اختلاف عمل المرأة باختلاف البيئات و الظروف

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية اختلاف عمل المرأة باختلاف البيئات و الظروف

اختلاف عمل المرأة باختلاف البيئات و الظروف

لكي تتم معرفة مدى اختلاف عمل المرأة باختلاف البيئة والظروف لابد من التعرف أولاً على مصطلح البيئة وأقسامها وعناصرها ،ثانياً فهم الظروف المتغيرة من حولها .
أولاً : البيئة لفظة شائعة الاستخدام يرتبط مدلولها بنمط العلاقة بينها وبين مستخدمها فيمكن القول البيئة التعليمية ، والبيئة الصحية، والبيئة الصناعية، والبيئة الاجتماعية، والبيئة السياسية و........ و....... غيرها كثير من بيئات متنوعة ومعنى ذلك مدى علاقة النشاطات البشرية المتعلقة بهذه المجالات في هذه البيئات .
وقد ترجمت كلمة البيئة Ecology)) إلى اللغة العربية بعبارة (علم البيئة) التي وضعها العالم الألماني إرنست هيجل Ernest Haeckel عام 1866م بعد دمج كلمتين يونانيتين هما Oikes ومعناها مسكن، وLogos ومعناها علم والذي عرفها بأنها "العلم الذي يدرس علاقة الكائنات الحية بالوسط الذي تعيش فيه " والذي يهتم فيه أيضاً بالكائنات الحية وتغذيتها، وطرق معيشتها وتواجدها في مجتمعات أو تجمعات سكنية أو شعوب، كما يتضمن أيضاً دراسة العوامل غير الحية مثل خصائص المناخ من حرارة ورطوبة وإشعاعات وغازات وغيرها والخصائص الفيزيائية والكيميائية للأرض والماء والهواء. ولكن اتفق العلماء في الوقت الحاضر على أن مفهوم البيئة يشمل جميع الظروف والعوامل الخارجية التي تعيش فيها الكائنات الحية وتؤثر في العمليات التي تقوم بها. فالبيئة بالنسبة للإنسان " الإطار الذي يعيش فيه والذي يحتوي على التربة و الماء والهواء وما يتضمنه كل عنصر من العناصر الثلاثة من مكونات جمادية وكائنات تنبض بالحياة ، وما يسود هذا الإطار من مظاهر شتى من طقس ومناخ ورياح وأمطار وجاذبية ومغناطيسية ومن علاقات متبادلة بين الإنسان وبين هذه العناصر".
       
