الإعراب والبناء

إعلان الرئيسية

الإعراب والبناء
عِنْدَ النَّظَرِ إلى الكلمةِ في الجملةِ ، فإننا نُلاحظُ أنَّ بعضَها يَتَغَيّرُ آخرها ، باختلافِ تَغيّرِ مواقِعِها في الجملةِ، وكذلك نُلاحظُ أنَّ ثَمَة كلماتٍ لا يتغيرُ آخرها ، مهما تغيّرَ مكانَها في الجملةِ . ويُسمى النوعُ الأولُ المعربُ ، والأخَرُ هو المبنيُّ .
فالإعراب هو : تغير حركة آخر الكلمة من رفعٍ أو نصبٍ أو جرٍ أو جزمٍ تبعاً لما يقتضيه مكانها في الجملة.
والبناءُ هو : ثباتُ آخرِ الكلمةِ على حالةٍ واحدةٍ ، لا تفارِقُها ، مَهما اختلفَ موقِعُها في الكلامِ ، واختلفتْ العواملُ المؤثّرَةِ فيها .


أركان الإعراب
العاملُ : وهو ما يُسَبّبُ لحوقَ علامةٍ معينةٍ بآخِرِ.
المعمولُ : وهو الكلمةُ التي تأثرتْ بسببٍِ خارجيٍ ، فظهرتْ عليها علامةُ ما .
المَوْقِعُ : وهو ما يُحَدّدُ وظيفةَ الكلمةِ ومدلولها مثل : كونِها فاعلاً أو مفعولاً به ، أو ظرفاً أو مجرورةً أو غيرِها .
العلامة : وهي الإشارةُ التي تَدُلّ على مواقعِ الكلمةِ المختلفةِ في أبوابِ النّحْوِ .


علامات الإعراب
علاماتُ الإعراب :تكونُ علامةُ الإعراب إمّا حركةً وإمّا حرفاً وإمّا حذفاً .
والحركاتُ ثلاثُ : الضّمّةُ والفَتْحَةُ والكَسْرَةُ .
والحروفُ أربعةٌ : الأَلِفُ والنونُ والواو والياءُ .
والحذف : إمّا غيابُ الحرَكَةِ ـ السكون ـ وإمّا حذفُ الآخِرِ ، وإمّا حذفُ النون .


علاماتُ الرفعِ :علاماتُ الرَّفْعِ أربَعُ وهي : الضمةُ وهي الأصلُ مثل : يُحْتَرَمُ الشّريفُ أما علامات الرفع الفرعية فهي :
الواو مثل : المربون يحترمون رَغْبَةَ الأطفالِ . جارُك ذو عِلْمٍ .
والألفُ والنون : البائعان صادقان .

علاماتُ النَّصْبِ : للنصبِ علامةٌ أصليةٌ هي الفَتْحَةُ مثل : تجنبْ السوءَ فتسلمَ . وأربع علامات فرعية هي :
الألف مثل : لَيْتَ ذا المالِ كريمٌ .
والياء مثل : إنَّ القائمين على الثَقافَةِ مبدعون .
والكسرة مثل : وَدَّعْتُ صاحِبةَ الدعوةِ المدعواتِ واحدةً واحدةً .
وَحْذَفُ النون مثل : لن تكسبوا قُلوبَ الناسِ بالقَسوةِ .


علاماتُ الجَرّ :
الكسرةُ هي الأصلُ : لا أَرْغَبُ في عَطْفِ الضُعفاء .
والياءُ مثل : سافِرْ مع أبيكَ وحميكَ .
والفتحةُ : تَنَقّلَ الطالبُ في مدارسَ عديدةٍ .

علاماتُ الجزمِ :
للجزم علامةٌ أصليةٌ هي السكونُ مثل : لا تتقاعسْ .
وعلاماتٌ فرعيةٌ، حَذْفُ الآخِرِ : لا تبنِ قُصوراً في الريحِ.
وحذفُ النونِ : لا تتهاونوا في حقوقكم .


