مجالات وخطوات ووسائل تقويم المنهج التربوى

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية مجالات وخطوات ووسائل تقويم المنهج التربوى

مجالات وخطوات ووسائل تقويم المنهج التربوى

sshot-39نتحدث فى هذه التدوينة عن مجالات وخطوات ووسائل تقويم المنهج التربوى
مجالات تقويم المنهج :
حينما نفكر في تقويم المنهج ، فينبغي أن تشمل عملية التقويم المنهج ذاته ونتاجه، ويمكن توضيح ذلك فيما يلي :
أ – تقويم المنهج ذاته :
وهذا يعني أن تنصب عملية التقويم على جميع عناصر المنهج والعلاقات التي تربطها بعضها ببعض ، والتناسق والتوافق بينها ، وأن يتم تقويم كل عنصر من هذه العناصر أولاً بأول ، ولا ننتظر حتى يتعرض الدارس لكل المنهج ويتفاعل معه، لأن هذا الانتظار يجعل الاستفادة من التقويم في تحسين المنهج عملية متأخرة ويشمل تقويم المنهج ذاته المجالات التالية :
- تقويم أهداف المنهج : من حيث واقعيتها ، ومراعاتها لإمكانات البيئة ، وارتباط الأهداف التدريسية بالمستويين التعليمي والتربوي ، وشمولها المجالات وتدرجها في مستويات كل مجال ، ومدى مناسبتها لقدرات الدارسين واستعداداتهم وإمكاناتهم ، ومدى شمولها لجميع جوانب الخبرة ، ومراعاتها لطبيعة عملية التعلم وشروطها .
- تقويم محتوى المنهج : من حيث صدقه ودلالته ، والمعايير التي روعيت في اختياره ، وأسلوب تنظيمه ، ومدى ارتباطه بالأهداف ، وترجمته لها ترجمة سليمة .
- تقويم أنشطة المنهج : من حيث فاعليتها في تحقيق أهداف المنهج ، ومناسبتها لمستوى نضج الدارسين واستعداداتهم ، وقدراتهم ، واهتماماتهم ، وحاجاتهم ، ومدى تنوعها وأهميتها ، وإمكانية تنفيذها في حدود الإمكانات المتاحة … إلى غير ذلك من معايير جودة النشطة .

