالك ، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أن باه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج وساروا معه نحو مكة ، حتى إذا كانوا بشعب الخزار من الجحفة اغتسل سهل بن حنيف ، وكان رجلا أبيض حسن الجسم والجلد ، فنظر إليه عامر بن ربيعة وهو يغتسل ، فقال : ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة ، فلُبط سهل ، فأُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له : يا رسول الله هل لك في سهل ؟ والله ما يرفع رأسه وما يفيق ، قال : ( هل تتهمون فيه أحد ؟ ) ، قالوا : نظر إليه عامر بن ربيعة ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامرا فتغيظ عليه وقال : ( علام يقتل أحدكم أخاه ؟ ، هلا إذا رأيت ما يعجبك بركت ؟ ثم قال : اغتسل له ) ، فغسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ثم صُب ذلك الماء عليه ، يصبه رجل على رأسه وظهره من خلفه يُكفئ القدح وراءه ، ففعل به ذلك ، فراح سهل مع الناس ليس به بأس 0
3ـ النوع الثالث ـ الماء المشحون بذبذبات الصوت :
عرف الإنسان منذ القدم تأثير الصوت على النفوس ، فاتخذه كأداة لعلاج الأمراض 0 وقد وجدت نقوش على جدران كهوف يرجع تاريخها إلى 20000 سنة ، رسمها السكان الأصليون في شمال أستراليا الذين يُطلق عليهم Didjeridu رسموا فيها قرنا خشبيا طويلا مصنوعا من فروع شجر الكافور Eucalyptus وكانوا يستعملونه في أغراض كثيرة ومنها علاج الأمراض ، ويعتقدون أن الأرواح الشريرة التي تسكن أجساد البشر لا تخرج إلا بصوت الديدجريدو Didgeridoo ، وهو الاسم الذي أطلق على تلك الألآت نسبة إلى أشهر قبائلهم وعرفت به حتى يومنا هذا ، فانتشرت وذاع صيتها ، وأصبحت أداة من أدوات العلاج بالطب الأصيل 0
• موجات الصوت :
عبارة عن طاقة جبارة وقوة لا يستهان بها تخترق الأجسام وتتردد في أرجاء الفضاء بلا نهاية لأنها مادة ، والمادة لا تفنى كما نعرف 0 ويمكن قياس شدة الصوت بالهرتز Hertz ، فإذا زاد عن حد معين يُسمى ضوضاء وتقاس شدتها بالديسيبل Decibel ،
ويتم شحن الماء شرعا بالطاقة وذلك بقراءة آيات من القرآن الكريم بصوت مرتل قوي مباشرة على كوب ماء أو إناء كبير ، ثم يشرب منه المريض أو يرش منه على وجهه أو يسكب منه على رأسه من خلفه فجأة 0
ومن واقع التجارب المستمرة التي نقوم بها وتخضع لأجهزة القياس ــ كما يمكن لأي شخص أن يجريها ــ فإن مواصفات الماء تتغير باستخدام آيات أو سور من القرآن الكريم ، وهي التي وردت بها نصوص شرعية ، مثل : سورة الفاتحة ، وآية الكرسي ، والمعوذان ( الفلق والناس ) وسورة الإخلاص 0 أو ما يقع في خاطر الإنسان من آيات أو يحضر على لسانه ، وذلك لقوله تعالى : { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا } 0
وللحديث الذي روه ابن ماجة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( عليكم بالشفائين العسل والقرآن ) ، فلم يحدد آيات بعينها للشفاء 0
ويمكن علاج المعين أو الممسوس أو المسحور بقراءة الخمس المجربة الشرعية ، وهي : الفاتحة ، وآية الكرسي ، والمعوذتان ، والإخلاص ، على ماء بالطريقة السابقة ، وبيقين وهدوء نفسي ، ثم يختم بالدعاء : ( اللهم رب الناس اذهب البأس واشف أنت الشافي شفاء لا يغادر سقما ) 0 ثم يسكب منه على رأس المريض من خلفه فجأة حتى يشهق ، ويسيل على الرأس وينزل مع العمود الفقري ليؤثر على الحبل الشوكي 0
4ـ النوع الرابع ــ الماء المخلوط بعناصر أخرى كالطين :
وهو الذي يستخدم غالبا في حالات الأمراض الجلدية ، أو ما أصاب أعضاء الجسم من أمراض أو في حالات خاصة سترد ضمنا 0
ومن أمثلة الماء المخلوط بعناصر أخرى : طين البحر الميت ، أو الحناء ، أو تربة الأرض ، وهي لا شك تحمل عناصر متفاوتة من الطاقة 0
