التشبيه

إعلان الرئيسية

التشبيه
تعريفه :
هو عقد مماثلة بين شيئين لاشتراكهما في صفة أو أكثر .

أركان التشبيه :
يقومُ الشبيه على أَربعَةِ  أركان:
الأوّل – المشبّه
و هو الشيء المراد تشبيهه بشيء آخر .

الثاني – المشبّه به
 و هو الذي تكون فيه الصفة أقوى و أوضح .
و يقول العلمـاء: إنَّ الركنَ الأوّلَ و الثاني يُسمّيان طرفي التشبيه :
أحمد كالبحر سماحة.

المشبه
المشبه به
أَحمد
البحر

الجهل كالموت فناءً.

المشبه
المشبه به
الجهل
الموت

العطرُ كالخلقِ الكريم.

المشبه
المشبه به
العطر
الخلق الكريم

الثالث ـ أداة الشبيه

و تكون ملفوظة أو مقدّرة، و هو التي تربط المشبّه بالمشبه به، و تأتي في الكلام على ثلاثة أنواع.
1-  حرف :
و ليس للتشبيه إلاّ حرفان :
الكاف: و هي الأصل لبساطتها، و لا يليها إلاّ المشبّه به.   ( أنت كالليث في الشجاعة و الإقدام ).
كأَنَّ: حرف تشبيه ، وهذا الحرف بأتي قبل المشبه، أَيْ: لا يليه إلاّ المشبه.
       ( كأنّ حديثك شعرٌ في رقّته).
2-  اسمًا:
هي: نحو ـ مثْل ـ شِبْه ـ شبِيه ـ مثيل ـ مماثل ـ مشابه ـ مضاهي ـ محاكي ـ مضارع. 
و لا يلي هذه الأمثال إلاَّ المشبّهُ به.   ( العلمُ مماثلُ للنورِ في الضِياء ).
3- فعلا :
هي : يشبه ـ يشابه ـ يماثل ـ يضارع ـ يحاكي ـ يضاهي

الرابع ـ وجه الشبه
و هو المعنى أو الصفة التي يشترك فيها طرفا التشبيه، و هذا الاشتراك إمَّا أن يكون تحقيقًا، أو أنّه يأتي على سبيل التأويل و التخييل.
و لكن ما المراد بكلمة التحقيق؟ 
المراد بكلمة التحقيق: أنْ يتقرّر وجودُ المعنى المشترك في طرفي الشبيه على وجه الحقيقة.
شَعْرُك كالليل في السواد.
وجه الشبه( السواد) و هو الصفة التي توجد حقيقةً في كل من المشبّه و هو: الشعر، و المشبه به و هو: الليل، و لكنَّ نسبةَ هذه الصفة تختلفُ فيما بينهما شدةً و ضعفًا.
و أما المقصود بتعبير على سبيل التأويل و التخييل:
 أَن الصفة التي تجمع بين طرفي التشبيه لا يمكن وجودُها في المشبّه به إلاَّ على سبيل التأويل  و التخيُّل.
قطعْتُ أرضًا كأخلاقِ الكرام سعةً.
وجه الشبه( سعة) و هي الصفة التي توجد في المشبه و هو: الأرض، و لكنها لا توجد في المشبه به و هو الأخلاق الكريمة إلاَّ على سبيل التأويل والتخيُّل .
و لذلك فإنّ القائل تخيّل أنّ أخلاق الكرام شيءٌ له سعةٌ فشبّه به الأرض.



أقسام التشبيه
ينقسم التشبيه باعتبار الأداة إلي :
1- التشبيه المرسل.
2- التشبيه المؤكد.
ينقسم التشبيه باعتبار وجه الشبه إلي :
1ـ التشبيه المفصّل.
2 ـ الشبيه المجمل.
ينقسم التشبيه باعتبار الأداة و وجه الشبه إلي :  
           1- التشبيه البليغ.   
التشبيه المرسل
تعريفه:
          هو الذي تكون فيه أداة التشبيه مذكورةً.    
( ذاكرة الإنسان كالبحرِ اتساعًا ).