- تقويم الأساليب والوسائل المقترحة لتقويم المنهج : من حيث مدى تنوعها ، وكفايتها ، وشمولها ، وملاءمتها للحكم على تحقيق الأهداف ، وشمولها لتقويم جوانب المحتوى ونشاطات التعليم والتعلم والتربية .
- تقويم مدى التماسك والترابط والتوافق بين جميع عناصر المنهج : وتكاملها معاً في وحدة متماسكة متناغمة .
ب- تقويم نتاج المنهج :
وهذا يعني تقويم أثر المنهج في كل من الدارس والبيئة والمجتمع ، كما يلي:
- تقويم نمو الدارسين : وتظهر آثار هذا النمو في نواح متعددة ، مثل اكتساب المعلومات ، والمهارات ، وطرق التفكير ، والاتجاهات ، والميول ، والقيم المرغوب فيها ، والتكيف الشخصي والاجتماعي ، والنمو الجسمي السليم .
- تقويم أثر المنهج في البيئة والمجتمع : باعتبارهما المصب الذي تظهر فيه آثار المنهج المدرسي بصورة مباشرة وغير مباشرة ، ويتضمن ذلك تقويم كفاءة الخريجين في عملهم ، وقدراتهم على التكيف مع الحياة ، والاستجابة لحاجات المجتمع ومتطلباته .
خطوات تقويم المنهج :
يعد التخطيط أمراً حيوياً ومهماً ليس فقط بالنسبة لعملية التقويم ، وإنما لجميع العمليات التي يقوم بها الأفراد والجماعات في جميع مجالات الحياة ، والتقويم المبني على أساس علمي لابد أن يمر بالخطوات التالية :
أ – تحديد الجوانب التي تنصب عليها عملية التقويم ( يسترشد في ذلك بالأهداف ) .
ب- الاستعداد للتقويم ، وذلك باختيار أنسب الأساليب والوسائل لتقويم كل جانب من هذه الجوانب ، أو بناء وسائل التقويم إن لم تكن موجودة .
جـ- التنسيق بين مجموعة الوسائل التي تستخدم لغرض واحد ، فإذا كان الهدف من التقويم هو الكشف عن قدرة الدارس على التفكير العلمي السليم ، فمن الممكن استخدام عدة وسائل ، مثل : الاختبارات المخصصة لهذا الغرض ، والملاحظة ، والمقابلة الشخصية ، وحيث إن كل وسيلة من هذه الوسائل يقوم بها أفراد معينون ، فمن الضروري التنسيق بين مجموعة هذه الوسائل .
د – اختيار الأشخاص المدربين لاستخدام كل وسيلة ، فإن لم تتوافر القوى البشرية ، يجب اختيار من سيقومون بعملية التقويم ، وتدريبهم .
هـ- وضع خطة زمنية يتحدد فيها استخدام كل وسيلة ، ومرات الاستخدام إذا استخدمت أكثر من مرة .
و – تحديد أدق الطرق وأنسبها لتسجيل نتائج كل وسيلة .
ز – القيان بعملية التقويم وفق الأهداف المحددة للتقويم ، ورصد البيانات رصداً علمياً يساعد على تحليلها تحليلاً دقيقاً .
ح – استخلاص نتائج التقويم ، وتحليلها ، وتقديم تصور علاجي مقترح ، يقوم على أساس دعم نقاط القوة في المنهج ، وتلافي نواحي القصور ، سعياً إلى تحقيق أهداف المنهج المنشودة على خير وجه ممكن .
أساليب التقويم :
التقويم الفردي وينقسم إلى :
(1) تقويم الفرد لغيره : كتقويم الدارس للمربي ، أو الموجه للمربي ، أو الدارس لمتعلم آخر ، وتقويم خبير في المناهج لمنهج خبير آخر .
(2) تقويم الفرد لنفسه (التقويم الذاتي) : كتقويم المربي لنفسه ، أو تقويم الدارس لنفسه، وتقويم مخطط المناهج للمنهج الذي بناه لنفسه ، وتجدر الإشارة هنا إلى أن المربي لا يمكنه ذلك إلا إذا :
- وصل إلى درجة كافية من النضج .
- شُجع على ذلك ، واقتنع ، وتحمس .
- درب على ذلك تدريباً كافياً .
ومن مميزاته :
- اكتشاف الدارس أخطاءه بنفسه ، وعلاجها في الوقت المناسب ، مما يعدل سلوكه في الاتجاه الصحيح .
- اكتشاف الفرد لنقاط ضعفه يجعله أكثر قابلية لتقبل نقد الآخرين .
- يجعله أكثر تسامحاً نحو أخطاء الآخرين .
- يعوده تحمل المسئولية ، ويشعره بالثقة بالنفس ، والطمأنينة .
