مقتل القذافي .. نهاية عادلة للطغاة

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية مقتل القذافي .. نهاية عادلة للطغاة

مقتل القذافي .. نهاية عادلة للطغاة

  • القذافي أذلّ شعبه ولم يتردّد في إبادته حينما ثار على حكمه
  • عبدالله صالح وبشار الأسد ينتظران نفس المصير المخزي
  • أدعو الجيش الوطني السوري إلى التوقف عن قتل أبناء شعبه
  • فلسطين قضيتنا الأولى وستظل حيّة حتى تحريرها ويذهب الظالمون
كتب - نشأت أمين :
أكد فضيلة الشيخ د. يوسف القرضاوي أن مقتل العقيد معمر القذافي هو نهاية عادلة لأحد الطغاة المتجبّرين المستكبرين في الأرض الذين زعموا لأنفسهم قدراً من الألوهية وارتكبوا أبشع الجرائم في حق شعوبهم.
وقال الدكتور القرضاوي في خطبة الجمعة بمسجد عمر بن الخطاب أمس إنه كان تنبّأ بنهاية القذافي بيد شعبه الذي أذلّه لأكثر من 42 عاماً، ولم يتردّد في إبادته حينما ثار ضده، داعياً الشعب الليبي لفتح صفحة جديدة لإرساء دولة الديمقراطية والعدالة والتقدّم بعد طي حقبة القذافي .
وأشار إلى أن نهاية الطغاة العرب واحدة، وهى المذلة والرحيل تاركين للتاريخ صفحة سوداء عن حكمهم الظالم، متوقعاً أن يُواجه عبدالله صالح وبشار الأسد نفس مصير الطغاة في تونس ومصر وليبيا.
وأكد أن الأنظمة القمعية التي خرجت شعوبها مطالبة برحيلهم أشاعوا الفساد والطغيان لسنوات طويلة، وقد أمهلهم الله ولم يهملهم حتى تكون نهايتهم آية وعظة لكل من يتكبّر.

ودعا أبناء الجيش الوطني السوري الى الانضمام للجيش الحر والتوقف عن قتال أبناء شعبهم، وأشاد بنتائج صفقة شاليط والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، مرحّباً بالمفرج عنهم الذين تنسّموا عبير الحرية في وطنهم الثاني قطر.
وقال: إنه مالك الملك يُؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء .. لقد أتى الله القذافي الملك ولكنه لم يشكر نعمة الله التي أتاه إياها .. كفر بنعمة الله وعمل عمل الطواغيت فعاث في الأرض فساداً، قتل من قتل وجرح من جرح وعوّق من عوّق وشرّد من شرّد وفُقد من فُقد .. آلاف وعشرات الآلآف من الناس في ليلة أو ليلتين في سجن أبوسليم قتل 1200 من المسجونين، قتلهم وكأن شيئاً لم يكن وسكت على هذا الأمر.
وأضاف: لقد غرّر القذافي العالم بما فعل ولابد أن ينتقم القدر ويقول كلمته، لقد أخذ الملك كأنما ورثه عن أبيه ووزّعه على من يُحب من أقاربه وأصهاره وحرم الآخرين ممن يقولون له لا.. يُريد ان يكون إلهاً وفيلسوفاً وأن تكون له نظرية في العالم، وزرع الكتاب الأخضر الذي انتهى وحاول بث هذا الفكر الخائن.. وكان لابد من هذه النهاية له، إنها نهاية الظلمة في الأرض.
واستهجن القرضاوي مسمّى الجماهيرية الشعبية الليبية الاشتراكية العظمى الذي أطلقه القذافي على بلاده.. وفي نفس الوقت ترديده مقولة " أنا لست رئيساً " وقال : بل كنت كل شيء .. واختصرت ليبيا في شخصك ووضعت نفسك في مرتبة الألوهية. لقد قاتل العالم لكن الله شاء أن يُذلّه فكان لابد أن يقع في أيدي الذين صمّموا على تحرير بلادهم الثوار الأبطال الذين قدّموا الشهداء ورحم الله الشهداء ورضي الله عهنم وندعو الله أن يسلم الجرحى ويعيد المفقودين ..كانت معركة كبيرة، القذافي معه كل شيء حتى الجيش عمله كتائب وفي يده كل شيء: كتائب القذافي كل شيء ينسب إليه وأولاده على الرؤوس وجاء بمن أعطاهم الأجر من إفريقيا وملأ رؤوسهم وقاتل هؤلاء معه.
وقال: الآن انتهى هو وابنه المعتصم ووزير دفاعه ويقال: إن ابنه سيف ذهب لا ندري هل هو مقتول أم لا؟ .. كان هذا أمراً لابد منه بدأ الناس يُغنّون ويُطبّلون فرحة عارمة في ليبيا من حق الليبيين أن يفرحوا وتُشاركهم الفرح ومن مصر وتونس أيضاً يشاركونهم.
الطغاة
وأشار إلى الطغاة الذين لم يسقطوا وقال: الظالمون الآن ترتعد فرائصهم من مصيرهم المحتوم الذي لابد منه سنشهده بإذن الله .. سنرى هؤلاء وهم يسقطون كما سقط القذافي وحسني مبارك وزين العابدين .. كلهم زالوا وسقطوا ولابد لأي طاغية أن ينتهي .. هؤلاء ينتهون ويبدأ الشعب ..وهذا ما ننتظره من الشعب الليبي الذي أدّى ما عليه جزاه الله خيراً وأثابه قدر ما صنع، لا يضيع الله أجر من أحسن عملاً وهذا ما رأيناه في سنن الله.