0 فمثلا : تربة الأرض التي يعيش عليها الإنسان تناسب طاقته وتصلح لعلاجه ، وطين البحر الميت أو ما أشتهر من الطين العلاجي يعتبر عالي الطاقة ، ويعمل على إعادة التوازن لقنوات ومجال الطاقة لدى المريض ، وفي العلاجات الآتية خير دليل على ذلك :
1ـ في حالات شكوى المريض من قرحة أو دمّل أو لسعة ، كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ من ريقه بإصبعه ويمسه بالتراب ، ثم يطلي به موضع الألم وهو يقول : ( بسم الله ، تربة أرضنا ، بريقة بعضنا ، يشفي سقيمنا بإذن ربنا ) رواه البخاري 0
2ـ روى أبو داود عن ثابت بن قيس بن شماس أن رسول الله صلى الله عليه ، أنه دخل عليه وهو مريض فقال : ( اكشف البأس رب الناس عن ثابت بن قيس بن شماس ، ثم أخذ ترابا من بطحان فجعله في قدح ثم نفث عليه بماء وصبه عليه ) 0 وبطحان اسم وادي في المدينة اشتهر بخواص ترابه العلاجية ، ولعل السر يرجع إلى أصول رماده البركاني 0
النوع الخامس ــ
الماء المشحون بجزئيات كيميائية ، أو ما يسمى : بالمعالجة المثلية omeopathy :
أثبتت التجارب المختلفة التي أجريت أن لجزئيات الماء قدرة على التغير لتأخذ شكل جزئيات المادة المضافة إليها إذا كانت تلك الكمية المضافة كبيرة نوعا ما ، ومثال ذلك : إذا أضفنا ملعقة كبيرة من العسل إلى كوب كبير من الماء وخلطت جزيئاتها بواسطة خلاط ، فإن جزيئات كوب الماء تتشكل بالكامل بشكل جزيئات العسل ، ويعطي ذلك الكوب نفس الفوائد العلاجية التي يعطيها كوب العسل إذا شربه الإنسان
0 ظهر على يد الطبيب الألماني الأصل ( صاموئيل هانمان ) وأطلق عليه اسم ( المعالجة المثلية ) الهوميوباثي وتعتمد فكرته على تقليل تركيز العناصر المسببة للأمراض في الماء بدرجات كبيرة جدا ، وهي مأخوذة من فكرة التطعيم ضد الأمراض السارية ، مثل : الجدري والثلاثي والحصبة ، إلا أن التطعيم إجراء وقائي قبل الإصابة بالمرض ،
0 أما الهوميوباثي فهو علاج لحالة مرضية موجودة فعلا ، بحيث أن ذلك الدواء لو أعطي إلى السليم بجرعات عالية فإنه يسبب عنده نفس الأعراض المرضية الظاهرة عند المريض 0
ويتبع الأطباء الأسلوب الاعتيادي للتغلب على المرض ، يرتكز غالبا على وصف أدوية تقوم بقمع الأعراض التي تظهر على المريض ، كارتفاع درجة الحرارة ، أو القيء 000إلخ 0 أو بمعنى آخر يعتمد أسلوب العلاج على إزالة العرض وليس إزالة المرض
0أما المعالجة المثلية فهي تسبب تلك الأعراض بنسبة ضعيفة جدا ومحسوسة بالنسبة للجسم فتنجح في تحريض ومساعدة أجهزة المناعة المختصة بالدفاع عن الجسم على أن تخوض حربا ضد المرض نفسه فتقضي عليه ، وكلما كان تركيز المحلول في الماء أقل ، كلما كان التأثير العلاجي أقوى 0
وبدافع من الفضول قام الدكتور ( هانمان ) بتجربة مواد أخرى كالزرنيخ وحشيشة ست الحسن ( وهو نبات سام ) والزئبق ، على بعض الأصحاء ، فقادته تجاربه إلى اكتشاف أنه كلما سعى إلى تقليل التركيز لجعل المحلول أكثر أمنا ، كلما كانت الاستجابة أقوى 0 وانتشرت أفكار الدكتور ( هانمان ) في أوروبا ، فزادت شعبيته في بريطانيا ، وتم افتتاح أو مستشفى متخصص في لندن عام 1850م 0
6ـ النوع السادس ــ الماء المشحون بالحرارة :
أثبتت التجارب التي قامت بها الدكتورة ( أجاثا تراس ) أخصائية علم الأمراض ، الباثولوجيا الطبية Medical Pathology ، الأمريكية الشهيرة ، وكذلك فريق من العلماء الروس ، وفريق من علماء اليابان نجاح العلاج بالماء الساخن ، كالعلاج بالماء البارد تماما ، وتم علاج كثير من الأمراض بهذه الطريقة ، ووجد العلماء الروس في تجاربهم الحديثة عن العلاج بالماء الساخن ، أن أفضل نتائجه عندما تتراوح درجة حرارة الماء في الحمامات الساخنة من 35ــ 37ْم ، وأن تتراوح مدته من 10 ــ 15 دقيقة 0 كما وجدوا أن الماء الساخن يعمل على إسراع سريان الدورة الدموية ، وتنشيط السائل الليمفاوي ، وبالتالي جهاز المناعة بالكامل ، فيتم التخلص من بقايا السموم بالجسم 0
