محتويات المقال
مع بدء العام الدراسي والخوض في
المناهج، يواجه أولياء الأمور أعباء كثيرة بجانب متابعتهم لأبنائهم دراسياً، ومنها
التكليفات التي يطلبها المعلمون من الأبناء سواء كانت أبحاثاً أو أوراق عمل
وأنشطة، وللأسف معظم الطلاب بعد أن تمكنوا من استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة،
وأصبحوا يتصفحون الانترنت ويضعون العنوان المطلوب ثم يقومون بطبع الموضوع، وتقديم
البحث، ومعظمهم لا يكلف نفسه قراءة محتواه، وكذلك الحال مع المعلمين او الاساتدة الذين لا
يجدون الوقت لقراءته، فيكون مصيره سلة المهملات بعد منح المتعلم نقطة جيدة، وإذا كان هذا هو ما يحدث بالفعل، فما
أهمية هذه الأبحاث؟
إذا كانت وزارة التربية والتعليم ترى
أن هذه الأبحاث على قدر من الأهمية، وأنها تصقل من قدرات الطالب العقلية، فمن أين
لها أن تتأكد من أنه قام بنفسه بعمل البحث المطلوب، ولم يستعن بوالدته، أو قام بنسخه
من دكاكين الاعلاميات ، التي تخصصت في
توفير الخدمات للطلاب .
لماذا لا يكون هناك تغيير في نمط هذه
الأبحاث، فيؤديها الطلاب في المدرسة أمام أعين المدرسين، وبإشرافهم وتوجيهاتهم،
حتى تكون الوزارة قد حققت الهدف المرجو منها، مع تجهيز
قاعات مخصصة بأجهزة الحاسوب والطباعة،
ولماذا لا تخصص حصصا لعرض هذه الأبحاث، ليعرف كل طالب ما قام به زميله الآخر،
فيحدث تبادل للمعلومات، وتنافس بين الطلاب، وبذلك نضمن أن يقوم كل طالب بتأدية
البحث المطلوب منه بنفسه، وحول أبحاث هؤلاء الطلاب والهدف منها ورؤية كل من أولياء
الأمور والمعلمين لها، أجرينا هذا التحقيق .
ترى سيدة ربة منزل وأم لأربعة أبناء
في المراحل الدراسية المختلفة أن الأبحاث والتقارير التي يطلبها المعلمون من
الطلاب ليس لها أهمية على الإطلاق، تقول: من الأفضل أن تكون الأبحاث في مقدرة
الطالب، فالمعلمون لم يشرحوا للأبناء كيفية عمل بحث، ويطالبونهم بكتابة بحث يحتوي
على مقدمة وخاتمة وموضوع وغلاف، وفي البداية كنت أحرص على أن يقدم أبنائي البحث
منظماً ومرتباً وخالياً من الأخطاء اللغوية والإملائية، ولكنني بعدما اكتشفت أن
المعلمة تأخذ البحث ولا تنظر فيه، أصبحت لا أدقق معهم في كيفية تسليمهم للبحث .
وتضيف: أبنائي الكبار في مراحل
تعليمية مختلفة لا أساعدهم على عمل الأبحاث، بينما ابني الصغير في القسم السادس
أساعده بشكل كبير، فمن الصعب أن أتركه يعتمد على نفسه في هذه السن المبكرة .
وتستطرد: أعجبت كثيراً بمعلمة اللغة
العربية عندما طلبت من ابني إنجاز نشاط في المدرسة، فهذا يدفع إلى تنافس الطلاب مع
بعضهم البعض، ومحاولتهم الإبداع والابتكار في ما يقدمونه، أما أن يجلس كل منهم في
بيته وينفذ البحث المطلوب دون أن يتم مناقشته بعد ذلك فهذا عبث ومضيعة للوقت .