المشبه
أداة التشبيه
المشبه به
وجه الشبه
ذاكرة الإنسان
ك
البحر
الاتساع

قول الخنساء:  
و إنَّ صخــرًا لتــأتم الهـــداةُ بـــه  #   كأنّـــه علـــمٌ فـــي رأســــه نــــارُ

المشبه
أداة التشبيه
المشبه به
وجه الشبه
الضمير ( الهاء) أي صخر
كأن
علـــمٌ
الاسترشاد والهداية

قال لبيد:  
و ما النـاس إلاَّ كالديــار و أهلُهــا       
 بهــا يــومَ حلُّوهــا و تغــدو بلا قــع

المشبه
أداة التشبيه
المشبه به
وجه الشبه
حال الناس في الدنيا و سرعة زوالهم
ك
إقامة الأهل في ديارهم و سرعة نهوضهم
الفناء و الزوال السريع

 العمـرُ مثـلُ الضّيـف أو كالطيـف ليـس لـه إقامـة

المشبه
أداة التشبيه
المشبه به
وجه الشبه
العمـرُ
مثل
الضّيـف
ليـس لـه إقامـة
العمـرُ
ك
الطيـف
ليـس لـه إقامـة

التشبيه المؤكد
تعريفه :
و هو الذي تحذَف منه أداة التشبيه.
 و إنّما سُمِّيَ مؤكّدًا، لأنَّ حذفَ أداة التشبيه يجعلُ المشبهَ مشبهًا به من غير واسطة، فيكونُ هو إياّه من دون الحاجة إلى إظهار أداة التشبيه.

أنت جبلٌ في الثبات أمام المصاعب.

المشبه
أداة التشبيه
المشبه به
وجه الشبه
أنت
-
جبلٌ
الثبات

النجوم مصابيح مُضيئة.

القارئ بحرٌ زاخرٌ بالمعرفة.

و قال البحتري:
هـو البحـر السـماح و الجود فازدَدْ    
منـه قربـًا تزدَدْ مــن الفقر بعدًا

إذا سُئِلْتَ: بيّنْ نوع التشبيه في هذا المثال باعتبار الأداة!
تذكر : إذا رأيْتَ أداة التشبيه مذكورةً، فإنّك تجيب و على الفور بقولك: مرسلٌ.
         إذا كانت أداة التشبيه محذوفة، فإنك تقول: مؤكد، مهما كان نوع التشبيه لأنّك إنَّما تُسْأل عن تبيان نوع التشبيه باعتبار الأداة.



التشبيه المفصل
تعريفه :
 و هو الذي يُذكَر فيه وجه الِشبه.
طبع رؤوف كالنسيم رقّة.
يدك كالبحر جودًا
كلامك كالدّر حسنًا .
ألفاظ عفاف كالعسل حلاوة.

المشبه
أداة التشبيه
المشبه به
وجه الشبه
طبع رؤوف
ك
النسيم
الرقّة
يدك
ك
البحر
جودًا
كلامك
ك
الدّر
حسنًا
ألفاظ عفاف
ك
العسل
حلاوة

أنـت بـدرٌ حسـنًا و شـمسٌ علـوًّا و حسـام حزمـًا وبحـر نــوالا

المشبه
أداة التشبيه
المشبه به
وجه الشبه
أنــت
-
بـدرٌ
حســــنًا
أنــت
-
شـــمسٌ
علــــوًّا
أنــت
-
حســــام
حزمــــًا
أنــت
-
بحــــر
نـــــوالا



التشبيه المجمل

تعريفه :    و هو ما كان وجه الشبه فيه محذوفًا.
النحو في الكلام كالملح في الطعام.

المشبه
أداة التشبيه
المشبه به
وجه الشبه
نحو في الكلام
ك
الملح في الطعام
-
يقول العلماء: إن وجه الشبه في التشبيه المجمل يأتي في الكلام على معنيين:
ظاهر:
            أي واضحاً مفهوما لدى العامة من الناس.      
(  خالدٌ كالأسد  ).    وجه الشبه معروف ظاهر و مفهوم؛ وهو: الشجاعة.
قال الشاعر:
 وكأنَّ إيماضَ السيوف بوارق   وعجاج خيلهم سحاب مظلم

المشبه
أداة التشبيه
المشبه به
وجه الشبه
إيماض السيوف (اللمعان)
كأنَّ
البوارق جمع بارق  (البرق)
+
وجه الشبه: محذوف  معروف، و هو سرعة الظهور و الاختفاء.
خفي :
لا يفهمه إلا الخاصة من الناس؛ أي: لا يدركه إلا من كان له ذهنٌ يرتفع به عن طبقة العامة.
سُئِلَتْ فاطمة بنت الخرشب عن أفضل أَبنائها!
فأجابتْ: (عمارة، لا بل فلان، لا بل فلان، ثم قالت: ثكلْتُهم إن كنتُ أعلم أيهم أفضل هم كالحلقة المفرغة لا  يُدرَى أين طرفاها).

المشبه
أداة التشبيه
المشبه به
وجه الشبه
الأولاد أو الضمير هم
ك
الحلقة المفرعة
-
وجه الشبه: محذوف و هو تناسب الأبناء، و تساويهم في  الشرف مثل تناسب الحلقة المفرعة، لأنه يمتنع تعيين طرفيها.