وقال: ننتظر لهم في الفترة المقبلة أن يُقيموا ليبيا الحديثة الجمهورية الإسلامية الديمقراطية المدنية وليس هناك تعارض بين الإسلامية والديمقراطية والمدنية فالإسلام يُعطي الشورى وحق الناس إقامة الشورى في الحياة، شأن أي مجتمع، هذا في القرآن المكي والمدني (وشاورهم في الأمر) كما قال الله لرسوله (فإذاعزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين) نُريد للجماعة الليبية أن تتخذ الشورى والديمقراطية بديل الشورى وأعني بالديمقراطية الحقيقية لا الزائفة .. التي تضع الصالح في مكانه فهذه هي الديمقراطية فلا تختار إنساناً إذا اخترتها إلا الإنسان الصالح: تختار الأصلح وإن لم يكن لك بهم أي صلة ..الديمقراطية الحقيقية أن تشهد للحق والنبي صلى الله عليه وسلم قال: عدلت شهادة زور الشرك بالله وهي من الكبائر ..لا تشهد للزور اشهد للحق ..اختر أن هذا الرجل أصلح من يمثلك..اختر أفضل الناس هذه هي الأمانة ولا تختر أناساً زوراً بغير حق، ولا تكتم الشهادة ولا تأب الشهادة إذا دُعيت لها.
فرض عين
وعن ماضي الانتخابات وعزوف الناس عنها قال: كان الناس لا يذهبون لأن الانتخابات كانت تُزوّر، أدعو الناس في تونس ومصر وفي ليبيا حين يبدؤون أن يأتوا في الانتخابات بالصالحين وأدعوهم ألا يُفرّطوا في هذا الواجب، تمسّكوا بحقكم في الانتخابات واختاروا أخيراً الناس خلقاً وعلماً وعملاً للأمانات ورعاية للحقوق مضيفاً: إن المشاركة في العملية الانتخابية فرض عين ولمن عنده حق الشهادة ان يذهب للشهادة .