وفي حالة استخدام حمام البخار ( الذي يحذر منه مرضى القلب والأطفال ) فإنه يعمل على تنشيط الدورة الدموية ، مما يؤدي إلى زيادة كمية الدم في المنطقة المعرضة للبخار ، ولذلك فوائد كثيرة منها : أنه يجلب معه كثيرا من الأجسام المضادة المناعية ، وكرات الدم البيضاء التي تهاجم الميكروبات والجراثيم ، وكذلك يتم تخليص تلك المنطقة مما تحتويه من سموم 0
7ـ النوع السابع ــ الماء المشحون بطاقة مغناطيسية :
ويسمى العلاج بالمغناطيس Magneto therapy : ويتم بوضع الماء النظيف في إناء ، ويثبت على جاذبية عدد 2 قرص مغناطيس بحيث يكون القطب الشمالي لأحدهما في اتجاه القطب الجنوبي للآخر ، ويترك مدة من 8 ــ 12 ساعة ، فيسري خلاله الفيض المغناطيسي ( وهو المصطلح المناظر للتيار في الدوائر الكهربائية ) فتكتسب جزيئات الماء خواصا مغناطيسية ويصبح ممغنطا 0
والماء الممغنط له تأثير قوي على أمراض الجسم عندما يتم تناوله داخليا بانتظام لمدة من الزمن 0 وثبت من نتائج التجارب والعلاجات التي تمت أن الأصحاء يُمكنهم استعمال الماء الممغنط لتحسين الهضم ، وإزالة الضعف والتعب نتيجة الأنشطة اليومية
0 كما أثبتت الخبرة الناتجة عن التجارب التي استغرقت مددا زمنية طويلة بأن الماء الممغنط يُساعد في جميع الحالات المرضية تقريبا بما فيها علاج الأمراض الميئوس من شفائها ، كالسرطان ، وخصوصا في حالات الجهاز الهضمي ، والجهاز العصبي ، والجهاز البولي ، علاوة على انه اقتصادي وآمن وبسيط ، وكل ما يحتاجه الإنسان لتحضيره منزليا هو المغناطيس 0
8 ـ النوع الثامن ــ الماء المشحون بطاقة الضوء :
ويكون ذلك بتعريض الماء لطاقة كبيرة من الضوء القوي البارد ، مثل : النيون ، فإن فوتونات الضوء تعمل على تغيير خواص الماء وتجعلها محرضة لتفاعلات الخلية ، وبالتالي تعمل على تنشيط الأعضاء المريضة ، أو الجسم الخامل
0 وأفضل مثال على قدرة الضوء في التفاعل والتأثير على أجسامنا هو : ضوء القمر الذي يزيد وينقص نتيجة ( حركة الأرض الإهليلجية أثناء الدوران حول الشمس ) 0 فعندما يكتمل ضوء القمر يجذب إليه جميع السوائل الموجودة على سطح الأرض بما فيها السوائل الموجودة في جسم الإنسان ، كالدم والليمف والنخاع ، وعند تمامه يجذب إليه اليابسة بمقدار يتراوح من 20 ــ 30 سنتيمترا في المنطقة المواجهة له ، كما يجذب مياه البحار والمحيطات ، فيبلغ معدل ارتفاع مياه المحيط الهادي من 15 ــ 17مترا 0
9ـ النوع التاسع ــ الماء المشحون بطاقة طبيعية :
مثل : ماء العيون الكبريتية بحلوان ، ومياه العيون الساخنة على ساحل البحر الأحمر ، وعيون المشافي المشهورة في العالم 0 وقد اكتسبت خواصها العالية الطاقة من الطبيعية 0 وأهم أنواعها : المياه المعدنية التي تقع في أحضان جبال ذات طبيعة مغناطيسية ، أو ذات طبيعية كيميائية خاصة ، أو ذات درجة حرارة مرتفعة نسبيا 0
ونجد أن العلاج بالماء المشحون بطاقة طبيعية قد ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى : { واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب () اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب } 0
10ـ النوع العاشر ــ شحن بعض السوائل بالطاقة العلاجية :
قد يتم تحميل بعض السوائل الأخرى مثل : العسل ، أو زيت الزيتون ، أو زيت حبة البركة بالطاقة ، وذلك بإحدى الطرق التي ذكرتها سلفا مع الماء ، لما لتلك السوائل من خواص علاجية متميزة 0
وقد نستفيد بإضافة مقدار ملعقة من العسل على كوب ماء ، ويتم خلطه جيدا ، فنحصل على الخواص العلاجية لكوب من العسل ؛ لأن جزيئات الماء تُعيد تشكيل نفسها بخواص المادة الجديدة التي أضيفت إليها 00 وهكذا 0
_________________
منقول
والله أعلم
{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَواتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ } صدق الله العظيم . سورةالأنبياء30
{ وجعلنا من الماء كل شيء حي }