ويتم التقويم الفردي للمنهج إذا قام بذلك مخطط المناهج ، أو المربي ، أو الدارس كل بمفرده .
التقويم الجماعي :
(1) تقويم الجماعة لأفرادها :
ويُقصد به تقويم عمل كل فرد ومدى إسهامه في نشاط الجماعة ، ويتمثل في :
- مدى تنفيذ كل فرد للعمل المسند إليه .
- مدى تعاونه مع الآخرين أثناء التنفيذ .
- مدى التزامه بالخطة التي تضعها الجماعة .
- مدى إسهامه في حل المشكلات التي تواجه الجماعة .
- مدى علاقته ببقية الأفراد .
- مدى نشاطه في الإقبال على العمل .
- مدى تقبله للتوجيهات والأوامر .
ولهذا الأسلوب بعض المحاذير ، فربما لا يتقبل الفرد – لعدم نضجه – النقد ، أو يسرف بعض الدارسين في نقدهم لدرجة تجريح الآخرين ، لذا ينبغي للمربي أن:
- يعود الدارسين النقد الموضوعي .
- يعود الدارسين المناقشة والحوار بلا غضب أو انفعال .
- يعود الدارسين التزام النظام أثناء المناقشة وآداب الاستماع .
- يعلم الدارسين أن عملية النقد يقصد بها إبراز الإيجابيات والسلبيات بهدف تحسين الأداء ، حتى لا يفقد الدارسين الثقة بأنفسهم أو يُحبطوا .
- يعود الدارسين النقد الهادف البناء ، الذي يمتد إلى المقترحات التي تمثل رأي الأغلبية ، والتي تعدل السلوك إلى الأفضل .
ومن أمثلة تقويم المنهج تقويماً جماعياً (الجماعة لأفرادها) أن يعرض المنهج على مجموعات عمل أو لجان متخصصة أكاديمية ، أو تربوية شاركت في بناء المنهج ، لتحديد نقاط الضعف الخاصة بكل فرد شارك في بناء المنهج ، واقتراح العلاج .
(2) تقويم الجماعة لنفسها ككل :
لهذا الأسلوب أهمية تربوية كبرى ، إذ يدرب الأفراد على العمل الجماعي التعاوني ومن أمثلته تقويم الرحلة ، والمعرض ، والمعسكر ، والندوة … الخ .
ومن أمثلة تقويم المنهج بهذا الأسلوب ، أن تقوم المجموعة التي تبنت المنهج بتحديد نقاط القوة ونواحي القصور في المنهج ، وتقترح تصوراً للعلاج .
(3) تقويم الجماعة لجماعة أخرى :
فكما أن الدارس لا يستطيع الوقوف على مستواه إلا بعد مقارنة نتائجه بنتائج باقي أفراد الفصل ، فإن الجماعة هي الأخرى لا يمكن أن تكون فكرة عن نفسها إلا بعد مقارنتها بنتائج الجماعات الأخرى التي تقوم بالعمل ذاته ، ومن الأهداف التي يحققها هذا الأسلوب ما يلي :
أ – الاستفادة من خبرات الجماعات الأخرى بالاحتكاك ، سواء في رسم الخطط، أم في تنفيذها ، أم في حل المشكلات التي تواجه الجماعات .
ب- إتاحة الفرصة للمناقشة بين الجماعات ، مما يحقق فوائد تربوية كبرى ، مثل: تحقيق روح العمل الجماعي ، الحب ، والإخاء ، والمساواة ، والعمل من أجل هدف واحد ، وتجدر الإشارة إلى أن أسلوب التقويم هذا قليل الانتشار ، ومن الضروري دعمه ونشره .
ومن أمثلة تقويم المنهج بهذا الأسلوب ، أن تقوم مجموعة من الخبراء في المناهج بفحص منهج خطط من قبل مجموعة أخرى من الخبراء في التخصص ذاته ، على أن تحدد المجموعة الفاحصة نقاط القوة ، ونواحي القصور في المنهج المفحوص ، ثم تقترح خطة علاجية .
ملحوظة :
إذا أراد المربي أن يجري تقويماً لمستوى الدارسين بعد انتهاء المدرس ، فلابد أن ينصب تقويمه على أهداف الدرس ، فلا يمكن – أبداً – أن يتم تقويم سليم إلا إذا نظر المربي إلى أهداف درسه التي حددها سلفاً ، ثم حدد وسائل وأساليب تقويم درسه ، ثم طبق ذلك ، ليرى : أتحققت أهداف هذا الدرس بصورة منشودة أم لم تتحقق ؟ ولماذا ؟ وكيف يمكن تحقيقها بعد ذلك ؟

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Back to top button