التشبيه البليغ
و هو الذي يُحذفُ منه ركنان ، و هذان الركنان هما: أداة التشبيه، و وجه الشبه.
وسُمِّيَ التشبيه البليغُ، لأن ذكرَ الطرفين فقط يوهم اتّحادهما،  و عدم   تفاضلهما .
 و هذا يعنى: أن المشبه يعلو إلى مستوى المشبّه به.
الكريم بحر    ،  الأرض ياقوتة   ،  الماء بلَّور

المشبه
أداة التشبيه
المشبه به
وجه الشبه
الكريم
-
 بحر
-
الأرض
-
ياقوتة
-
الماء
-
بلَّور
-


أشكال التشبيه البليغ
 يقع التشبيه البليغ في الكلام على أربعة أشكال:
الشكل الأول :  و فيه يأتي التشبيه على شكل مفعول مطلق
هجم الجندي هجومَ الأسد.

( و ترى الجبال تحسبها جامدةً و هي تمرُّ مرَّ السحاب ).

المشبه
أداة التشبيه
المشبه به
وجه الشبه
هجم الجندي
-
هجومَ الأسد ( مفعول مطلق )
-
حال مرور الجبال
-
مرّ السحاب ( مفعول مطلق )
-
و معنى ذلك: أنَّ الجبالَ ستُرَى يوم ينفخ في الصور و هي تسير  في الهواء محمولةً كسير السحاب الذي تدفعه الرياح.

الشكل الثاني ـ و هو الذي يكون فيه المشبه به مضافا إلى المشبه.

لبس وليدُ ثوبَ العافية.

المشبه
أداة التشبيه
المشبه به
وجه الشبه
العافية   (مضاف إليه مجرور)
-
ثوبَ (مضاف )
-
و التقدير: لبس ولدُ العافيةَ كثوبٍ جميلٍ.
و قال الشاعر:   إنَّ بنـيّ ضرجونـي  بــالدم     
مـن يلـق آسـادَ الرجـالِ يُكْلَـم

المشبه
أداة التشبيه
المشبه به
وجه الشبه
الرجال   ( مضاف إليه مجرور)
-
آساد  ( مضاف )
-


الشكل الثالث ـ و هو الذي يكون المشبه به في التشبيه البليغ حالاً.

حملَ القائدُ على أعدائِه أسدًا.

المشبه
أداة التشبيه
المشبه به
وجه الشبه
القائدُ
-
أسدًا  ( حال )
-

الشكل الرابع ـ و يأتي الشبيه البليغ على شكل مبتدأ و خبر.
حديثك شهد.

المشبه
أداة التشبيه
المشبه به
وجه الشبه
حديثك  ( مبتدأ )
-
شهدٌ (  الخبر )
-

شـاع بؤسُ الأطفـالِ و البـؤسُ داءٌ    #   
لـو أُتيـحَ الطبيـبُ غـيرُ عضـال

أنِّ بؤسَ الأطفالِ لا يكونُ داءً عضالاً لو أنه وُجِدَ من يعالجهُ و ذلك بالقضاء على أسبابه.


تقدير الأداة في التشبيه البليغ
إنَّ تقدير الأداة في التشبيه البليغ المكوَّن من المبتدأ و الخبر يأتي على نوعين:
النوع الأول ـ لا يصعبُ فيه تقدير الأداة ،   و ذلك إذا كان المشبه به خبرًا مفردًا غير مضاف.
و معنى ذلك: إذا قلتَ : حديثُكَ شهرٌ.  فإنك تقول عندَ تقدير الأداة : حديثك كالشهر.
النوع الثاني ـ و هو الذي يكون فيه المشبه مبتدأً، و المشبه به خبرًا مكوّنًا من مضاف و مضاف إليه.
و هذا النوع يستعمل في أسلوبين:
إذا كان مضاف إليه معرفةً فإنه يجوز عند تقدير الأداة الإبقاءُ على المضاف إليه  كما هو، أو تقديمه على المضاف.
و معنى ذلك: إذا قُلْتَ: أنتَ حصنُ الضعفاء.
فإنك تستطيع أنْ تقولَ: أنتَ كحصن للضعفاء. أو أنت للضّعفاءِ كحصن.
 ما إذا كان المضاف إليه نكرة   فإنه عند تقديم الأداة لا يجوز فيه إلاَّ وجه واحد، و هذا الوجه هو: أن تقدّم  المضاف إليه على المضاف.
و معنى ذلك: إذا قُلْتَ: أنت بحرُ بلاغةٍ.   فإنك تقول: أنت في البلاغةِ كبحر.


أغراض التشبيه
للتشبيه أغراض كثيرة منها :

1 -  تزيين المشبه

قال أبو الحسن الأنباري في مصلوب :
مددت يديك نحوهم احتفاء   #   كمدهما إليهم بالهبات

يشبه مد ذراعي المصلوب علي الخشبة( الصليب ) والناس حوله بمد ذراعيه بالعطاء للسائلين أيام حياته والهدف من هذا تزيين المشبه ، وأكثر ما يكون في المدح والرثاء والفخر والوصف .