وعرض للمشكلة الحالية للثوار في ليبيا بقوله: في ليبيا يجب أن يتعامل الناس بالحقوق الواجبة الآن انتهى عهد السلاح الحمد لله: أدّى الناس الجهاد يجب أن يُجمع الآن السلاح من الناس.. وأوصى الليبيين: لا يجوز لمن يخشى الله أن يبقى معه سلاح ..ثم الذين قاتلوا يوزعون منهم من قاتل ويدخل الجيش وبعضهم جنود في الشرطة وبعضهم في الأماكن التي تصلح لهم، ويُحاول كل أن يأخذ حقه لا يجوز أن يأخذ حق غيره .. رأيت الشعب الليبي متديناً ذا خلق ..لنرى الناس كيف ستبني ليبيا : لابد أن نُعطي عفواً عاماً .. إنها حرب أهل البغي في حكم أهل الفقه الإسلامي ..هناك عفو عام يجب أن يصدر من المجلس الانتقالي إلا من ثبت عليه شيء أو كانت عليه حقوق والتزامات مدنية أو جنائية ..لابد مصالحة وطنية عامة تشمل كل الناس لا نُريد الانتقام عهد الإخوة الاسلامية التسامح العام (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن..).. ينبغي أن يكون هناك عفو عام وتبدأ حكومة للمرحلة المقبلة من أعظم أبناء ليبيا : إن خير من استأجرت القوي الأمين القوي الذي يخشى الله والقوي الذي عنده خبرات ..الحفيظ العليم أمين قوي بعلمه تبنى ليبيا، فليبيا ليست بلداً فقيراً بل غني لكنها لم تستمتع بهذا الغنى، ضيّعه القذافي في مؤامرات وأشياء لا قيمة لها ولا فائدة منها ثم دفع الملايين عن لوكيربي غداً يُفرج عن الأرصدة وسيشتغل النفط وتكون العلاقات بين جيرانها خاصة تونس ومصر قائمة، لابد أن تستقر الأمور ويُوجد نوع من التكتل والعالم يتكتل رأينا أوروبا وآسيا ولم نر من هذه التكتلات إلا خيراً لأصحابها، لماذا لا يتكتل الثوريون الخيّرون مع بعضهم بعضاً ..نسأل الله أن يهب لهذا الشعب الخير ليبني بلده.
العار
وتوجّه الى الثورات العربية الأخرى وبدأها بسوريا بقوله: هذا اليوم يوم من أيام الله نحتفل فيه بسقوط الطاغية، وارتقاء الشعب في سوريا، نوصي أبناء الجيش الوطني ان ينضموا للجيش الحر ولا يقاتلوا شعبهم فلا يجوز في جيش ان يقتل أخاه اتركوا الجيش فليس وراءه إلا العار وانضموا للجيش الحر، حرام على السوريين أن يقتلوا السوريين اتفقوا واتركوا هذا الجيش وانتقلوا لإخوانكم الاحرار فتنتصروا على الظلمة ويُؤيدكم روح من عنده يا جنود جيش سوريا انضموا للأحرار والله لهم بالمرصاد.

في خطبته الثانية استحضر فضيلته قضية فلسطين بقوله كما احتفلنا اليوم بسقوط الطاغية وانتصار ليبيا على أعدائها نحتفل اليوم بعرس آخر من أعراس فلسطين وهي قضيتنا الإسلامية الأولى والكبرى وستظل حيّة حتى يحرّرها الله ويذهب الظالمون اليوم نحتفل بعرس الأسرى: 477 الذين أفرج عنهم جماعة حماس بما عندها من شاليط اليهودي يهتمون بعودة من يُؤسر إليهم ويقتل ويبذلون ما يبذلون، عملت حماس لتنتفع بهذا القضية وفاوضت منذ زمن طويل الاسرائيليين على هذا الأمر وكم كذبوا وفعلوا وقالوا، إلى أن انتهت هذه الصفقة 1027 على دفعتين منها 15 أسيراً كانوا من نصيب قطر وقد سعدت بهم أمس وحدّثوني كل واحد يحكي قصته ماذا فعل وبماذا حُكم عليه، أحكام طويلة بمئات السنين وماذا قضى منها منهم من قضى منها ومنهم من أصبح عمره 50 ولم يتزوّج، حدّثوني واستمتعت إليهم وشددت على أيديهم إنهم أبطال ضحّوا بأنفسهم لله فلاغرو أن تحتويهم أرض العروبة والإسلام وقد ساعدت مصر في هذه الصفقة فتحا وحماسا وكل الفلسطيينين انتفعوا، نُرحّب بالأسرى الأعزّاء في بلدهم الثاني قطر، نُعطيهم مما ملكت أيدينا نحن فداء لهم، ندعو لهم بكل خير أن يُزوّج الله من لم يتزوّج وأن يُهيّئ لهم حياة طيبة في قطر وفي فلسطين وفي كل مكان.

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Back to top button