وقد قسم بعض الباحثين البيئة إلى قسمين أساسيين هما :-
البيئة الطبيعية :وهي عبارة عن المظاهر التي لا دخل للإنسان في وجودها ولكن هي من قدرة الله جل جلاله ومن مظاهرها اليابس والماء والحياة النباتية والحيوانية ، ومدى تأثيرها بصورة مباشرة أو غير مباشرة في حياة الجماعة الحية Population والتي منها الإنسان.
البيئة المشيدة : وتتكون من البيئة الأساسية المادية والمشيدة بواسطة الإنسان ومن النظم الاجتماعية والمؤسسات التي أقامها ، ومن ثم يمكن النظر إلى البيئة المشيدة من خلال الطريقة التي نظمت بها المجتمعات حياتها، والتي غيرت البيئة الطبيعية لخدمة الحاجات البشرية، وتشمل هذه البيئة استعمالات الأراضي للزراعة والمناطق السكنية والتنقيب فيها عن الثروات الطبيعية وكذلك المناطق الصناعية والمراكز التجارية والمدارس والمعاهد والطرق ....الخ.
إذاً البيئة بشقيها الطبيعي والمشيد هي كل متكامل يشمل إطارها الكرة الأرضية، أو هي كوكب الحياة وما يؤثر فيها من مكونات الكون الأخرى ومحتويات هذا الإطار ليست جامدة بل إنها دائمة التفاعل مؤثرة ومتأثرة والإنسان نفسه واحد من مكونات البيئة يتفاعل مع مكوناتها بما في ذلك من أقرانه من البشر.
        أما بالنسبة لعناصر البيئة فقد قسمت وفق توصيات مؤتمر ستوكهولم إلى ثلاثة عناصر هي:-
البيئة الطبيعية:- هي البيئة الممثلة للموارد التي أتاحها الله  سبحانه وتعالى للإنسان لكي يحصل منها على مقومات حياته من غذاء وكساء ودواء ومأوى . ومن هذه الموارد الماء والهواء والتربة والمعادن ومصادر للطاقة بالإضافة إلى النباتات والحيوانات.
البيئة البيولوجية (الحية):- وتشمل الإنسان "الفرد" وأسرته ومجتمعه، وكذلك الكائنات الحية في المحيط الحيوي وتعد البيئة البيولوجية جزءاً من البيئة الطبيعية.
البيئة الاجتماعية:- ويقصد به ذلك الإطار من العلاقات الذي يحدد ماهية علاقة حياة الإنسان مع غيره ، ذلك الإطار من العلاقات الذي هو الأساس في تنظيم أي جماعة من الجماعات سواء بين أفرادها بعضهم ببعض في بيئة ما أو بين جماعات متباينة أو متشابهة معاً وحضارات في بيئات متباعدة وتؤلف أنماط تلك العلاقات ما يعرف بالنظم الاجتماعية وما استحدثه الإنسان خلال رحلة حياته الطويلة وعبر القرون المتتالية بيئة حضارية لكي تساعده في حياته فعمّر الأرض حتى أنه اخترق الأجواء لغزو الفضاء.
وعناصر البيئة الحضارية للإنسان تتحد في جانبين رئيسيين هما:
 أولاً: الجانب المادي :- كل ما استطاع الإنسان أن يصنعه كالمسكن والملبس ووسائل النقل والأدوات والأجهزة التي يستخدمه في حياته اليومية.
ثانياً: الجانب غير المادي:- يشمل عقائد الإنسان الدينية وعاداته وتقاليده وأفكاره وثقافته وكل ما تنطوي عليه نفس الإنسان من قيم وآداب شرعية وعلوم تلقائية كانت أم مكتسبة. 

        إذاً إذا كانت البيئة هي الإطار الذي تعيش فيه المرأة وتحصل منه على مقومات حياتها من غذاء وكساء وتمارس فيه علاقتها مع أقرانها من بني البشر ، فإن أول ما يجب عليها تحقيقه حفاظاً على هذه الحياة أن تفهم البيئة فهماً صحيحاً بكل عناصرها ومقوماتها وتفاعلاتها المتبادلة ، ثم أن تقوم بعمل جماعي جاد لحماية هذه البيئة وتحسينها وأن تسعى للحصول على رزقها وتمارس علاقتها مع غيرها من البشر دون إتلاف أو إفساد (كل تلك المظاهر الحيوية مشروط بحدود إطار شرعي متبع و بقواعد وقوانين  ذُكرت في الكتاب والسنة).
       