بينما اخرى ربة منزل وأم لطفلين في
الصفينالسادس والثامن تقول: الأبحاث لا تتم إلا بمساعدة الأم أو الأب،
وهو ما يربك أحياناً المنزل، فالأم بعد انتهائها من المراجعة مع الأبناء يكون
عليها عبء آخر وهو مشاركتهم في تنفيذ الأنشطة والأبحاث المطلوبة منهم، لذلك أرى
أنه من الأفضل أن يتم عمل الأبحاث في المدرسة،فتجهيز المدارس بقاعات مجهزةبالحاسوب وآلات الطباعة، لن يضيرالدولة
شيئاً وبدلك تتم البحوث في
المدرسة .
وتضيف: والأبناء يواجهون صعوبة أكثر في معرفة
ما تريده المعلمة بالضبط في البحث، فإحدىالمدرسات
طلبت بحثاً من ابني بحثا عن
مصر الفرعونية، وبعدما قام ابني بكتابة البحث وذكر عدداً من الآثار الموجودة في
مصر، رفضت المعلمة البحث وطلبت منه التركيز على أحد المعالم الفرعونية فقط
والكتابة عنه، ويستغرق ذلك وقتاً وجهداً منه كان من المفترض أن يخصصه للمراجعة.
وتستطرد: لا خلاف في أهمية هذه الأنشطة، لكن
المشكلة هي لماذا يتم إقحام الأهل فيها خاصة إذا كانت تتطلب رسومات وتلوين ووضع
مجسمات بالنسبة لتلاميد الابتدائي ، فهذا كله عبء إضافي على ولي الأمر، بدءاً من
بحثه عن الأدوات اللازمة لتنفيذ المشروع أو البحث في المكتبات حتى إعداده وتجهيزه
وتسليمه للمعلمة او المعلم ان كان باستطاعة الاسرة توفير دلك ، في الوقت الدي يجب وضع خطط
جديدة للارتقاء بمستوى االمتعلم العلمي
التأكد من أنها تتوافق مع عمره وأنه سيستطيع تنفيذها بنفسه .
ويقوا رضى : المشكلة تكمن في عدم إيجاد المعلمين الوقت
الكافي لقراءة الأبحاث التي يطلبونها من الطلاب، في زمن التكنولوجيا الذي نعيشه،
يستطيع الطلاب استخدام الحاسوب بقدرة فائقة، ولكن عملهم يتركز على قراءة عنوان
الموضوع وعمل نسخ للمادة المطلوبة ومن ثم طباعتها، وربما لا يكلفون أنفسهم مشقة
قراءة المادة التي يضعونها في الملف، ويقدمونها للمعلم، فإذا أراد المعلمون تقديم
خدمة جليلة للطالب عليهم أن يطلبوا منه الاستعانة بمرجع للحصول على المعلومة، كما
هو الحال في الأبحاث التي يقدمها أساتذة الجامعات من الطلاب، وبالتالي تتحقق الاستفادة
المطلوبة .
وعلى الرغم من أن رضى يرى أن
الأبحاث تساعد الطلاب إلى التعرف على بعض الشخصيات الأدبية المهمة، وتجعلهم
يستخدمون الانترنت في أشياء مفيدة . إلا انه تأسف أيضاً لعدم قراءة المعلمين للأبحاث .
ويقوليطلب مدرس اللغة العربية من تلاميده أن يقدموا بحثا عن شخصية أدبية ، وينجز التلاميدالأبناء البحث في حدود صفحة أو صفحتين من خلال بحثهما في
الشبكة العنكبوتية، لكن الأمر المؤسف حقاً أانه لا يقرا ما قدمه الطلاب لأن وقته لا يسمح بذلك .