يتكون الماء من : ذرة الأكسجين السالبة ترتبط بذرتين من الهيدروجين الموجب ، علما بأن الأكسجين والهيدروجين هما العصب الأساسي الذي تقوم عليه كل الحَيَوَات في الوجود ،
ويمتاز الماء بخصائص لا تتوفر قط لسائل غيره ، فهو يتفاعل في نفس الوقت كحامض وكقاعدة ، وبذلك يمكن أن يتفاعل مع نفسه في ظروف خاصة ، وهو مادة ضعيفة التراكيب هشة البنيان ، قابلة للتغير تحت أقل المؤثرات ؛ فهو يتأثر بالصوت ، والمغناطيسية ، والحرارة ، والبرودة ، والضوء ، والطاقة الحيوية ، وخضع لتجارب كثيرة تبين منها أنه يحتفظ بالمعلومات المرسلة من قبل الأجسام البيولوجية ويتكون جزيء الماء على شكل يشبه المغناطيس الذي له قطب سالب وآخر موجب ، يدور حول نفسه بسرعة كبيرة ، وحول الجزيئات الأخرى على مسافة ثابتة ، مما يجعل للماء في هذه الحالة نوعا من التماسك
وتتفكك جزيئات الماء المتماسكة ويعاد تشكيلها تحت تأثير ذبذبات الصوت أو المؤثرات الخارجية ، وفي تلك الحالة ينساب بحرية أكبر إلى سيتوبلازم الخلايا وهو مشحون بالطاقة التي تحفز الخلية على العمل بنشاط وبشكل أفض0 ويشكل الماء ثلثي وزن الجسم ( 84% ) من وزن الدماغ ، (80% ) من وزن المخ ، ( 90% ) من وزن الخلايا الليمفاوية ، كما يشكل الماء نسبة ( 80% ) من وزن السيتوبلازم الجزء الأكبر منه حر ، وجزء بسيط ( 4,4% ) فقط تنحل فيه أملاح البوتاسيوم والفسفور وبعض السكريات وقليل جدا من الدهون ، وتتم جميع العمليات الحيوية في خلايا الجسم داخل وسط مائي0والماء يعمل كمذيب فيزيد من سرعة العمليات الحيوية للخلية بأقل فاقد ممكن من الطاقة التي تتمثل في ثلاثي أدينوزين الفوسفات ATP ؛ لأنه يتفاعل مع عدة مكونات عضوية وغير عضوية ، بسبب خاصية الاستقطاب الكهربائي Electical Polarity ، التي تتميز بها جزيئات الماء 0 والماء لديه القدرة على التغير والتبدل والتكيف الذاتي عند أي تأثير يجرى عليه في محيطه ، ويبلغ أعلى قدرة له على ذلك بين درجتي 35 و 40 درجة مئوية ، وهي درجة حرارة الجسم عند الكائنات الحية النشيطة ومنها الإنسان ، ويمكن للجسم أن يصبر عن الماء مدة أقصاها 72 ساعة 0
وقد أدرك قدماء المصريين فوائد الماء العلاجية ،وأدرك العلماء أهمية الماء في علاج كثير من الأمراض ، حتى أصبح العلاج بالماء من طرق العلاج المتعارف عليها في كثير من الحضارات القديمة 0
ولما تقدم العلم وجد الماء مكان الصدارة في العلاج ، سواء كان بالماء الساخن أو البارد أو الثلج ، حيث إنه أول ما يتبادر إلى الذهن عند الإسعاف من لسع أو حرق أو كدمة ،
وقد تكون كمادات الماء البارد وسيلة لإنقاذ حياة طفل يعاني من ارتفاع شديد في درجة الحرارة 0
وقد ثبت علميا أن شرب كوب من الماء البارد في الصباح قبل تناول الطعام ، أي ( على الريق ) يفيد في تنبيه الأمعاء الكسولة ، ويكافح الإمساك ،
ويعمل كحمية لتخفيض الوزن 0 وعلى مر العصور استخدم البشر من جميع الأجناس ، ماء العيون لعلاج الأمراض الجلدية
0 وقد ثبت نجاح استخدام المياه المعدنية في علاج ، ضغط الدم المرتفع ، والتهابات المفاصل ، وأمراض القلب ، والأكزيما ( حساسية الجلد ) 0 كما أثبت العلاج بالمياه المعدنية نجاحا ملحوظا في علاج السمنة 0 ففي فرنسا أجريت تجربة على 34 مريضا يعانون من ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم ، وقد اقتصر علاج هؤلاء المرضى على تناول المياه المعدنية فقط ثلاث مرات يوميا دون أي علاج طبي آخر ، واستمر هذا العلاج لمدة ثلاثين يوما ، فأتت النتائج أفضل مما توقع الأطباء المعالجون 0 وفي المجر توصل الأطباء إلى أنه يمكن علاج حالات التهاب المفاصل دون الاستعانة بعقار الكورتيزون ، والاكتفاء بعلاج المرضى عن طريق المياه المعدنية 0
0 كما إن الرعاف الذي يحدث نتيجة ارتفاع درجة الحرارة من أفضل علاجاته التي تأتي بنتائج فورية هي وضع قطعة من الثلج على الأنف ؛ لأن الثلج يعمل على تضييق الأوعية الدموية والشعيرات الدقيقة النازفة ،