        قال الله تعالى: "ولتـُسْـئلُن عما كنتم تعملون" {النحل آية 93} هذه الآية تثبت أن كل إنسان ذكراً كان أم أنثى سوف يُسأل يوم القيامة عن ماذا قدم من عمل في حياته؟  فالمرأة سوف تُسأل عن ما قدمته من عمل في بيتها وفي تربية أبنائها وفي أي مجال من مجالات حياتها فقيرة كانت أم غنية، ضعيفة كانت أم قوية، حاصلة على شهادات جامعية أم دون هذا المستوى، قال الله تعالى: " من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينّه حيوة ًطيبةً ولنجزينّهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون " {النحل آية 97}. لذلك يجب على المرأة في الوقت الراهن أن تُفعّـل دورها في مجال عملها وفق معايير جديدة لأن الظروف من حولنا تتغير تغيراً شديداً وأن تضع المرأة نفسها على أنها أمة والأمة في خطر، ومطلوب منها العمل على جبهات مختلفة والتفكير بشكل مُركب وإثارة عنصر المسؤولية لديها ومراقبة الله لها وفي كل أعمالها، وهذا لا يتم فقط من خلالها بل يتم بالتعاون مع كل مؤسسات المجتمع وأفراده لأن المرأة جزء مندمج في المجتمع ومشاكلها من مشاكل المجتمع ، والمجتمع بأكمله سواء كان الرجل أو المرأة أو الطفل يعاني اليوم من مشاكل مختلفة منها المشاكل الاجتماعية أو الإنسانية أو الاقتصادية أو السياسية وبهذا فإن معاناة المرأة هي جزء من معاناة مجتمعها.
        أين تقف المرأة اليوم في عملها ؟ هل استوفت حقوقها ؟ وهل توفر لها التعليم والبيئة المناسبة والمؤسسات المختلفة وفقاً لظروفها؟ ومن المسؤول عن إعطاء المرأة الحق في ممارسة دورها؟ وهل استطاعت المرأة تكييف ظروفها حسب طبيعة تكوينها البيولوجي وحسب بيئة عملها ؟
        هكذا نجد أن المسألة ليست أن تعمل المرأة أو لا تعمل لأنه طرح مادي سخيف ـ فالعمل يجب أن يوفره المجتمع لكل أفراده القادرين عليه والمحتاجين إليه رجالاً كانوا أم نساءً ولكن أن يعمل كل فرد في المجال الذي يناسبه . وألا يضطر تحت العسف إلى أن يعمل ما لا يناسبه فالمرأة أنثى لا غير .. وأنثى تعني أنها ذات طبيعة بيولوجية مختلفة عن الرجل لكونه ذكراً .. والطبيعة البيولوجية للأنثى مختلف عن الذكر جعلت للمرأة صفات غير صفات الرجل في الشكل والجوهر فشكل المرأة مختلف عن شكل الرجل لأنها أنثى ، والذكر في المملكة الحيوانية والنباتية خلق طبيعياً قوياً وخشناً بينما الأنثى خُـلقت طبيعياً جميلة ورقيقة، وهذه حقائق طبيعية وأزلية خُلقت بها هذه الكائنات الحية المسماة بالإنسان أو الحيوان أو النبات. وترتيباً على هذه الخلقة المختلفة ، وترتيباً على نواميس الطبيعة مارس الذكر دور القوي الخشن دون إجبار بل لأنه خُـلق هكذا ، ومارست الأنثى دور الرقيق الجميل دون اختيار بل لأنها خُـلقت هكذا.

ما هي البيئات الخاصة بعمل المرأة المتفقة مع متغيرات ظروفها؟
        لا شك أن للمرأة خصوصيتها  التي تميزها عن الرجل ، هذه الخصوصية قد تتدخل عملياً لتحكم توجهات المرأة وأولوياتها في انتخاب العمل المناسب، من هنا يمكن طرح هذا السؤال : ما هي الأعمال التي تنسجم أكثر مع خصوصيات المرأة ؟ من منطلق هذا السؤال يمكن أن نستعرض بعض البيئات المختلفة التي تنسجم مع طبيعة عمل المرأة المسلمة وهي كالتالي :
1- بيئة العمل في القطاعات الصحية (مستشفيات ومستوصفات):
        إن من أهم المشاكل المطروحة في موضوع عمل المرأة المسلمة هي مشكلة الاختلاط فعمل المرأة في مثل هذه المؤسسات يعني أنها ستقع في الاختلاط مع الأفراد العاملين معها في هذه المؤسسة من الرجال. فهل يعني أن نمنع المرأة من العمل لوقوعها بالاختلاط بشكل من الأشكال ؟ علينا أن نعرف وندرك أن ليس كل اختلاط محرم ، فما دمنا نحافظ على  الحدود الشرعية التي أرادها الله  تعالى بين الرجل والمرأة فلا مشكلة من الاختلاط ولقد أوضح الإسلام أن على الرجل والمرأة أن يحافظا على الحدود الشرعية بينهما في كل مكان وزمان ، وعلى المرأة ارتداء الحجاب الشرعي في المستشفيات والمستوصفات وأن تلتزم بالعفة والعفاف حتى لا نجعل من الاختلاط مرتعاً للشيطان ومادة خطيرة للفساد فيتحول العمل من ساحة طاعة وجهاد إلى ساحة فساد وانحراف.
        وهذا ما قامت عليه سير المسلمات من القديم، فقد كان للمرأة حضور في مجالات التمريض والتطبيب في ساحات القتال وذهابهن مع المقاتلين المجاهدين إلى أرض المعارك وبين الجنود ولكن مع التمسك بالحجاب الشرعي والعفة والعفاف ومراعاة حدود الله .
        ولدينا نماذج معاصرة من النساء السعوديات العاملات كطبيبات أو ممرضات أو فنيات مختبر يعملن في مثل هذه المؤسسات المختلطة بين العنصرين الرجالي والنسائي ولكنهن ملتزمات بحجابهن الشرعي محافظات على الحدود الشرعية بينهما ، منهن بارعات في مجال النساء والولادة وفي تخصص طب الأطفال وفي مجال طب الأسنان والأنف والأذن والحنجرة أو في مجال الرعاية الصحية الأولية وفي قسم التحاليل الطبية بل ومنهن من وصلن إلى أن أصبحت مديرة مستشفى مثل مديرة الطب الوقائي والرعاية الصحية الأولية بمحافظة جدة هي من العنصر النسائي لم يمنعها حجابها وعفتها من العمل بشكل سليم بل على العكس الالتزام هو الذي دفعها وفعّل طاقتها الكامنة بالشكل الصحيح وبالأسلوب المثمر ، والأمثلة كثيرة لكثير من سعوديات عاملات في مجالات مختلفة في مثل هذه المؤسسات في مختلف محافظات مناطق المملكة .