المعرب بالحركات والمعرب بالحروف
المُعَربُ قسمان :
أَحَدُهما يُعْرَبُ بالحركاتِ ، والآخَرُ يُعربُ بالحروفِ
والمعربُ بالحركاتِ : أربعةٌ أنواعٍ :
الاسمُ المفردُ : إبراهيمُ .
جَمْعُ التكسيرِ : يحترمُ العمالُ أربابَ العَمَلِ .
جَمعُ المؤنثِ السالمِ : تُشاركُ السيداتُ في أنشطةٍ إجتماعيةٍ مختلفةٍ .
والمضارع غيرُ المسبوقِ بناصبٍ أو جازمٍ ، والذي لم يتصلْ بآخِرِهِ ضميرٌ . يَسودُ الهدوءُ أجواءَ المصيفِ .


أقسام الإعراب
أقسامُ الإعراب ثلاثةٌ : لَفْظِيٌ وتَقديريٌ وَمَحليٌّ .
الإعراب اللفظيُّ : وهو الأثرُ البادي في آخرِ الكَلِمةِ ، ويكونُ في الكلماتِ المعربةِ غيرِ المنتهيةِ بحرف عِلّةٍ ، مثل : يَسير النهرُ من الجنوبِ إلى الشمالِ .
الإعراب التقديريُّ : وهوَ أَثَرٌ غيرُ ظاهرٍ ـ غيرُ مرئيٍ أو مسموعٍ ـ على آخِرِ الكلمةِ ، لذا يُقالُ إنَّ الحركةَ مقدرةٌ على آخِرِهِ . ويكونُ الإعراب التقديريُّ في الكلمات المعربةِ المعتلةِ الآخِرِ ، بالألفِ أو بالواوِ أو الياءِ ، وفي المضافِ إلى ياءِ المتكلمِ وفي المحكيِّ ـ إن كان جُمْلَة ـ وفيما يُسمى به من الكلمات المبنيةِ أَو الجُمَلِ .


أقسام الإعراب الإعراب التقديري
الاعراب التقديري في المعتل الآخر:
مثال الإعرابِ التقديريِّ في المعتلِّ الآخِرِ بالألفِ ، والذي تُقَدَّرُ عليها الحركاتُ الثلاثُ ( الفتحةُ والضمةُ والكسرةُ ):
يسعى الفتى إلى نيل الشهادةِ العُليا.
دعا المديرُ الموظفين إلى الاجتماعِ.
حيث تُعرب يسعى : فعلٌ مضارع مرفوعٌ بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر . ويُقْصَدُ بالتَّعَذُّرِ ، عَدَمُ القدرةِ أبداً على إظهارِ العَلامةِ على آخِرِ الكلمةِ .

مثالُه في حالةِ الجَزمِ في المعتلِّ بالألفِ حيثُ تُحذَفُ الألِفُ :
لَمْ يَسْعَ لنيلِ رِزْقِهِ .

أما المعتل الآخرِ بالواوِ والياءِ ، فَتُقَدَّرُ عليهما الضمةُ والكسرةُ ، ولا تظهران على آخِرهما بسبب الثقلِ في مثل :
يدعو الداعي إلى إقناع القاصي والداني .
وكلت المحامي في القضية .
اختلفتُ مع المحامي حولَ الأجر


الاعراب التقديري في المضاف إلى ياء المتكلم :
ويعرب المضاف إلى ياء المتكلم في الاسم الصحيح في حالتي الرفع والنصب ، والجر بضمة وفتحة وكسرة تقدر على آخره . يمنع من ظهورها كسر ما قبل الياء ليناسب في صوته الياء . مثل :
هذا أخي ، إن أخي سائق . وذلك بيت أمي .
أما إذا كان ما يضاف إلى الياء مقصوراً مثل عصا وفتى ، فإن الألف تظل على حالها ، وتقدر الحركة عليها . نقول:
هذه عصاي .تركتُ عصايَ اتكأتُ على عصاي .

