الإدمان دمار للأفراد والمجتمعات

إعلان الرئيسية


 

الإدمان - فى حد ذاته- مرض عضال أيا كان الشىء الذى يدمنه الشخص، فحينما تجد الشخص شديد الولع والتعلق "بشىء ما" ، أياً كان هذا الشىء ، ويصل إلى درجة الإلحاح فى طلبه، بل ويعلن استعداده للتخلى عن كل الأشياء فى سبيل هذا الشىء، فأنت أمام إنسان مدمن (لشىء ما)،وقد فقد توازنه.
الإفراط و التفريط ,وهو بين

أ - إفراط المدمن: يستكثر المدمن تعاطى "شيئ ما" حتى يصبح عبداً ذليلاً لهذا الشىء ، ويفقد الشخص توازنه من أثر إفراطه

(كثرة الشىء وتكراره).

ب- تفريط المدمن: كلما ازداد المدمن إنفاقاً للمال والوقت والصحة على شىء ما كلما قـلل - دون شعور- من نفقات الضرورات كالطعام والدواء والكساء ، وكذلك نفقات السياحة والترفيه والادخار ، بل إنه ينزوى بعيداً عن الناس والمشاركة الاجتماعية ، وهذا الإقلال من الأشياء الهامة أو إهماله لها هو التفريط بعينه.

تعريف التعاطى :

هو السعى الخفى والمتعدى ، كالمتـلصص يتوارى بسعيه أو يخفى سبب سعيه ؛ نظراً لحقارة السبب وعيبته ، فضلاً عن عدم إقرار المجتمع له.
ويكون هذا السعى - التعاطى - بحثاً عن شىء ممنوع عقلاً ،
أو ضار عرفاً ، أو محرم شرعاً ، هذا ما تعبر عنه اللغة العربية بفعل (تعاطى ، يتعاطى).

ما هى المخدرات ؟

كل مادة تؤثر فى الجهاز العصبى تأثيراً مهبطاً (منوماً) يجعل الإنسان مسترخياً غير واع، أو تؤثر تأثيراً يؤدى إلى التعدى، أو الهلوسة والتواء الحواس.

ما هى الخمــــر ؟

التعريف اللغوى :

كلمة " خمر" ومشتقاتها فى اللغة تعنى " الستر" والإخفاء والحجب، كما تعنى المنع ... ولعلك تعرف أن الغطاء الذى يستعمله بعض السيدات يسمى "خمار" ... فكلمة "خمر" هى اسم جنس لكل ما يستر العقل ويمنعه من أداء وظائفه.
التعريف الشرعى : الخمر هو كل شىء يخرج العقل عن طبيعته فيجعله غير قادر على سلامة الإدراك، وضبط التفكير، ونستدل لهذا التعريف بما ورد فى القرآن الكريم تعبيراً عن " حالة السكر" بغير " خمر".

آيات تحريم الخمر :

قال تعالى : { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ } البقرة : 219) قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى } النساء ( 43 ) قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ } ( المائدة : 91)

بعض الأحاديث الواردة في تحريم الخمر :

كل مسكر حرام : عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه [ص:162] إلى اليمن، فسأله عن أشربة تصنع بها، فقال: «وما هي؟» قال: البتع والمزر، فقلت لأبي بردة: ما البتع؟ قال: نبيذ العسل، والمزر نبيذ الشعير، فقال: «كل مسكر حرام» البخاري .

شارب الخمر إن لم يتب يشرب من طينة الخبال يوم القيامة : عن أبي الزبير، عن جابر، أن رجلا قدم من جيشان، وجيشان من اليمن، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن شراب يشربونه بأرضهم من الذرة، يقال له: المزر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أو مسكر هو؟» قال: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل مسكر حرام، إن على الله عز وجل عهدا لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال» قالوا: يا رسول الله، وما طينة الخبال؟ قال: «عرق أهل النار» أو «عصارة أهل النار» مسلم .

الحرمان من الجنة : عن مجاهد، يرويه قال: «لا يدخل الجنة عاق، ولا منان، ولا مدمن خمر، ولا من أتى ذات محرم، ولا مرتد أعرابيا بعد هجرة»

عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ يَقْبَلِ اللهُ لَهُ صَلَاةً أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ، فَإِنْ عَادَ كَانَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَمَا أَدْرِي أَفِي الثَّالِثَةِ أَمْ فِي الرَّابِعَةِ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنْ عَادَ كَانَ حَتْمًا عَلَى اللهِ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ؟ قَالَ: "عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ " مسند أحمد .