والحمى يطفئ لهيبها الماء ، والعين يفيدها الماء البارد في حالات الإجهاد أو الاحمرار ، بينما تفيد كمادات الماء الساخن عضلات الجسم المتشنجة
0أما الكدمات ولسعات النار فيفيدها كمادات الماء البارد
0 وينصح الأطباء مستخدمي أجهزة الحاسب الآلي لساعات طويلة أن يغسلوا وجوههم بالماء كل ساعتين حتى لا يصاب المستخدم بأضرار الكهرباء الساكنة المنبعثة من الجهاز
0 ويعمل الماء عند الاغتسال أو الوضوء بنظرية الاستقطاب الكهربائي على : تفريغ الشحنات الكهربائية الزائدة على سطح الجلد ، والتي تؤثر سلبا على سريان الطاقة الحيوية في قنواتها الطبيعية ، وتعتبر المناطق الأشد تأثرا بالماء في الجسم هي : الوجه واليدان والقدمان ؛ لأنها تحتوي على بدايات ونهايات قنوات الطاقة بالجسم ، وأهم نقاط تنشيط تلك القنوات
0 ومن حكمة الخالق سبحانه وتعالى البالغة ، أن هذه المناطق بالتحديد هي المقصودة بالضوء في قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين } سورة المائدة 0
• أنواع العلاج بالماء والسوائل :
1ـ النوع الأول : الماء المبارك :
مثل ماء زمزم الذي ينبع ماؤه في بقعة مباركة ، جعلت خواصه فريدة من نوعها ، ولا يوجد له مثيل على وجه الأرض ، وتلك المؤثرات الخارجية هي :
• أنه نابعا في أحضان بيت الله الحرام ، فأحد منبعيه من تحت البيت ، والآخر من تحت جبل الصفا 0
• أن الذي قام بحفره هو جبريل عليه السلام ، وطاقته علوية يبقى أثرها إلى ما شاء الله تعالى 0
• أنه يشهد توافد الملائكة المستمر على بيت الله الحرام ، وطاقتهم نورانية عالية 0
• أنه نابع من منطقة صخرية صلدة : ضخمة جدا ومتماسكة وذات طبيعة متميزة 0
وبذلك أصبح ماء زمزم صالحا لجميع الاستخدامات مهما تعددت : فهو يصلح لري ظمأ العطشان ، ولشبع البطن الجوعان ، ولعلاج الأمراض من البرد إلى السرطان 0 أما الدليل على خاصية الماء المبارك في العلاج فهو :
ــ ما رواه الإمام أحمد وابن ماجة عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ماء زمزم لما شرب له ) 0
ــ ما رواه الإمام البخاري ، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه زار رجلا أخذته الحمى ، فقال : أبردها عنك بماء زمزم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء ) وفي رواية قال : ( بماء زمزم ) 0
ــ في قصة إسلام أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه مكث بمكة أسابيع يعيش فقط على ماء زمزم 0
ـ2ـ النوع الثاني ــ الماء المشحون بطاقة الإنسان :
وهو كل ماء احتضنه الإنسان بين يديه أو لامس جسمه ( كماء الوضوء ) فإنه بالتأكيد يحمل بصمة الهالة أو الطاقة لذلك الإنسان ، وإذا شرب منه فإن ما يبقى في الكوب أو الإناء يحمل بالإضافة إلى بصمة الطاقة ما يسمى بالدهن الإنساني 0 ويصبح الماء الذي أمسكه الإنسان بين يديه أو الذي تبقى من أثر الشرب عالي الطاقة ويمكن استخدامه في العلاج ، وفي جلب المحبة وتأليف القلوب 0 وغالبا فإن كل من يشرب من أثر إنسان ينجذب إليه ويظل محبا وفيا له 0
0 وشحن الماء بالطاقة طريقة مجربة ولها جذور شرعية ، وهو ما رواه الدار قطني عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من التواضع أن يشرب الرجل من سؤر أخيه )
وما ورد في صحيح الإمام مسلم رحمه الله ، عن السيدة عائشة رضي الله عنها ،قالت : كنت أشرب وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ فيشرب
0 نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم قام باستخدام الماء لنقل طاقته إلى المريض جابر بن عبد الله الذي قال : مرضت مرضا فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني وأبو بكر وهما ماشيان فوجداني أغمي علي فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم ثم صب وضوءه علي فأفقت 0 (1)
