المذاهب الأدبية المذهب الكلاسيكي

إعلان الرئيسية

المذاهب الأدبية المذهب الكلاسيكي

                    المذهب الإتباعي الكلاسيكي

يطلق مصطلح العصر الإتباعي على الأدب الأوربي في الفترة الممتدة من أواسط القرن السابع عشر إلى آواخر القرن الثامن عشر والأدب الإتباعي هو أدب الأنظمة الحاكمة الملكية وهو أدب محافظ في تجديده النسبي فهو أدب البلاطات ولذلك فأنه رمى إلى الإصلاح أكثرمن الثورة , وقد تميز بسمات عدة منها :
1-     محاكاة الطبيعة الإنسانية : لقد اهتم الأدباء الإتباعيون بالإنسان النمطي أكثر من إهتمامهم بالإنسان الفرد فقدموا صورا عن أنموذجات إنسانية منها (البخيل) (الفارس)(المرأة المتحذلقة) مما يصلح لما كل ما هو عام وشامل والعصر الإتباعي هو عصر المسرح الذي نشط بتشجيع من البلاطات ومن أهم شعرائه (راسين وكورني وموليير)
2-    محاكاة القدماء : أعجب الادباء الإتباعيون بالأدب القديم الخالد في ملاحم هوميروس وتراجيديات سوفوكليس ، وعدوها الأدب المتكامل بذاته ، وذهبوا إلى أنها الأنموذجات التي ينبغي للأدباء أن يحتذوها ولا تكمن محاكاة القدماء في اقتباس الموضوعات وإنما في الأساليب التي ضمنت لشعرهم الجودة والخلود وكان لكتاب أرسطو النقدي فن الشعر دور كبير في ذلك إذ ظلّ المرجع والمعلم الذي يعودون إليه لحل مشكلاتهم .
3-    إعلاء شأن العقل : الأدب الإتباعي هو أدب العقل بلا منازع والعقل هو دليل الأديب الذي يعصمه من كل ذلل وهو سلاح الأديب في إبداع أدب إنساني خالد شبيه بالأدب القديم والعقل ملكة مشتركة بين جميع البشر في حين أنهم يختلفون خيالاً وانفعالاً وعاطفة لذلك ركنوا إلى سلطة العقل وبايعوه إماماً لهم في الأدب .
4-     الإنضباط بالقواعد : الإتباعية جملة من القواعد والضوابط منها :
1-    جودة الصوغ اللغوي بعيدا عن الزخرفة والتكلف لتحقيق التوازن بين العاطفة والفكر وهذا التوازن هو سر الجمال في رأيهم .
2-     الإقتصاد في اللفظ: بحكم أن البلاغة في الإيجاز وخير الكلام ما قلَّ ودلَّ .
3-     الوضوح : فالأدب نشاط عقلي ولذلك ينبغي أن يكون واضحاً في الألفاظ والتراكيب والصور والأفكار أما الغموض عندهم فهو دليل عجر الأديب عن التعبير .
4-    الذوق واللياقة : الأدب الإتباعي موجّه إلى المجتمع الراقي وهو أدب صالونات ومنتديات ولذلك عليه أن يحظى بقبول الجميع فيبتعد عما يثير الأهواء ويجرح المشاعر والغرائز .
5-    يضاف إلى هذه القواعد في مجال المسرح قانون الوحدات الثلاث : وحدة الزمان ووحدة المكان ووحدة الموضوع أكد أرسطو على وحدة الموضوع في المسرحية كي تخلوا من التفكك . والزمن ينبغي أن تجري أحداث المسرحية في أربع وعشرين ساعة والمكان الذي تجري فيه الحوادث مدينة واحدة .
خصائص الإتباعية في الشعر العربي الحديث :  تمتد الاتباعية في الشعر العربي بين آواخر القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين اقترن ظهورها بمرحلة من التذمر الإجتماعي والتململ السياسي واستيقاظ الشعور القومي .
    وقد كان للإتباعية :
1-    أثر كبير في إعادة الصفاء للغة العربية بوصفها اللغة القومية لأمة ضاربة في أعماق التاريخ .
2-    واجهت محاولات التتريك .
3-     سعت إلى تخليص الأساليب الأدبية من آثار عصور الانحدار .
4-     واجهت الدعوات المشبوهة إلى استبدال اللهجات العامية باللهجات الفصيحة .
واصدق اسم أطلق عليها هو ( مدرسة الإحياء والبعث ) ولقد وجد محمود سامي البارودي الشعر العربي جثة هامدة مكبلاً بالمحسنات اللفظية والمعنوية خالباَ من الأفكار والمشاعر الصادقة لذلك:
1-     اتجه إلى الأنموذجات الشعرية في العصور الشامخة يحتذيها في الإطار الخارجي .