دليل على ضعف الإيمان : عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة، يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن» صحيح البخاري .

عن أم سلمة، قالت: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر» سنن أبي داود . عن أبي هريرة رضي الله عنه، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من زنى وشرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه» المستدرك على الصحيحين للحاكم .

شارب الخمر ملعون : عن ابن عمر، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لعن الله الخمر، وشاربها، وساقيها، وبائعها، ومبتاعها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه»

(لعن الله الخمر) أي ذاتها لأنها أم الخبائث مبالغة في التنفر عنها ويحتمل أن يكون المراد أكل ثمنها (ومبتاعها) أي مشتريها (وعاصرها) وهو من
يعصرها بنفسه لنفسه أو لغيره (ومعتصرها) أي من يطلب عصرها لنفسه أو
لغيره (والمحمولة إليه) أي من يطلب أن يحملها أحد إليه (عون المعبود شرح سنن أبي داود )
الخمر والمسكرات بأنواعها تتنافى مع مقاصد الشريعة الإسلامية :
اتفق فقهاء السلف والخلف على أن الشريعة الإسلامية لم تقف عند حد تقرير الأحكام قاطعة الدلالة ، بل أكدوا أن للشريعة مقاصد عامة يجب التزامها وفرض حمايتها ؛ لأنها الأصل والأساس فى كرامة الإنسان وإعمار الكون.

وأشهر هذه المقاصد وأهمها : ( الحفاظ على الدين , النفس , العرض أو النسل , العقل , المال
وكل مقصد من هذه المقاصد مؤيد ومحاط بالكثير من آيات القرآن الكريم، وصحيح الحديث النبوى لبيان ضرورة المحافظة على هذه (المقاصد) (الضرورات) (الكليات) (المقومات) ، وأن تكون المحافظة مزدوجة العناية من طرفين :

أولهما: الحفاظ على المقصد وتنميته ودعمه وتمكينه من أداء وظائفه بجودة فائقة.

ثانيهما: منع العدوان على المقصد أو إتلافه أو تعطيله أو تبديده أو هلاكه.
ونشر فقه مقاصد الشريعة وبيانها بمثابة حقل واسع مترامى الأطراف يستثمره الدعاة فى بث أصول الدين من ناحية ، ومقاومة أوبئة ومنكرات كثيرة مثل الإدمان .. التعاطى .. المخدرات من ناحية أخرى.

الوضع الراهن للمشكلة:
هناك مجموعة من الإحصاءات الهامة الخاصة بحجم انتشار التدخين والمخدرات فى مصر، حسب آخر التقارير الصادرة من صندوق مكافحة وعلاج الإدمان ووزارة الصحة والإدارة العامة لمكافحة المخدرات:-

بالنسبة للتدخين :
1- انخفاض سن التدخين إلى 9 سنوات وهو يعد بداية لتعاطى المخدرات.

2- نسبة المدخنين فى مصر وصلت إلى 25% من إجمالى عدد السكان ، والجدير بالذكر أن التبغ على مستوى العالم يقتل نصف عدد مدخنيه ، وأن مليار شخص فى العالم سيموتون بسبب التدخين خلال القرن الحالى.

3- التدخين يستنزف 6% من دخل الأسرة المصرية.

4- هناك علاقة وثيقة بين التدخين وتعاطى وإدمان المخدرات حيث أن 99% من المدمنين يدخنون السجائر أو الشيشة من بينهم أكثر من 18.8% يدخنون أكثر من 40 سيجارة يومياً.

بالنسبة للإدمان:

1- انخفاض سن التعاطى للمواد المخدرة إلى سن 11 عام كبداية لإدمان المخدرات.

2- غياب الدور الحقيقى للوالدين حيث أن 58% من المدمنين يعيشون مع الوالدين بما يعنى تراجع دور الأسرة فى الوقاية والاكتشاف المبكر.

3- 40% من المدمنين طالبى العلاج لديهم أفراد مدمنين داخل أسرهم.

4- من أهم الأسباب الرئيسية للدخول فى مشكلة تعاطى المخدرات ضغط أصدقاء السوء ومجاراتهم فى جميع سلوكياتهم السلبية وحب الاستطلاع والرغبة فى التجريب وأوقات الفراغ والمشاكل الأسرية.

5- يعتبر الترامادول من أكثر وأخطر أنواع المخدرات وينتشر بين المدمنين بنسبة 30%.

