لفت انتباهي بالأمس خبر في الملحق الرياضي لجريدة الاتحاد ، وهو قيام
لاعبي فريق إنجليزي كان معسكرا في دبي بجمع مخلفاته بعد حصة تدريبية على
ملعب الأهلي ، تصرف رائع جدا ودرس مهم ، فالنظافة من الإيمان ، ولكن هؤلاء
لا يعرفون هذه العبارة فيما بينهم ، بل يعرفون التأثير الإيجابي للإهتمام
بالنظافة ، وإعطاء صورة مشرفة لبلدهم في بعض الجوانب ، وكان بإمكانهم ترك
الملعب بمخلفاتهم دون أن يسألهم أحد أو يعاتبهم على ذلك ، ورغم الفوارق بين
الكرة الإماراتية والإنجليزية فالفريق لم يتكبر أو ورفع نفسه عن الآخرين ،
درس في أن النظافة والتقاط المخلفات لا تقلل من قيمة الشخص مهما كان هذا
الشخص ، بل يلاقي استحسان الآخرين والتأثر به ، بل يصل بأن يكون قدوة حسنة
للآخرين .
دعونا نأخذ جولة في عالمنا العربي لنشـاهد النظافة ، فللأسف الشديد ، ليس هناك اهتمام كبير في غرس مفهوم النظافة إلا من خلال الجمعيات والفعاليات والمبادرات التي تدعوا للإهتمام بنظافة المرافق العامة ، فالواقع الذي نشاهده يختلف كثيرا ، فهناك اماكن جميله شوهتها تلك المخلفات التي رمها الناس دون مُبالاه واهتمام ، مما جعلت المكان لا يُمكن استغلاله والاستمتاع به إلا مرة واحدة ، وسؤالي هل نحتاج إلى حملات لكي نقوم بالتنظيف والتقاط النفايات والقمامات في كل مكان نذهب إليه لنعطي صورة محترمة عن مجتمعاتنا العربية ، حتى يتأثرا الأخرون ويقتدوا بنا ، وتكون بلادنا تلمع من نظافتها واهتمام شعبها بها .
اترككم مع بعض الصور من هناك وهناك ، قبل تتمة الحديث :
دعونا نأخذ جولة في عالمنا العربي لنشـاهد النظافة ، فللأسف الشديد ، ليس هناك اهتمام كبير في غرس مفهوم النظافة إلا من خلال الجمعيات والفعاليات والمبادرات التي تدعوا للإهتمام بنظافة المرافق العامة ، فالواقع الذي نشاهده يختلف كثيرا ، فهناك اماكن جميله شوهتها تلك المخلفات التي رمها الناس دون مُبالاه واهتمام ، مما جعلت المكان لا يُمكن استغلاله والاستمتاع به إلا مرة واحدة ، وسؤالي هل نحتاج إلى حملات لكي نقوم بالتنظيف والتقاط النفايات والقمامات في كل مكان نذهب إليه لنعطي صورة محترمة عن مجتمعاتنا العربية ، حتى يتأثرا الأخرون ويقتدوا بنا ، وتكون بلادنا تلمع من نظافتها واهتمام شعبها بها .
اترككم مع بعض الصور من هناك وهناك ، قبل تتمة الحديث :
أتذكر ذات مرة ذهبت إلى منطقة في دولتنا الحبيبة ، في مدينة
العين تدعى مبزرة ، وهي من المناطق التي لا تمل من الجلوس فيها طوال اليوم ،
فالمنطقة خضراء مع سلسلة جبال في أطرافها ، ومع مرور مجرى ماء ” ساخن ”
مصدره من عيون كبريتيه حارة في أنحائها ، وما أروعها من مناظر عندما تكون
متواجدا في الصباح الباكر وتجد الهـدوء يعم المساحة الخضراء وبخار الماء
الساخن يتصاعد ليشكل لوحة إبداعية ربانية ، تلك المنطقة يُمكن لمن يزورها
أن ينصب خيامه ويقضي يوما كاملا فيها ، المشكلة تمكن في أن البعض إن لم
يكن الأغلب شوه اللوحة الخضراء ، فالبعض يغسل أطباقه في مجرى الماء الساخن
، رغم أنه غير مسموح بذلك ، والآخرين أهملوا أولادهم ونسوا أنهم في منطقة
تحتاج منهم إلى احترامها والمحافظة عليها لكي يستمتع بها الجميع ،
فالمخلفات منتشرة فيها لدرجة أن العشب بدأ بالاصفرار ولفظ أنفاسه الأخيرة ،
والقمامة الصغيرة قد تراكمت في زوايا البقعة الخضراء ، تجعلنا نشعر بثقافة
البعض في النظافة والاهتمام بالوطن ، لأنه يجب أن نعتمد على أنفسنا في
الاهتمام بأرضنا ، ولا نتكل على الآخرين فهذا واجبنا تجاه وطننا الحبيب ،
فإن لم نهتم بالنظافة ، من سيهتم ؟ ، بل إن اهتمام الجميع بإزالة أي مخلفات
في الشوارع والحدائق توفر على الدولة مبالغ مالية في الصرف على شركات
التنظيف والعمال وغيرهم ، وما أجملها عندما نتعاون ونحافظ على مظهر الوطن ،
ونجعله مشرقا من النظافة .
اخيرا ، ادعوكم من اليوم أن نبدأ في غرس مفهوم وثقافة النظافة
في نفوسنا أولا ونفوس الآخرين ، وأن نعطي انطباعا حسنا عن أنفسنا وعن
دولتنا ، فلنحافظ عليها ، ونزيل أي مخلفات من دون تردد ، ولنتذكر حديث رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : ( بينما رجل يمشي بطريق ، وجد غصن شوك ، فأخذه ، فشكر الله له فغفر له
) رواه البخاري ومسلم ، وإماطة الأذى عن الطرق صدقة . فبادروا بالإكثار من
الصدقات بإزالة الأذى عن الطرقات والشوارع بارك الله فيكم .