2- البيئة البنائية والصناعية ( العمل في المصانع والمؤسسات البنائية)    
        من الأفضل للمرأة إذا أرادت أن تعمل في مثل هذه البيئات لأنها تمتلك القدرة على الاختراعات والاكتشافات أن تنتخب العمل الذي يتلاءم مع خصوصيتها البدنية بحيث لا تنتخب الأعمال التي تحتاج إلى قوة وعضلات بل تختار من العمل في هذا المجال ما يتناسب مع خلقتها النسوية ، ويتلاءم مع أحاسيسها وعواطفها التي أودعها الله في وجودها، فمثلاً في بعض المصانع في البلاد الغربية الأوروبية والأمريكية من الممكن العمل في أبراج عالية في العراء لأنها لا ترتدي الحجاب ، أو في مجال حمل الأشياء الثقيلة جداً مثل المواسير والأنابيب لأنها تريد أن تماثل الرجال في جميع أعماله وتصرفاته ، أو قيادة الشاحنات لنقل المنتجات الصناعية لأنها لا تريد أن تكون أقل منه في كل المجالات. ولكن بيئتنا المسلمة ( السعودية) في ظل الحدود الشرعية أباحت للمرأة العمل في مثل هذه المؤسسات ولكن بما يناسب وطبيعتها البيولوجية مثل العمل في تعبئة القنينات أو الأنابيب الصغير بالمنتجات الصناعية ، عمل إلصاق المغلفات على أدوات المنتجات، عمل حياكة الملابس ، أعمال للمنتجات الزهور والعطور وغيرها الكثير مثل هذه الأعمال المتوافقة مع طبيعة المرأة والبعيدة عن الاختلاط.