وهذه الواقعة نبراس لعلاج المعين ( الذي أصيب بالعين ) بماء الوضوء الذي لامس العائن فنقل طاقته إلى المعين فكان سببا لشفائه
0 كما روى الإمام أحمد وابن ماجة والإمام مالك ، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أن باه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج وساروا معه نحو مكة ، حتى إذا كانوا بشعب الخزار من الجحفة اغتسل سهل بن حنيف ، وكان رجلا أبيض حسن الجسم والجلد ، فنظر إليه عامر بن ربيعة وهو يغتسل ، فقال : ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة ، فلُبط سهل ، فأُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له : يا رسول الله هل لك في سهل ؟ والله ما يرفع رأسه وما يفيق ، قال : ( هل تتهمون فيه أحد ؟ ) ، قالوا : نظر إليه عامر بن ربيعة ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامرا فتغيظ عليه وقال : ( علام يقتل أحدكم أخاه ؟ ، هلا إذا رأيت ما يعجبك بركت ؟ ثم قال : اغتسل له ) ، فغسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ثم صُب ذلك الماء عليه ، يصبه رجل على رأسه وظهره من خلفه يُكفئ القدح وراءه ، ففعل به ذلك ، فراح سهل مع الناس ليس به بأس 0
3ـ النوع الثالث ـ الماء المشحون بذبذبات الصوت :
عرف الإنسان منذ القدم تأثير الصوت على النفوس ، فاتخذه كأداة لعلاج الأمراض 0 وقد وجدت نقوش على جدران كهوف يرجع تاريخها إلى 20000 سنة ، رسمها السكان الأصليون في شمال أستراليا الذين يُطلق عليهم Didjeridu رسموا فيها قرنا خشبيا طويلا مصنوعا من فروع شجر الكافور Eucalyptus وكانوا يستعملونه في أغراض كثيرة ومنها علاج الأمراض ، ويعتقدون أن الأرواح الشريرة التي تسكن أجساد البشر لا تخرج إلا بصوت الديدجريدو Didgeridoo ، وهو الاسم الذي أطلق على تلك الألآت نسبة إلى أشهر قبائلهم وعرفت به حتى يومنا هذا ، فانتشرت وذاع صيتها ، وأصبحت أداة من أدوات العلاج بالطب الأصيل 0
• موجات الصوت :
عبارة عن طاقة جبارة وقوة لا يستهان بها تخترق الأجسام وتتردد في أرجاء الفضاء بلا نهاية لأنها مادة ، والمادة لا تفنى كما نعرف 0 ويمكن قياس شدة الصوت بالهرتز Hertz ، فإذا زاد عن حد معين يُسمى ضوضاء وتقاس شدتها بالديسيبل Decibel ،
ويتم شحن الماء شرعا بالطاقة وذلك بقراءة آيات من القرآن الكريم بصوت مرتل قوي مباشرة على كوب ماء أو إناء كبير ، ثم يشرب منه المريض أو يرش منه على وجهه أو يسكب منه على رأسه من خلفه فجأة 0
ومن واقع التجارب المستمرة التي نقوم بها وتخضع لأجهزة القياس ــ كما يمكن لأي شخص أن يجريها ــ فإن مواصفات الماء تتغير باستخدام آيات أو سور من القرآن الكريم ، وهي التي وردت بها نصوص شرعية ، مثل : سورة الفاتحة ، وآية الكرسي ، والمعوذان ( الفلق والناس ) وسورة الإخلاص 0 أو ما يقع في خاطر الإنسان من آيات أو يحضر على لسانه ، وذلك لقوله تعالى : { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا } 0
وللحديث الذي روه ابن ماجة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( عليكم بالشفائين العسل والقرآن ) ، فلم يحدد آيات بعينها للشفاء 0
ويمكن علاج المعين أو الممسوس أو المسحور بقراءة الخمس المجربة الشرعية ، وهي : الفاتحة ، وآية الكرسي ، والمعوذتان ، والإخلاص ، على ماء بالطريقة السابقة ، وبيقين وهدوء نفسي ، ثم يختم بالدعاء : ( اللهم رب الناس اذهب البأس واشف أنت الشافي شفاء لا يغادر سقما ) 0 ثم يسكب منه على رأس المريض من خلفه فجأة حتى يشهق ، ويسيل على الرأس وينزل مع العمود الفقري ليؤثر على الحبل الشوكي 0
4ـ النوع الرابع ــ الماء المخلوط بعناصر أخرى كالطين :
وهو الذي يستخدم غالبا في حالات الأمراض الجلدية ، أو ما أصاب أعضاء الجسم من أمراض أو في حالات خاصة سترد ضمنا 0