2 تقبيح  المشبه

قال أعرابي في ذم امرأة :
وتفتح  - لا  كانت فمًا  لو رأيته     
توهمته  بابا   من النار يفتح

يتحدث الشاعر عن امرأته في ألم وكراهية ، حتى أنه يدعو عليها بالحرمان من الوجود ( لا  كانت ) ويشبه فمها عندما تفتحه بباب من أبواب جهنم و الهدف من هذا تقبيح المشبه ، وأكثر ما يكون في الهجاء .

3 بيان مقدار حال المشبه:

وذلك عندما يكون المشبه معروف الصفة التي يراد إثباتها له معرفة إجمالية قبل التشبيه ، بحيث يراد من ذلك التشبيه بيان مقدار نصيب المشبه من هذه الصفة في الضعف أو القوة ، وذلك بأن يعمد المتكلم لأن يبين للسامع ما يعنيه من هذا المقدار .

قال الشاعر :
كأن مشيتها في بيت جارتها      مرُّ السحابةِ لا ريثٌ ولا عَجَلُ

قال المتنبي يصف أسدا :
ما قوبلت عيناه إلا ظنتا      تحت الدجى نار الفريق حلولا .

يصف عيني الأسد في الظلام بشدة الاحمرار ، حتى أن الذي يراهما يظنهما نارا لقوم حلول مقيمين ، فأوضح مقدار هذا الاحمرار بالنار .

4 بيان حال المشبه:

وذلك عندما يكون المشبه غير معروف الصفة قبل التشبيه فيفيده التشبيه الوصف.
قال الشاعر :
إذا قامت لحاجتها تثنت          كأن عظامَها من خيزُرانِ
شبه الشاعر عظام الفتاة بالخيزران بيانا لما فيها من اللين

قال الشاعر : 
كأنك شمس والملوك كواكب    إذا طلعت لم يبد منهن كوكب

يشبه ممدوحه بالشمس ويشبه غيره من الملوك بالكواكب لأن سطوته تغض ( تقلل) من سطوة كل ملك كما تخفي الشمس الكواكب ، والهدف بيان حال الممدوح .

5 -  بيان إمكان حال المشبه :

وذلك حين يسند إليه أمر مستغرب لا تزول غرابته إلا بذكر شبيه له معروفٍ واضحٍ مسلّم به ، ليثبت في ذهن السامع ويقرَّر.

قال الشاعر :
ويلاهُ إنْ نظرتْ وإنْ هي أعرضتْ     وقعُ السهامِ ونزعُهنّ أليمُ

شبه الشاعر نظر المرأة بوقع السهام ، وشبه إعراضها بنزعها ، بيانا لإمكان إيلامها بهما جميعا

قال البحتري :      
دان إلي أيدي العفاة وشاسع      عن كل ند في ا لندي وضريب
كالبدر أفرط في العلو وضوؤه      للعصبة السارين جد قريب

يصف الشاعر ممدوحه بأنه قريب للمحتاجين ،  بعيد المنزلة بينه وبين نظرائه في الكرم فرق كبير ، وعندما شعر الشاعر أنه وصف الممدوح بصفتين متضادتين ( القرب والبعد ) أراد أن يوضح أن ذلك ممكنا فقال أن القمر بعيد في السماء ولكن ضوءه قريب جدا للسائرين بالليل ، فاجتماع الصفتين ممكن

6 تقرير حال المشبه :

إذا كان ما أسند إليه المشبه يحتاج إلي التثبيت والإيضاح . ويكثر هذا الغرض في تشبيه الأمور المعنوية بأخرى تدرك بالحس قريبة التصور تزيد معنى المشبه إيضاحا لما في المشبه به من قوة الظهور والتمام  ، مثل :
              التعلم في الصغر كالنقش في الحجر

قال تعالي ( والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط  كفيه إلي الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه )

 تتحدث الآية في شأن من يعبدون الأوثان وأنهم إذا دعوا آلهتهم لا يستجيبون لهم ، ولا يرجع إليهم هذا الدعاء بفائدة ، وأراد الله أن يقرر هذه الحال ويثبتها في الذهن ، فشبه هؤلاء بمن يبسط كفيه إلي الماء ليشرب فلا يصل الماء إلي فمه لأنه يخرج من بين أصابعه ما دامت كفاه مبسوطتين ، ويكون هذا الغرض حينما يكون المشبه أمرا معنويا ، لأن النفس لا تجزم بالمعنويات جزمها بالحسيات ، لذا لا بد من الإقناع .




التصنيفات:
تعديل المشاركة
Back to top button