ـ أما إذا كان المضاف إلى ياء المتكلم منقوصاً ـ منتهياً بألف لازمة ما قبلها مكسور ـ مثل المحامي ، الراعي ، تدغم ياؤه في ياء المتكلم . ويعرب:
في حالة النصب بفتحة مقدرة على آخره : أكره عدوي مقصيَّ من أرضي .
أما في حالتي الرفع والجر ، فيرفع ويجر بضمة وبكسرة مقدرتين على آخره . نقول : هذا مقصيّ من الوطن ، سخرت من مقصيّ .
وإن كان ما يُضافُ إلى ياءِ المتكلمِ مثنى مثل : هذان هاتفاي ، وتدغم ياؤه في ياء المتكلم . ومثل حَرَثْتُ حَقْلَيَّ .
وإذا كان جمعَ مذكرٍ سالماً ، تقلب واوه ياء وتدغم في ياء المتكلم . نقول : معلميَّ مازالوا يذكرونني .


الاعراب التقديري في المسمّى به :
إذا سَمَيّنا شخصاً بكلمةٍ مبنيةٍ ، تَظَلُ على لفظها ويكونُ إعرابُها في حالاتِ الإعراب الثلاثةِ مُقَدرّاً ، فلو سميتُ رجلاً ـ أزْهرَ ، قلت : حَضَر أزهَرَ و شَكَرْتُ أَزهَرَ ، حَضَرْتُ مع حضورِ أزْهرَ . حيث تُقدَرُ حركاتُ الإعراب رفعاً ونصباً وجراً على آخرِه . وقد مَنعَ من ظهورِها وجود حَرَكَةِ الإعراب الأصليةِ للفعل الماضي .والأمرُ نفسُهُ يُقالُ أن سمينا شخصاً بجملةٍ، مثل دامَ العِزُّ وجادَ الحَقُّ وغيرها
نقول :
افتتح دامَ العزُّ فرعاً جديداً لمخبزِه .
اخترتُ جادَ الحقُّ ليكونَ رفيقي في الرحلةِ .
استمتعتُ بسماعِ صوتِ جادَ الحقُّ على الهاتف .


أقسام الإعراب
الإعراب المحليُّ :وهو تَغَيّرٌ اعتباريٌّ ـ باعتبار أنَّ ما يُعْرَبُ هذا الإعراب لو حَلَّ مَحَلَه ما هو معربٌ لكانَ مَحَلَّهُ مرفوعاً أو منصوباً أو مجروراً أو مجزوماً . فإعرابُه ليسَ مُقدراً ولا ظاهِراً .


الإعراب والبناء
الحروف كلها مبنية على ما سمعت عليه ولا محل لها من الإعراب.
الأفعال كلها مبنية ولا يعرب منها إلا المضارع الذي لم تتصل به نون النسوة ولا نون التوكيد.
فبناؤها مثل: سافرْ يا خالد فقد سبقك أمسِ سليم وليلحقنّ بك أخوك، أما أخوتك فسيلحقن بك بعد أسبوع.
والمضارع المعرب مثل: يكتبُ أخوكَ صباحاً ولم يكتبْ أمس شيئاً ولن يكتب إلا ما يفهم.

الأسماء معربة (إلا قليلاً منها كبعض الظروف وكأسماء الإشارة والأسماء الموصولة، وأكثر أسماء الشرط والاستفهام، وكالضمائر، فهي مبنية في محل نصب أو رفع أو جر على حسب موضعها من الإعراب).

الفتح والضم والكسر والسكون علامات بناء. النصب والرفع والجر والجزم علامات إعراب.
يكون الرفع بالضمة وينوب عنها ألف في الاسم المثنى وواو في الجمع المذكر السالم وثبوت النون في الأفعال الخمسة.
ويكون النصب بالفتحة وينوب عنها ياء في المثنى وجمع المذكر السالم، وكسرة في جمع المؤنث السالم، وحذف النون في الأفعال الخمسة.
ويكون الجر بالكسرة وينوب عنها فتحة في الممنوع من الصرف إذا لم يضف ولم يحلّ بـ(ال).
ويكون الجزم بالسكون وينوب عنه حذف النون في الأفعال الخمسة، وحذف حرف العلة في المعتل الآخر.
وإذ لا تظهر الحركات الثلاث على الألف للتعذر، ولا الضم والكسر على الياء للثقل، فإن علامات الإعراب هذه تقدر عليهما. وإذا أضيف الاسم إلى ياء المتكلم فإن آخره يكسر حتماً لمناسبة الياء (جاء أخي يصطحب ولدي) ويقدر الرفع والنصب على آخر الاسم لتحركه بحركة الكسر المناسبة للياء.