6- نسبة متعاطى المخدرات فى محافظة القاهرة وصلت إلى 7% وهى نسبة تزيد عن المتوسط العالمى المتعارف عليه والذى يصل إلى 5%. المحددات السلوكية التى تساعد على اكتشاف التعاطى بين أفرادها ، ومن أهمها:-
- عدم الانتظام فى الأمور الحياتية.
- عدم الانتباه وضعف التركيز.
- فقدان الشهية للطعام واضطراب النوم.
- انخفاض مستوى التحصيل الدراسى.
- عدم الانتظام فى العمل.
- تغير الأصدقاء والأنشطة واختلاف السلوك.
- محاولة الانعزال.
- تدهور الاهتمام بالمظهر العام.
- التغيب خارج المنزل.
- المراوغة والكذب.
- المطالبة المستمرة للنقود.

عوامل الخطورة التى تساهم فى الدفع بالأبناء إلى دائرة التعاطى والإدمان، ومنها:

- غياب التواصل بين أفراد الأسرة.
- إساءة معاملة الأبناء سواء بالشدة أو التدليل.
- العنف الأسرى.
- التفكك الأسرى والخلافات الزوجية.
- وجود تاريخ سابق للتعاطى فى الأسرة.
عوامل الحماية والوقاية الأولية:
- الحرص الدائم على التواصل مع الأبناء والتعرف على مشكلاتهم وعالمهم الخاص.
- مساعدة الأبناء على اكتساب المهارات.
- تشجيع الأبناء على مزاولة الرياضة وتعلم الهوايات.
- مشاركة الأبناء فى الأنشطة الأسرية مثل (زيارات الأهل - رحلات أسرية - الذهاب لأماكن العبادة).
- التحدث مع الأبناء عن المخاطر الناجمة عن التدخين وتعاطى المخدرات.
- المتابعة المستمرة للمستوى الدراسى للأبناء.
الاكتشاف المبكر لحالات التعاطى بين الأبناء-

الأسباب المزعومة للإقبال على المخدرات :

نستطيع أن نرصد عشرة أسباب يتقولها مروجو المخدرات ؛ تحبيباً فيها ، ودعاية لها ، واستدراجاً للناس . ومن هذه الادعاءات :
1- المخدرات تساعد على النسيان ، والهروب بعيداً عن الواقع.
2- المخدرات تعطى الشعور بالقوة والاعتداد بالنفس وتحدى القانون.
3- المخدرات لها آثار إيجابية على ممارسة الجنس.
4- المخدرات لها آثار داعمة للإبداع والفنون والآداب.
5- المخدرات لها قوة مساعدة على التركيز والاستذكار.
6- المخدرات تشعر بالاسترخاء للتغلب على مشاق العمل.
7- المخدرات أداة لمجاملة الأصدقاء وذوى القربى المتعاطين.
8- المخدرات ضرورية لمفهوم الرجولة المتكاملة.
9- الزعم بقدرة المتعاطى على الإقلاع والامتناع فى أى وقت.
10- الأكذوبة الكبرى بأن المخدرات غير محرمة !!!!
ردود سريعة على المزاعم السابقة لمافيا المخدرات :
1- المخدرات لا تنسى الهموم .. إنما تؤجلها وتزيدها تعقيداً.
2- المخدرات لا تعطى- كما نشاهد - شعوراً بالقوة ، بل بالخوف والانسحاب أو العدوان.
3- لا علاقة للمخدرات بتنشيط الجنس، بل العلم والواقع المشاهد يثبت العكس.
4- الإبداع والآداب والفنون بحاجة إلى عقل نشيط مدرك غير هامد.
5- كم من الطلاب المتعاطين أثبت جدارة أو قارب التفوق ؟
6- المخدرات لا تخفف مشاق العمل ، بل تكتم الإحساس بها مما يفاقمها.
7- هل يجوز مجاملة الناس حتى فى انحرافهم وإضرارهم لأنفسهم ؟ !!
8- مفهوم الرجولة إنجاز وثبات وفهم وإدراك ، وليس خموداً ورقاداً.
9- هل فعلا يستطيع المدمن الامتناع بسهولة كما يقولون ؟ !!
10- غاية التزييف أن يتحول مروج المخدرات ومتعاطيها إلى مفتى يحلل الشرور ، ويزين الهلاك !!!

كيف تعامل النبي مع شارب الخمر :

عن أبي هريرة رضي الله عنه أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قد شرب، قال: «اضربوه» قال أبو هريرة: فمنا الضارب بيده، والضارب بنعله، والضارب بثوبه، فلما انصرف، قال بعض القوم: أخزاك الله، قال: «لا تقولوا هكذا، لا تعينوا عليه الشيطان» صحيح البخاري .




التصنيفات:
تعديل المشاركة
Back to top button