الفاعل

إعلان الرئيسية

الفاعل

1- تعريفُهُ: هو اسمٌ مُسندٌ إلى فعل مبنيٍّ للمعلوم أو ما هو بمنزلة الفعل المبنيّ للمعلوم.
فالفعلُ يرفعُ فاعلاً مثل:
كتبَ الشاعرُ القصيدةَ.
ولكن ما هي الصيغُ التي عدّها النحاةُ في منزلة الفعل؟

أ‌- اسم الفعل: ومثالُه: شتّان ما بينهما, ف "ما" اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل لاسم الفعل شتان.
ب‌- المصدر الصريح: ومثاله: انتباهُك للدرس يفيدُك. فانتباه, مصدر ويعرب هنا مبتدأ مرفوع, وهو مضاف, والكاف : من حيث التركيب النحوي مضافٌ إليه, ولكنها من حيث المعنى فاعل للمصدر.
ج- المشتقات: مثل:
اسم الفاعل: ما حاصدٌ المزارعُ قمحَه. فالمزارع: فاعلٌ مرفوع لاسم الفاعل حاصد وقد سدّ الفاعلُ مسدّ خبر المبتدأ.
الصفة المشبهة: رأيتُ فتاةً كريمةً نفسُها, فكلمة نفسها: فاعلٌ مرفوعٌ للصفة المشبهة كريمة.
صيغة المبالغة: هذا بحرٌ دفّاقةٌ أمواجُه: فكلمة أمواج: فاعلٌ مرفوعٌ لصيغة المبالغة دفّاقة.
ولا بدّ لنا من الإشارة إلى أنّ بعض الأفعال الجامدة ترفع فاعلاً, مثل أفعال المدح والذم.

2- صورُ الفاعل: يأتي الفاعل على صورٍ عدّة, وهي:
أ‌- اسم ظاهر أو صريح: اخضلّتْ الأغصانُ. فالأغصان : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
ب‌- ضمير متصل أو مستتر: شربتُ اللبنَ. فالتاء: ضمير متصل مبنيّ في محل رفع فاعل, ونجحَ في الامتحان, فالفاعل ضمير مستترٌ مبني في محل رفع.
ت‌- مصدرٌ مؤول: أدهشني أن تكون متفوّقاً. فالفاعل هو المصدر المؤول من " أن والفعل الذي تلاها".

3- تقدّم الفاعل وجوباً:
يتقدّم الفاعلُ وجوباً في حالاتٍ مختلفة, منها:
أ‌- إذا كان الفاعلُ والمفعول به اسمين لا تظهر عليهما علامة الإعراب, مثل:
زارتْ لبنى ليلى, و التقى أخي صديقي, فهنا يجب علينا أن نعدّ الاسم الأول فاعلاً والثاني مفعولاً به.
ب‌- إذا كان الفاعل والمفعول به ضميرين, مثل: شربتها, أمهلتُه. فالتاء هي الفاعل, والهاء هي المفعول به في المثالين.
ت‌- إذا حصر الفعل في المفعول به: مثل: ما حلّ الطالبُ إلا مسألة, فالطالب فاعلٌ ومسألة هي المفعول به,
وقد تقدم الفاعل في الحالات السابقة وجوباً.

4- تقدمُ المفعول به وجوباً: وهو يتقدم وجوباً في الحالات الآتية:
أ‌- إذا اتصل الفاعل بضميرٍ عائدٍ على المفعول به, مثل: يحرسُ الوطنَ أبناؤه, فالوطن: مفعول به, وأبناؤه: فاعل . وقد شذّ في كلام العرب أن يعود الضمير على الفاعل المتأخر, مثل:
لمّا رأى طالبوهُ مصعباً وكاد, لو ساعدَ المقدورُ, ينتصرُ
ب‌- إذا حصر الفعلُ في الفاعل: لا يُحرّرُ الأرضَ إلا المناضلون. فالأرض: مفعول به, والمناضلون فاعل.
وهذا مثالٌ آخر:
تزوّدتُ من ليلى بتكليم ساعةٍ فما زاد إلا ضعفَ ما بي كلامُها
5- حكمُ الفاعل الرفعُ , ولكنه قد يأتي مجروراً كما في الحالات الآتية:
أ‌- في صيغة التعجب القياسي: أفْعِلْ ب: أخلِق بذي الصبر: أخلق فعل ماضٍ مبنيّ على السكون جاء على صيغة الأمر, الباء: حرف جر زائد, ذي: اسم مجرور لفظاً مرفوعٌ محلاً على أنه فاعل
ب‌- أن يكون الفاعلُ مضافاً إليه, والمضافُ مصدرٌ عامل عمل فعله:احترامُك الناسَ واجبٌ, وقد مرّ بنا توضيح هذه القضية.
ت‌- أن يكون مجروراً بحرف جرٍّ زائد بعد نفي: ما علم سرّ عشقها من أحدٍ.
ف " أحد اسم مجرور لفظاً مرفوع محلاً على أنه فاعل.

فائدة 1: قد يتقدّم المفعول به على الفعل والفاعل إذا كان اسم استفهام أو اسم شرط أو ضميراً منفصلا من ضمائر النصب, وأمثلة ذلك على التوالي: أيّ كتابٍ قرأت؟ فأيّ: مفعولٌ به منصوب وعلامةُ نصبه الفتحةُ الظاهرة. و ما تقرأ أقرأ, ف "ما" اسم شرط مبني في محل نصب مفعول به. و إيّاك نعبدُ , فالضمير إيّا في محل نصب مفعول به.
ملحوظة:أسماءُ الشرط وأسماءُ الاستفهام مبنيّة باستثناء " أي" فهي معربة.
فائدة 2:لغة يتعاقبون,أو لغة أكلوني البراغيثُ.
الأصل في الفعل أن يجرّد من أيّ علامة دالّة على التثنية والجمع عندما يُسندُ إلى الاسم الظاهر المثنى والجمع, مثل: أبدع الشاعرانِ, وألقى الشعراءُ قصائدَهم, فلا نقول: أبدعا الشاعران, ولا ألقوا الشعراء..
ولهذا أشار ابن مالك في الألفيّة بقوله:
وجرّد الفعلَ إذا ما أسندا لاثنين أو جمعٍ ك"فازَ الشهدا".
ولكنّ بعض العرب أتوْا بعلاماتٍ تدلّ على التثنية والجمع, فقالوا: ذهبا الفارسان, وذهبوا الفرسانُ.
وقد ورد في القرآن الكريم: وأسرّوا النجوى الذين ظلموا,,وفي الحديث الشريف: يتعاقبون عليكم ملائكةٌ....
كما ورد في الشعر العربي القديم:
رأينَ الغواني الشيبَ لاح بمفرقي فأعرضن عني بالخدود النواضر.
وفي هذه الحالة يكون الضميرُ فاعلاً والاسم الظاهرُ الذي يليه بدلاً.

أتمنى لكم الاستمتاع في ظلال العربية ونحوها مع الاحترام والتقدير.

تعديل المشاركة
Back to top button