إعراب الجمل
الجملة ما تألف من مسند ومسند إليه، سواء أفادت معنى تاماً مثل (أكل الطفلُ) و(أخوك مسافر)، و(صَهْ)؛ أم لم تفدْ معنى تاماً مثل: (إن تجتهد)، و(ما فتئ خالد).
الفعلية والاسمية: الجملة التي تصدرها فعل مثل (قرأت درسي)، و (قُرئ الدرسُ) و(كان الدرس سهلاً).. إلخ جملة فعلية. وما لم يكن صدرها فعلاً فهي جملة اسمية مثل: (ما أخوك مسافراً) و(الدرس يفيد) و(هل محسن رفيقاك؟).


وأفراد الجملة: الفعل (أو شبهه) مع فاعله أو نائب فاعله، والفعل الناقص وما عمل عمله مع اسمه وخبره، والمبتدأ والخبر، وجملة (إن) وأخواتها، واسم الفعل مع فاعله.

أما الكلام فلا يطلق إلا على ما أفاد معنى تاماً يحسن السكوت عليه مثل: (هَلُمّ) و(صَهْ)، و(إن تجتهدْ تنجحْ) و(ما فتئ خالد راضياً). وعلى هذا فكل كلام جملةٌ فأكثر، وليس كل جملة كلاماً.
كل جملة حلت محل المفرد وأَمكن تأْويلها به كانت ذات محل من الإعراب هو محل المفرد الذي حلت مكانه مثل: (أَخوك يكتب درسه)، فجملة يكتب حلت محل (كاتبٌ) فإعرابها مثله: في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة (تعلمُ) في قولنا (ظننتك تعلم) في محل نصب، مفعول ثان لـ(ظن) لأَن التأْويل (ظننتك عالماً).
والجملة التي لا يمكن تأْويلها بمفرد، لا يكون لها محل من الإعراب مثل (أَتاك زائر) و(لولا أَخوك لخسرنا).


إعراب الجمل – الجمل التي لها محل من الإعراب
الجمل التي لها محل من الإعراب ثمان:
الواقعة موقع الخبر: فتكون في محل رفع بعد المبتدأ أَو اسم (إن) وأخواتها مثل: (بشْرك يحبّب بك، إِن أَخاك يسعى في خيرك، لا مؤذيَ عاقبتُه حميدة). وتكون في محل نصب إن وقعت خبراً للفعل الناقص وما يعمل عمله: (أَنا سعيد ما دمت أَعمل)، (إِنِ الناصحُ يندم) والتأْويل: ما دمتُ عاملاً، إِن الناصحُ نادماً.
الواقعة فاعلاً أَو نائب فاعل: مثل: {وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ}، {وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظّالِمِينَ}.
الواقعة مفعولاً: بأَن كانت مقول القول مثل: (يقول: إني موافق) أو ثاني مفعولي (ظن) وأخواتها مثل: علمتك تحب الفقراء = علمتك محباً الفقراءَ، أو بعد الأفعال المعلقة عن العمل: (لا أدري أَسافرَ أَم أَقام).


فالفعل (أَدري) علقه الاستفهام عن النصب لفظاً، فصارت الجملة الاستفهامية سادة مسدَّ مفعولي (أُدري) في محل نصب.
الواقعة حالاً: بعد معرفة مثل: {وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرْ} فجملة {تَسْتَكْثِرْ} في محل نصب، حال من فاعل تمنن وهو (أَنت) المستترة، والتأْويل: (مستكثراً).
الواقعة صفة للنكرة: مررت برجل يحدثُ أَصحابه = برجل محدث أَصحابَه. فمحل جملة (يحدث) الجر صفة لـ(رجل).