2-     حافظ على البحر الواحد والقافية الواحدة .
3-    التزم وحدة البيت .
4-     وتعددت موضوعاته في القصيدة الواحدة .
5-     حذا حذو القدماء في معانيهم وصورهم وألفاظهم وتراكيبهم ونسجهم.
فجاءت قصائده جزلة الألفاظ رصينة الأسلوب واستطاع أن يعيد للشعر العربي حركته وحيويته وعلى هذا سار من اتبعه من من الشعراء مثل :
احمد شوقي – حافظ ابراهيم – إسماعيل صبري – علي الجارم عزيز أباظة -  جميل صدقي الزهاوي – معروف الرصافي – محمد البزم – شفيق جبري – خير الدين الزركلي .
وتتجلى الإتباعيتين الغربية والعربية في أن الإثنتين قامتا على مبدأ محاكاة القدماء .
وقد سار البارودي على خطا فحول الشعراء العباسي وتجلت محاكاة القدماء في المعارضات الكثيرة لقصائدهم فقد عارض البارودي معلقة عنترة و دالية النابغة الذبياني في المتجردة ورائية أبي نواس وكثيراَ من قصائد المتنبي وأشهرها قصيدته التي مدح بها كافورا الإخشيدي ومطلعها :
أودُّ من الأيامِ ما لا تودُّه          وأشـــــــــــكو إليها بَيْنَنَا وهي جُنْدُه
فأنشأ البارودي قصيدة على مثال وزنها وقافيتها قصيدته التي مطلعها :
رضيت من الدنيا بما لا أودّه      وأيُّ امرىءٍ يقوى على الدّهر زندُه
وعارض أحمد شوقي سينية البحتري في رثاء مملكة الأكاسرة بقصيدة طويلة في رثاء أمجاد العرب في الأندلس و ارتفع فيها بحب الوطن إلى حدِّ التقديس :
وطني لو شُغلْتُ بالخلدِ عنهُ      نازعتْنٍي إليه في الخلدِ نَفْسِي
شَهِدَ اللهُ لمْ يَغِبْ عنْ جفُوني     شخصُهُ ساعةً ولمْ يخلُ حسِّي
ومع أنَّ الإتباعيين وقعوا في أسر القصيدة العربية القديمة شكلا ومضمونا إلا أنهم كانوا يعودون إلى أنفسهم ليعبروا عن تجاربهم الخاصة  وكانوا يعتزون بعبقرياتهم الشعرية وهذا ما نتلمَّسه في قول البارودي :
وما ضرَّني أنِّي تأخرْتُ عَنْهُمُ    وفضليَ بينَ العالمينَ شَهِيرُ
فيا رُبَّما أخلَى منَ السبقِ أوَّلٌ       وَبزّ الجيادَ السابقاتِ أخيرُ
وفي وصفيات شوقي رقَّةُ البحتري وديباجته فإذا عارض نونية أبي البقاء الرندي برز شعور بالانتماء القومي في قصيدته :
قُمْ نَاجِ جِلّقَ وانْشُدْ رَسْمَ منْ بَانُوا             مَشَتْ على الرّسـمِ أحداثٌ وأزمَانُ
بنو أميّةَ للأنباءِ ما فتَــــــــــــحُوا             وللأحاديثِ ما سـَــــادُوا ومَا دَانُوا
كانُوا ملوكاً ســريرَ الشّرْقِ تحتهُمُ              فَهَلْ سَألْتَ سريرَ الغربِ مَا كَانُوا
والأدب الإتباعي أدبٌ إصلاحي توفيقي بين الشعب والنظام ففي قضيّة الحجاب وقف حافظ إبراهيم موقفاً إصلاحيا فهو لا يدعوا إلى السفور ولا يدعوا إلى الحجاب :
أنَا لا أقُولُ دَعُوا النِّسَاءَ سَوَا فِرا                بينَ الرِّجَـــالِ يَجُلْنَ في الأسواقِ
كلاَّ وَلا أدعُوكُم أنْ تُســــــرِفُوا               في الحُجْبِ والتضييقِ والإرهاقِ
فتوسّطوا في الحالتين وأنْصِـفُوا               فَالشَّــــــرُّ في التــقييدِ والإطلاقِ
ولأحمد شوقي مواقف مماثلة من القضايا الاجتماعية المختلفة فعلى العمال أن يقوموا بواجباتهم وعليهم أن يطلبوا حقوقهم المسلوبة  برفق و أناة أو يتركوها للزمن :
أيّها العــــمالُ أفــــــــنُوا الـعُمْرَ                  كدّاً واكتِسـَــــــــــــــــــــــــــابَا
واعمـــــــــــــرُوا الأرضَ فلولا                   ســـــــــــعيكم أمسـَــــــتْ يَبَابَا
اطلبُوا الحــــــــــــقَّ بــــــــرفقٍ                   واجعلوا الواجــــــــــــــبَ دَابَا
واســــــــــــــــــــتقيمُوا يفتحُ اللهُ                 لكمْ بــَـــــابــَــــاً فَـبَـــــــابَـــــا





التصنيفات:
تعديل المشاركة
Back to top button