وحول مدى أهمية هذه الأبحاث يقول احد
المدرسين من المفروض أن الكتب هي مفاتيح العلوم، ودور
البحث هو صقل المعلومات لدى الطالب، وزيادة معرفته من العلوم المختلفة، ولكن
الواقع أن الطالب لا يقوم بعمل البحث بنفسه، وأن الأهل هم الذين يقومون بعمله، أو
يقوم الطالب بشرائه من المكتبات، أو البحث عن عنوان المادة المطلوبة في الانترنت،
وعمل طبع لها دون قراءتها، ويقوم المدرس بتحديد نوعية البحث، طبقاً للموضوعات التي تتم
دراستها، ويكون أمام التلميد اختيار الموضوع الذي يريده، كأن يقوم بعمل بحث عن
حياة أحد الشعراء، أو البحث في ظاهرة اجتماعية .
وعن تخصيص حصة لمناقشة هذه الأبحاث مع
التلاميد يقول : للأسف الحصص أقل من المنهج المطلوب، ولا يوجد وقت لمناقشة الأبحاث
مع التلاميد أو معرفة محتواها، لكن في النهاية يتم منح الطالب الذي قام بعمل بحث نقطا،
وخصم أخرى من الذي لم يقم بعمله، فالمدرس مثقل طوال اليوم بالحصص إضافة إلى التكليفات
الأخرى مثل التصحيح ، والإشراف، ،
والتحضير وغيرها من الأمور الملقاة على عاتقه .
وترفض سين استادة لعة لغة عربية تكليف التلاميد بعمل بحث وتقول: لا أطلب منهم
عمل ذلك لأنهم مازالوا يتعلمون كيفية كتابة فقرة أو فقرتين، وأحياناً أطلب منهم
فقط عمل مقدمة وخاتمة لموضوع معين، لكن البحث مازال أكبر من عمرهم، وأطلب منهم جمع
معلومات عن شخصية معينة أو معلم من معالم المغرب ، وأرشدهم إلى أنه يمكنهم
الاستعانة به من خلال الإنترنت، ولكني لا أطلب منهم كتابته بأنفسهم لصعوبة تحقيق
ذلك، ومن الممكن أن أعطيهم أيضاً مجموعة من الصورا وأطلب
منهم كتابة تعليق عنها، ويتم مناقشة ما فعلوه من نشاط القسم، وربما يقوم أحد التلاميد
بشرح ما عمله، وإذا تبين أنه لم يقم بإنجازه بنفسه أطلب منه أن يقوم بعمله مرة
أخرى بأسلوبه الخاص ولا يجعل أحد يساعده .
وبالنسبة للنقط التي تمنح للتلاميد على هذه الأنشطة تضيف: يتم إعطاء النقط على ما
نفذوه من نشاط، ولكني لا أمنح أي طالب لم يقم بتنفيذ النشاط درجة الصفر، فربما لم
تساعده الظروف على تنفيذ المطلوب منه تبعا لظروفه الاجتماعية، وأعتمد عند تقديري للنقط
أن يتم عمل النشاط ا أمامي في القسم، فأحضر لهم ما يمكنهم من الانجا
ز ، وأطلب منهم مثلاً أن يقوموا بانجاز تقرير حول ظاهلاة اجتماعية، وأرى مدى
تفاعلهم مع بعضهم ونجاحهم في تنفيذ ما طلب منهم . وأرصد الدرجات النهائية على هذا
النشاط .
محمد مدرس
العلوم يقول: يتصادف أن يأتي أحد الطلاب الموجودين في الثانوية
ويطلب مني مساعدته على عمل بحث، وعلى
الرغم من شكوى الطلاب من عدم قراءة الاساتدة للأبحاث التي يطلبونها منهم، فإنني
أقوم بمساعدتهم بالتوجيه والإرشاد وكيفية الدخول على الانترنت للبحث عن المعلومات،
خاصة أننا نقوم بتعليم الطلاب كيفية عمل الأبحاث أو
توفير معلومات حول إحدى القضايا البيئية مثل الاحتباس الحراري ، فأصبح لدى الطلاب
خلفية كبيرة ساعدتهم على تنفيذ عمليات البحث بشكل علمي ومدروس .