ومن أمثلة الماء المخلوط بعناصر أخرى : طين البحر الميت ، أو الحناء ، أو تربة الأرض ، وهي لا شك تحمل عناصر متفاوتة من الطاقة 0
0 فمثلا : تربة الأرض التي يعيش عليها الإنسان تناسب طاقته وتصلح لعلاجه ، وطين البحر الميت أو ما أشتهر من الطين العلاجي يعتبر عالي الطاقة ، ويعمل على إعادة التوازن لقنوات ومجال الطاقة لدى المريض ، وفي العلاجات الآتية خير دليل على ذلك :
1ـ في حالات شكوى المريض من قرحة أو دمّل أو لسعة ، كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ من ريقه بإصبعه ويمسه بالتراب ، ثم يطلي به موضع الألم وهو يقول : ( بسم الله ، تربة أرضنا ، بريقة بعضنا ، يشفي سقيمنا بإذن ربنا ) رواه البخاري 0
2ـ روى أبو داود عن ثابت بن قيس بن شماس أن رسول الله صلى الله عليه ، أنه دخل عليه وهو مريض فقال : ( اكشف البأس رب الناس عن ثابت بن قيس بن شماس ، ثم أخذ ترابا من بطحان فجعله في قدح ثم نفث عليه بماء وصبه عليه ) 0 وبطحان اسم وادي في المدينة اشتهر بخواص ترابه العلاجية ، ولعل السر يرجع إلى أصول رماده البركاني 0
النوع الخامس ــ
الماء المشحون بجزئيات كيميائية ، أو ما يسمى : بالمعالجة المثلية omeopathy :
أثبتت التجارب المختلفة التي أجريت أن لجزئيات الماء قدرة على التغير لتأخذ شكل جزئيات المادة المضافة إليها إذا كانت تلك الكمية المضافة كبيرة نوعا ما ، ومثال ذلك : إذا أضفنا ملعقة كبيرة من العسل إلى كوب كبير من الماء وخلطت جزيئاتها بواسطة خلاط ، فإن جزيئات كوب الماء تتشكل بالكامل بشكل جزيئات العسل ، ويعطي ذلك الكوب نفس الفوائد العلاجية التي يعطيها كوب العسل إذا شربه الإنسان
0 ظهر على يد الطبيب الألماني الأصل ( صاموئيل هانمان ) وأطلق عليه اسم ( المعالجة المثلية ) الهوميوباثي وتعتمد فكرته على تقليل تركيز العناصر المسببة للأمراض في الماء بدرجات كبيرة جدا ، وهي مأخوذة من فكرة التطعيم ضد الأمراض السارية ، مثل : الجدري والثلاثي والحصبة ، إلا أن التطعيم إجراء وقائي قبل الإصابة بالمرض ،
0 أما الهوميوباثي فهو علاج لحالة مرضية موجودة فعلا ، بحيث أن ذلك الدواء لو أعطي إلى السليم بجرعات عالية فإنه يسبب عنده نفس الأعراض المرضية الظاهرة عند المريض 0
ويتبع الأطباء الأسلوب الاعتيادي للتغلب على المرض ، يرتكز غالبا على وصف أدوية تقوم بقمع الأعراض التي تظهر على المريض ، كارتفاع درجة الحرارة ، أو القيء 000إلخ 0 أو بمعنى آخر يعتمد أسلوب العلاج على إزالة العرض وليس إزالة المرض
0أما المعالجة المثلية فهي تسبب تلك الأعراض بنسبة ضعيفة جدا ومحسوسة بالنسبة للجسم فتنجح في تحريض ومساعدة أجهزة المناعة المختصة بالدفاع عن الجسم على أن تخوض حربا ضد المرض نفسه فتقضي عليه ، وكلما كان تركيز المحلول في الماء أقل ، كلما كان التأثير العلاجي أقوى 0
وبدافع من الفضول قام الدكتور ( هانمان ) بتجربة مواد أخرى كالزرنيخ وحشيشة ست الحسن ( وهو نبات سام ) والزئبق ، على بعض الأصحاء ، فقادته تجاربه إلى اكتشاف أنه كلما سعى إلى تقليل التركيز لجعل المحلول أكثر أمنا ، كلما كانت الاستجابة أقوى 0 وانتشرت أفكار الدكتور ( هانمان ) في أوروبا ، فزادت شعبيته في بريطانيا ، وتم افتتاح أو مستشفى متخصص في لندن عام 1850م 0
6ـ النوع السادس ــ الماء المشحون بالحرارة :
أثبتت التجارب التي قامت بها الدكتورة ( أجاثا تراس ) أخصائية علم الأمراض ، الباثولوجيا الطبية Medical Pathology ، الأمريكية الشهيرة ، وكذلك فريق من العلماء الروس ، وفريق من علماء اليابان نجاح العلاج بالماء الساخن ، كالعلاج بالماء البارد تماما ، وتم علاج كثير من الأمراض بهذه الطريقة ، ووجد العلماء الروس في تجاربهم الحديثة عن العلاج بالماء الساخن ، أن أفضل نتائجه عندما تتراوح درجة حرارة الماء في الحمامات الساخنة من 35ــ 37ْم ، وأن تتراوح مدته من 10 ــ 15 دقيقة 0 كما وجدوا أن الماء الساخن يعمل على إسراع سريان الدورة الدموية ، وتنشيط السائل الليمفاوي ، وبالتالي جهاز المناعة بالكامل ، فيتم التخلص من بقايا السموم بالجسم 0