3- المرأة والبيئة السياسية والاجتماعية :
        من الممكن عمل المرأة في المجال السياسي إذا أرادت من ذلك معرفة الأهداف الوطنية الكبرى والأهداف الإسلامية للشعوب والدول الإسلامية ومعرفة مؤامرات الأعداء ،ومعرفة العدو وأساليبه وأن تزيد من حضورها في مجال القضايا الاجتماعية والسياسية والصمود والصبر والمقاومة ولكن كل ذلك في الحدود الشرعية دون المطالبة بحق المساواة بالرجل لأننا ذكرنا سابقاً أن للرجل صفات ومقومات خصه الله سبحانه وتعالى بها تختلف عن المرأة في التكوين وفي الصفات البيولوجية.
        والإسلام منذ القدم أثبت أن للمرأة حق البيعة والتملك والتواجد في الساحات السياسية والاجتماعية قال الله تعالى" يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله" {سورة الممتحنة  آية60} وهذه الآية رداً على أعداء الإسلام الذين كانوا يُشككون في عدم أحقية المرأة المسلمة في العمل في البيئة السياسية أو في مجال القضايا الاجتماعية، وفي إبداء رأيها في حق البيعة أو التملك، فقد كانت النساء تأتي لبيعة النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان النبي لم يأخذ برأي الرجال فقط ولم يجبر النساء على ما قرره الرجال بل كانت لهن حرية إبداء الرأي والمشاركة في التحليل والتفسير وتولي المسؤولية في النظام الاجتماعي المتمثل في العمل في المؤسسات والجمعيات الخيرية أو في المكاتب النسوية في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية للمساهمة في أحد المجالات التالية: في مجال الفقر  لمساعدة ورعاية الأسر والأفراد الذين يعيشون تحت خطوط الفقر المطلق وذوي الدخل المحدود، وفي مجال البطالة وذلك بتأهيل وتدريب وتشغيل الفقراء القادرين على العمل، وفي مجال الإعاقة وذلك بتأهيل وتدريب وتعليم وتشغيل فئات الإعاقة وكذلك رعايتهم صحياً واجتماعياً ونفسياً، وفي مجال التعليم بتأمين التعليم لكبار السن من الجنسين ومساعدة الطالبات الفقيرات وخاصة في تعليمهم الجامعي، وفي مجال الأسرة وذلك برعاية الفئات المهمشة من النساء الأرامل والمطلقات وحماية النساء المساء إليهن، ورعاية الأطفال الأيتام وأطفال الأسر المفككة، والأطفال مجهولي النسب والأطفال المساء إليهن، وفي مجال تنمية المجتمعات المحلية المتمثلة بتحسين البيئة التحتية في المجتمعات الفقيرة من مساكن بالية وأماكن سكن عشوائي في المدن والمناطق القروية والبادية، تأمين الموارد البشرية والمتمثلة في تدريب وتأهيل القوى البشرية العاملة في المجالات السابقة الذكر من متطوعين ومتفرغين.          
  
 4- المرأة والبيئة التعليمية:
        البيئة التعليمية في المملكة العربية السعودية والحمد لله لا تعاني من مشكلة الاختلاط لكلا الجنسين ، فجميع المراحل التعليمية من المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الجامعية وأيضاً مرحلة الدراسات العليا يكون الجنسان فيه منفصلين فهناك مدارس وجامعات للبنين وأخرى للبنات.
         الرجل والمرأة والبحث العلمي.. تجربة شخصية للدكتور فاروق الباز : على هامش مؤتمر مكتبة الإسكندرية أجرت هبة حسين حواراً مع العالم الكبير الدكتور فاروق الباز رئيس مركز الاستشعار عن بعد بجامعة بوسطن بالولايات المتحدة ونشرته في أخبار اليوم -12 يوليو 2003- وسألته السؤال التالي: هل هناك فروق بين قدرات الرجل وقدرات المرأة في مجال البحث العلمي؟
وكانت إجابته : "لا يوجد أي تباين في قدرات الجنسين في هذه الناحية، بل إن المرأة أحيانا ما تكون أفضل في بعض المجالات العلمية وقد ظهر ذلك واضحاً من خلال برنامج طرحته في عام 1992 لدراسة صور الأقمار الصناعية وتحليلها وأعلنت عن الحاجة إلى جيولوجيين من الشباب وتقدم لي عدد كبير من 300 جامعة وبعد فرزهم وقع الاختيار على ثلاثين شابا وفتاة وعرضت عليهم صوراً لم يروها من قبل ولم يطلع عليها أي عالم أيضا.. وكانت عن اكتشاف حجم القمر وأعطيت الباحثين ثلاث ساعات لتحليل هذه الصور وتحديد مكوناتها وبعد هذا الاختبار قمت بتعيين 10 فتيات وشابين، فقد تبين لي أن الفتيات لديهن سرعة بديهة وإدراك أفضل وقوة ملاحظة أكبر، كما أن لديهن شجاعة أكثر للتعبير عما يدور في أذهانهن حتى ولو كان خطأ .
        وأشارت الدراسات إلى أن النصف الأيسر من المخ left hemisphere مهم في الكلام أو اللغة، أما النصف الأيمن فيقوم بالمهام الفراغية. والفروق بين نصفى المخ تبدو واضحة في الرجال عنها في النساء، بعض الدراسات أثبتت أن الجسم الجاسيء corpus callosum الذي يربط بين نصفى المخ وكذلك رابط آخر هو anterior commissure يكون أكبر في النساء عنه في الرجال، الأمر الذي يؤدى إلى سهولة الاتصال بين نصفى المخ عند النساء مقارنة بالرجال ولهذا نجد أن إصابة أحد نصفى المخ عند النساء تكون أقل تأثيرا منها عند الرجال. ومن ناحية أخرى فقد أوضحت دراسة أجريت في استراليا أن الجزء من المخ الذي يستعمل في الحديث واللغات كان أكبر بحوالي 20-30%  لدى النساء عنه في الرجال (آخذين في الاعتبار الاختلاف في الحجم )0وقد أرجع الباحثون سبب تفوق الكثير من النساء على الرجال في المهارات اللفظية أو اللغوية إلى وجود هذا الاختلاف التشريحي.