وعلى العكس من ذلك ترى مدرسة اللغة
العربية م ع م عربية بالثانوي
أنه بدءاً من السنة التاسعة اعدادي لا يتم تعليم الطلاب كيفية كتابة البحث، رغم
انالمقررات تتضمن دروسا حول كيفية اعداد التقرير، وغيرها من مهارات دروس الانشاء
والتعبير المقررة في السلك الاعدادي ، في
الوقت الدي يطلب منه انجاز بحوث يكون
مصيرها الاهمال او سلة المهملات مما يفقد
البحث جدواه .
وتضيف:ان ما ينبغي القيام به عند
تكليف التلميد او الطالب بالبحث هو عودة
الطالب للكتاب، حيث يجب ان نشترط عليه عند
عمل بحث أن يقدم مرجعين على الأقل، وهنا نتأكد من أنه قام بتنفيذ البحث بنفسه،
وهناك بحوث كثيرة قمت بإرجاعها للتلاميد لعدم صحتها وتنفيذ مراحلها بصورة خطأ، حيث يقوم
الطالب بوضع المحاور بشكل خطأ، والصعوبة التي تواجهه ليست في إعداد البحث من خلال
الشبكة العنكبوتية فهذا الجيل يمتلك التقنيات التكنولوجية، ولكنه للأسف لا يمتلك
مهارة الرجوع للكتاب للقراءة والحصول على المعلومة .
احد المهتمين بالمجال التربوي يقول : من خلال الاطلاع على عينة و نماذج لهذه الأبحاث ، يلاحظ
ان جلها لا يتعلق بالمنهج لدلك على المعلم او الاستاد أن يعيد النظر فيه، لأنه من المفروض أن تخدم
الأبحاث العملية التعليمية، ويجب ألا يطلب معلم مناو استاد من تلميد اوطالب عمل بحث عن أحمد شوقي مثلاً وهو لم يأخذ أي
قصيدة له، كما يجب على المدرس الاطلاع على الأبحاث المقدمة من الطلاب ويناقشهم في
محتواها .
ويضيف: المؤسف هو أن نجد بعض رجال
التربية يقومون بوضع علامة على الأبحاث
بمعنى أنهم قرأوها، وما يحدث بالفعل أنهم لم يطلعوا عليها ولم يعرفوا محتواها، علما
أن بعضاً منها تم شراؤه من المكتبات ولم
يقم الطالب بتنفيذها بنفسه، لانه يعلم
جيداً أن المدرس لا يقرأ البحث فيقوم بشرائه وتقديمه حتى يحصل على النقطة المطلوبة ويضيف ان احد الطلاب اكتفى بوضع عنوان
البحث وفق ما طلب منه بينما على غلاف البحث بينما المحتوي يتحدث عن اشياء لا علاقة
لها بموضوع البحث وحصل على نقطة جيدة .
ويستطرد: االمدرس يواجه أعباء كثيرة خاصة في ما
يتعلق بتطبيقه لعملية التقويم المستمر، فضلا عنة كثر ة الأعباء الملقاة عليه، وهدا تا يعفيه من قراءة
البحوث و مناقشتها كما اشار الى ضرورة إعادة النظر في دتقييم هذه البحوث .
وترى احد المرشدين التربويين أن الهدف من تكليف الطالب بعمل الأبحاث هو تربوي
بحيث يخدم البحث المادة ا التي يدرسها
ويكون في مستوى تحصيله، ويزيد من سعة أفقه واطلاعه، ولا ضرر من استعانة الطالب
خلال عمله للبحث بالشبكة العنكبوتية باعتبارها إحدى الوسائل التكنولوجية الحديثة
في الحصول على المعلومات، ومادام يتم توجيهه للمواقع التي
تخدم البحث . إضافة إلى المراجع الأخرى .
لست ربوت