وفي حالة استخدام حمام البخار ( الذي يحذر منه مرضى القلب والأطفال ) فإنه يعمل على تنشيط الدورة الدموية ، مما يؤدي إلى زيادة كمية الدم في المنطقة المعرضة للبخار ، ولذلك فوائد كثيرة منها : أنه يجلب معه كثيرا من الأجسام المضادة المناعية ، وكرات الدم البيضاء التي تهاجم الميكروبات والجراثيم ، وكذلك يتم تخليص تلك المنطقة مما تحتويه من سموم 0
7ـ النوع السابع ــ الماء المشحون بطاقة مغناطيسية :
ويسمى العلاج بالمغناطيس Magneto therapy : ويتم بوضع الماء النظيف في إناء ، ويثبت على جاذبية عدد 2 قرص مغناطيس بحيث يكون القطب الشمالي لأحدهما في اتجاه القطب الجنوبي للآخر ، ويترك مدة من 8 ــ 12 ساعة ، فيسري خلاله الفيض المغناطيسي ( وهو المصطلح المناظر للتيار في الدوائر الكهربائية ) فتكتسب جزيئات الماء خواصا مغناطيسية ويصبح ممغنطا 0
والماء الممغنط له تأثير قوي على أمراض الجسم عندما يتم تناوله داخليا بانتظام لمدة من الزمن 0 وثبت من نتائج التجارب والعلاجات التي تمت أن الأصحاء يُمكنهم استعمال الماء الممغنط لتحسين الهضم ، وإزالة الضعف والتعب نتيجة الأنشطة اليومية
0 كما أثبتت الخبرة الناتجة عن التجارب التي استغرقت مددا زمنية طويلة بأن الماء الممغنط يُساعد في جميع الحالات المرضية تقريبا بما فيها علاج الأمراض الميئوس من شفائها ، كالسرطان ، وخصوصا في حالات الجهاز الهضمي ، والجهاز العصبي ، والجهاز البولي ، علاوة على انه اقتصادي وآمن وبسيط ، وكل ما يحتاجه الإنسان لتحضيره منزليا هو المغناطيس 0
8 ـ النوع الثامن ــ الماء المشحون بطاقة الضوء :
ويكون ذلك بتعريض الماء لطاقة كبيرة من الضوء القوي البارد ، مثل : النيون ، فإن فوتونات الضوء تعمل على تغيير خواص الماء وتجعلها محرضة لتفاعلات الخلية ، وبالتالي تعمل على تنشيط الأعضاء المريضة ، أو الجسم الخامل
0 وأفضل مثال على قدرة الضوء في التفاعل والتأثير على أجسامنا هو : ضوء القمر الذي يزيد وينقص نتيجة ( حركة الأرض الإهليلجية أثناء الدوران حول الشمس ) 0 فعندما يكتمل ضوء القمر يجذب إليه جميع السوائل الموجودة على سطح الأرض بما فيها السوائل الموجودة في جسم الإنسان ، كالدم والليمف والنخاع ، وعند تمامه يجذب إليه اليابسة بمقدار يتراوح من 20 ــ 30 سنتيمترا في المنطقة المواجهة له ، كما يجذب مياه البحار والمحيطات ، فيبلغ معدل ارتفاع مياه المحيط الهادي من 15 ــ 17مترا 0
9ـ النوع التاسع ــ الماء المشحون بطاقة طبيعية :
مثل : ماء العيون الكبريتية بحلوان ، ومياه العيون الساخنة على ساحل البحر الأحمر ، وعيون المشافي المشهورة في العالم 0 وقد اكتسبت خواصها العالية الطاقة من الطبيعية 0 وأهم أنواعها : المياه المعدنية التي تقع في أحضان جبال ذات طبيعة مغناطيسية ، أو ذات طبيعية كيميائية خاصة ، أو ذات درجة حرارة مرتفعة نسبيا 0
ونجد أن العلاج بالماء المشحون بطاقة طبيعية قد ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى : { واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب () اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب } 0
10ـ النوع العاشر ــ شحن بعض السوائل بالطاقة العلاجية :
قد يتم تحميل بعض السوائل الأخرى مثل : العسل ، أو زيت الزيتون ، أو زيت حبة البركة بالطاقة ، وذلك بإحدى الطرق التي ذكرتها سلفا مع الماء ، لما لتلك السوائل من خواص علاجية متميزة 0
وقد نستفيد بإضافة مقدار ملعقة من العسل على كوب ماء ، ويتم خلطه جيدا ، فنحصل على الخواص العلاجية لكوب من العسل ؛ لأن جزيئات الماء تُعيد تشكيل نفسها بخواص المادة الجديدة التي أضيفت إليها 00 وهكذا 0
_________________
منقول
والله أعلم