الواقعة مضافاً إليها: بعد ظروف الزمان أَو أسمائه أو (حيث) أَو كلمة (قول) أَو (قائل) أَو (آية) مثل: {هَذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ}، (اذكر نصيحة أَبيك إذ سافر)، اجلس حيثُ يجلس أخوك، قولُ (كان أَبي) يغرُّ الجاهل، أَجب قائلَ (كيف أَنت؟)، كنت قريباً منكم بآيةِ رفضتم الدعوة.
الواقعة جواباً لشرط جازم: مقترنة بالفاء أَو (إِذا) الفجائية مثل: إِن تحسن فما لك من كاره، إن تحرمه إِذ هو عدوٌ لك.
التابعة لجملة ذات محل: بالعطف أَو البدلية أَو التوكيد مثل {هَذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ، وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ}.
جملة {وَلا يُؤْذَنُ} محلها الجر لعطفها على جملة {لا يَنْطِقُونَ }التي هي في محل جر لإضافة (يوم) إليها، كذلك جملة (لا ينطقون) التي هي في محل جر لإضافة (يوم) إليها، كذلك جملة {فَيَعْتَذِرُونَ} محلها الجر لعطفها بالفاء على جملة {وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ}، (اعمل عملاً ينفعك ينقذك من ورطتك) فجملة (ينقذك) محلها النصب بدل من جملة (ينفعك) التي هي صفة لـ(عملاً).
والتوكيد مثل: (هذا قول هو ضارٌ لك هو ضارٌ لك) فالجملة الثانية محلها الرفع توكيد للجملة الأُولى (هو ضارٌ لك) التي هي صفة لـ(قولٌ) المرفوعة.


إعراب الجمل – الجمل التي ليس لها محل من الإعراب
الجمل التي ليس لها محل من الإعراب ثمان:
الابتدائية: وهي التي تقع أول الكلام مثل: (السلام عليكم)، (كيف أنتم؟)، (سافر إخوانكم).
الاستئنافية: وهي التي يبتدأُ بها معنى جديدٌ بعد كلام سابق كالجملة الثانية والثالثة في قولنا (أَحزنتْك وشاية فلان، لا تلتفت إليها، إني لم أُصدقها).
وقد تقترن بالواو أَو الفاء الاستئنافيتين مثل: (أَحزنتك وشاية فلان، فلا تلتفت إليها، وإني لم أُصدقها) فالجملة الأُولى خبرية والثانية إنشائية طلبية، والثالثة خبرية.
وكثيراً ما تكون الاستئنافية مفيدة التعليل مثل (سافرْ ففي السفر فائدة)، (اشتر هذا الكتاب إنه نافع لك).


الجمل التي ليس لها محل من الإعراب ثمان:
الاعتراضية: وتقع بين جزأَي جملة مثل (كان أبوك - رحمه الله - سخياً) أو بين جملتين متلازمتين معنى مثل:
{وَوَصَّيْنا الإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}.
فالجملتان (حملته أُمه، وفصاله في عامين) اعترضتا بين (ووصينا) وتفسيرها (أَن اشكر) ولولا ذلك لكان الكلام (ووصينا الإنسان بوالديه: أن اشكر لي ولوالديك).
وقد تقترن الجملة المعترضة بالواو كما رأيت أو بالفاء.


ولا يكون الاعتراض إلا لغرض عند المتكلم كالدعاء في المثال الأَول، وكتهييء نفس المخاطب لقبول ما بعده كما في الآية، أَو لغيرهما من الأَغراض كتقوية الكلام وتسديده.

التفسيرية: جملة تزيد ما قبلها توضيحاً وكشفاً وتأْتي بعد ما يدل على معنى القول دون حروفه؛ إِما مقرونة بأحد حرفي التفسير وهما (أَنْ) و(أَيْ) مثل {فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ}، (ينظر إليَّ أَيْ أَنت مذنب)، فكل من (اصنع) و(أَنت مذنب) جملة تفسيرية لا محل لها من الإعراب، و(أوحينا) و(ينظر) هنا فيهما معنى القول؛
وإما ألا تقترن بحرف تفسير مثل: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ، تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ}.