5- المرأة السعودية في مجلس الشورى:
        يستعين مجلس الشورى برأي المرأة عندما تكون القضية المطروحة أمامه للنقاش تخص المرأة ، واللجنة النسائية المقترحة تابعة لرئيس المجلس تتبعه في كل شؤونها ولن يحق لها إبداء الرأي إلا إذا طلب منها الرئيس ذلك ، إذاً هن مستشارات في المجلس خاصة في شؤون المرأة، وليس هناك ما يمنع حضورهن المجلس سواء لتقديم استشارة، أو لحضور جلسة من جلسات المجلس.ومن مهام اللجنة الاستشارية النسوية هذه أنها ستكون شاهدة ومستشارة في آن واحد، تفيد بشهداتها ورأيها في قضايا النساء المطروحة أمامها ، والاستشارة والشهادة تستلزمان الأمانة والعدالة في ظل الحدود الشرعية الموجبة لها من حيث الالتزام بحجابها وعفتها وعفافها عند اللقاءات الدورية للمجلس، إذاً من المنتظر من اللجنة الوطنية النسائية النظر وبكل إخلاص وبصيرة للمرحلة التاريخية التي تعيشها المملكة العربية السعودية والمتغيرات العديدة التي يشهدها المجتمع لتسهم في المحافظة على مجتمعها برقي وعفاف من خلال الحرص على تحقق مقاصد الشريعة الإسلامية في كل مشروع أو قرار تشارك أو تُستشار فيه. وذكر في موقع www.awfarab.org/pag/ksa/2004 وجود امرأتان بين أعضاء مجلس الشورى.

6- المرأة في مكاتب العمل النسائية :
        بالأمس القريب بدأ العمل في مكاتب العمل النسائية في السعودية في مدن  الرياض والدمام وجدة كخطوة أولية للبدء في إنشاء مكاتب تهتم بعمل النساء وتوفير الفرص لهن ، كما هو معمول به في مكاتب العمل التي توفر العمل للشباب في القطاع الخاص من خلال الربط بين طالب العمل والجهة  التي تحتاج للموظفين.
        وتعتبر وزارة العمل هذه المكاتب نواة لمكاتب نسائية ستعمل في إنشائها في مختلف مناطق المملكة لتوفير العمل للفتيات اللاتي يعانين من نسبة البطالة المرتفعة. وذكر حطاب العنزي مدير العلاقات العامة والإعلام بوزارة العمل أن وزارة العمل بدأت العمل  في هذه المكاتب في تدريب المتقدمات في هذه المكاتب في كيفية إدارة العمل واستقبال الطلبات من المتقدمات والتنسيق مع الجهات التي تحتاج العمل في القطاع الخاص لتوجيه الراغبات في العمل في هذه الجهات ومتابعة هذه الجهات للتأكد من مدى التزامها بالمعايير التي أعطتها لمن ترغب في العمل لديها.
        وكان قد صدر مؤخراً في المملكة العربية السعودية نظاماً للعمل من مكاتب العمل النسائية الذي يجيز عمل المرأة في كل الأعمال المناسبة والتي تناسب طبيعتها والمقصود هو التوافق مع الشريعة الإسلامية وعدم حدوث خلوة أثناء العمل وأن الأماكن التي ستعمل فيها النساء في الأسواق والمجتمعات التجارية ستكون مغلقة أومظللة بزجاج يحجب الرؤية لمنع النظر أو دخول الرجال إليها منعاً للإختلاط بينهن.

7- المرأة والبيئة التجارية:
        طرقت سيدات الأعمال السعوديات مجال التجارة والغرفة التجارية وأصبحت لها مناصب إدارية في هذه المؤسسة فهناك سيدة أعمال طرقت مجالاً جديداً بالنسبة للمرأة السعودية بإقامتها لأول مرة مركز نسائي متكامل لتجهيز الحفلات بمجهودات ذاتية، وتركها لوظيفتها الحكومية التي كانت تشغلها في مجال التدريس. ويقتصر عملها على تنظيم الحفلات والمناسبات بالإشراف على الحفل من البداية إلى النهاية سواء كانت حفلات زفاف أو تخرج من خلال تصميم الديكورات والمفارش وكوش الأفراح . وهناك من الأمثلة الكثير من السيدات اللاتي خضن هذا المجال التجاري.

هناك سؤال هام نسأله عن مجال عمل المرأة في الإسلام في البيئات المختلفة ونماذجها :
ـ قال الشيخ ابن باز :" المرأة  تقوم بتربية الأولاد والعطف والحنان والرضاعة والحضانة والأعمال التي تناسبها كتعليم الصغار وإدارة مدارسهم والتطبيب والتمريض وغير ذلك من الأعمال المحتلفة المختصة بالنساء"[1]
1-   مجال العلم والتعليم:
كانت أم المؤمنين رضي الله عنها يلجأ إليها الكبار من الصحابة يسألونها عن الفرائض [2]
2-   مجال الدعوة إلى الله:
كانت أم شريك غزية بنت جابر بن حكيم الدوسية بعد أن أسلمت وهي في مكة جعلت تدخل على النساء من قريش سراً وترغّب في الإسلام ، حتى ظهر أمرها لأهل مكة ،فاضطهدوها وعذبوها. [3]
3-   مجال الجهاد والغزوات:
عن أم عطية رضي الله عنها قالت : غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوات أخلفهم في رحالهم، فأصنع الطعام ،وأداوي الجرحى، وأقوم على المرضى.[4]
4-   مجال الحرف اليدوية:
عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن امرأة جاءت ببردة – وهي شملة منسوجة في حاشيتها- إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ، إني نسجت هذه بيدي أكسوكها ، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم محتاجاً إليها ، فخرج إلينا وإنها لإزاره.[5]
5-   مجال التطبيب :
عن أنس رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه سلم يغزوا بأم سليم ونسوة من الأنصار معه إذا غزا ، فيسقين الماء ويداوين الجرحى.[6]

6-   مجال الشؤون البيتية :
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال كانت ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت من أكرم أهله عليه ، وكانت زوجتي فجرّت بالرحى حتى أثّر الرحى بيديها ، وأسقت بالقربة حتى أثّر القربة بنحرها ، وقمت ـ أي كنست البيت حتى اغبرّت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتى دنست ثيابها، فأصابها من ذلك ضرر.[7]



[1] رأي الشرع في عمل المرأة (ص21)
[2] رواه أبو داوود في الطب : باب ما جاء في الرقي (3887) وصححه الألباني في صحيح الجامع (2647).
[3] الطبقات الكبرى(8/66- 73)
[4] صفة الصفوة (2/53)
[5] رواه البخاري في اللباس باب البرود والمحبرة والشملة(5810)
[6]  رواه مسلم في الجهاد (1810)
[7] رواه بهذا اللفظ عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (1/153) وأصل القصة في الصحيحين

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Back to top button