الواقعة صلة لموصول اسمي أَو حرفي: وذلك لأَن صلة الموصول كأَنها جزءٌ مما قبلها ويؤول معها باسم واحد مشتق.
فصلة الموصول الاسمي مثل (حضر الذي زارك أَمس) فجملة (زارك) لا محل لها، والتأْويل: حضر زائرُك أَمسِ.
وصلة الموصول الحرفي ما اتصلت بأَحد الأَحرف المصدرية (أَنْ، وأَنَّ، وكي، وما، ولو المصدرية، وهمزة التسوية) مثل: أَحببت أَن أَكتب إليك، سررت لأَنك ربحت، حضر لكي يحسنَ، {عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ}، ودُّوا لو تخسرُ، سواءٌ عليكم أَربحتُ أَم خسرت.
وكل هذه الصلات تؤول مع الأحرف قبلها بمصادر فكأَنها جزءٌ من المصدر المؤول، والتقدير على الترتيب: أَحببت الكتابة إِليك، سررت لربحك، حضر للإِحسان، عزيزٌ عليه عَنَتُكم، ودُّوا خسارتَك، سواءٌ عليكم ربحي وخسارتي.

الواقعة جواباً لقسم، أو جواباً لشرط غير جازم:
فالأُولى مثل: (والله لأَصدقنَّ)، (لعمري لأُناضلن).
والثانية مثل: (لو حضرت أَكرمتك)، (لولا السفر لزرتك)، (إِذا سافرت لحقتك)، فكل من الجمل الثانية لا محل لوقوعها بعد شرط غير جازم.
الواقعة جواباً لنداء: مثل: (يا عبد الله أَحضرْ كتبك) فالجملة الأُولى ندائية والثانية واقعة في جواب النداءِ ولا محل لها من الإعراب.
التابعة لجملة لها محل لها من الإعراب مثل: (إذا أَنصفت تابعتك وأكرمتك) فجملة (أكرمتك) لا محل لها لعطفها بالواو على جملة لها محل وهي (تابعتك) التي هي جواب شرط غير جازم.


إعراب الجمل – الجمل التي لها محل من الإعراب

ملاحظة - إذا وقعت الجملة بعد معرفة محضة (أي معرفة لفظاً ومعنى) فهي حال، وإن وقعت بعد نكرة محضة (لفظاً ومعنى) فهي صفة؛ أما إذا وقعت بعد معرفة غير محضة (أي معرفة لفظاً لا معنى) كالمحلى بـ(ال) الجنسية جاز جعلها حالاً مراعاة للفظها أو جعلها مراعاة لمعناها مثل جملة (يسبني) في قول الشاعر:
فمضيت ثمت قلت لا يعنينيولقد أمر على اللئيم يسبنيفهو لا يقصد لئيماً بعينه بل يخبرنا بشأنه إزاء كل لئيم، فجملة (يسبني) يجوز أن تكون في محل نصب حالاً من (اللئيم) مراعاة للفظه المعرفة، وأن تكون في محل جر صفة له باعتبار معناه النكرة.

كذلك إذا كانت النكرة غير محضة بأن كانت موصوفة مثلاً فتقترب بذلك من المعرفة ويسوغ للجملة بعدها أن تعرب صفة مراعاة للفظها. أو حالاً مراعاة لمعناها مثل: شاهدت فارساً قوياً (يجالد خصمه).

هذا والقاعدة المشهورة (الجمل بعد النكرات صفات وبعد المعارف أحوال) سارية على أشباه الجمل أيضاً. فالظرف أو الجار والمجرور بعد النكرات المحضة يتعلقان بصفات مثل (رأيت رجلاً على فرس) و(خذ سمكةً في الحوض) التقدير: رجلاً كائناً على فرس، وسمكة كائنة في الحوض، وبعد المعارف المحضة تتعلق بأحوال مثل: (رأيت أخاك على فرس) أي (كائناً) على فرس، فالجار والمجرور متعلقان بـ(كائن) حال من (أخاك) وكذلك شاهدت أحمدَ عند الحاكم، الظرف متعلق بـ(كائن) حال والتقدير: شاهدت أحمد (كائناً) عند الحاكم.

تعديل المشاركة
Back to top button