مهن تدفع أصحابها للعمل في الظروف
الجوية السيئة
-
زخات المطر المتتالية، ورشق السيارات المستمر الذي
يُبلله، هو وعربته، إلى جانب برودة الجو القارسة، كل ذلك لم يمنع سعيدعلي من
الوقوف بعربته التي يجللها بغطاء بلاستيكي شفاف، خوفاً من أن تبلل الأمطار الخبز
والجبن والبيض المسلوق الذي يبيعه للناس، ليؤمن قوت يومه.
يقف بجانب عربته، يغطي رأسه ووجهه بالكامل، فلا يظهر من وجهه للعيان سوى عينيه ويديه اللتين يصنع بهما "الكاسكروط " للمارة .
يعمل خلال فصول السنة الأربعة، ساعيا للحصول على قوته. يقول "إن الأجواء القارسة، وهطول المطر، والحالة الجوية، لا تمنعني من الوقوف بعربتي كل يوم عند السادسة صباحاً، على رأس الشارع. ففي البيت أطفال ينتظرونني، بحاجة لمن يوفر لهم قوت يومهم ".
ويضيف أنه في أحيان كثيرة يعود إلى المنزل وهو لا يكاد يشعر بأصابع يديه وقدميه، لشدة درجة البرودة في الخارج، فيحتاج إلى بعض الوقت حتى يعاود تحريكها بشكل طبيعي. إلا أنه لا حيلة له في ذلك، فهذه المهنة لا غنى له عنها، فقد اعتاد عليها رغم مردوده المحدود منها .
لكن مهنةسعيد ليست المهنة الوحيدة التي تجبر صاحبها على الوقوف في الهواء، وفي قلب الحالة الجوية السائدة، أيا كانت الأجواءفعمر ، يضطر بحكم مهنته المتمثلة في "خدمة اصطفاف السيارات وحراستها " إلى الوقوف طوال اليوم على طول وتنظيفها وحراستها "االشارع "، منتظراً قدوم أي سيارة، حتى يؤمن وقوفها.
فأيا كانت الأحوال الجوية، سيئة وممطرة، لا يتوانى هؤلاء في الوقوف والانتظار بصبر. فمن يعمل في مهنة عمر لا بد من أن ينتظرواقفا قدوم السيارات والعمل على مراقبها في انتظار ان ينهي الزبون ماربه ليمده بدراهم معدودات ويغادرد المكان
.
ويقول عمر "مهنتي صعبة جداً، لأني مضطر للوقوف، وفي أسوأ الأحوال الجوية أحيانا، وقد أضطر في أيام كثيرة لأن أوقف سيارة الزبون في مكان بعيد بسبب عدم توفر أماكن قريبة، وهو ما يضطرني للعودة إلى مكاني مشيا على الأقدام!".
ويضيف "أحياناً كثيرة يتسلل الهواء البارد إلى عظامي ممّا يجعلني أفقد الإحساس بأعضاء جسمي، من الرأس إلى القدمين ".
أما علي فقد اعتاد منذ ثلاث سنوات، الوقوف يوميا بعربته على باب إحدى المدارس، بدون أن يحول دونه أي ظرف الظروف الجوية القاسية، صيفا وشتاء. فهو يقف بعربته لبيع الحلويات لأطفال المدرسة، بعد انتهاءاليمو م المدرسي.
ويصفعلي وقوفه في هذه الأيام الباردة بأنها صعبة جداً، إلا أنه اعتاد الأمر، لاسيما وأنه لا يملك بديلا يعيل به أسرته. والحال أن ما يخفف عن علي مشقة البرد والحر تلك الحميمية التي باتت بينه وبين طلاب المدرسة، فهو يعرفهم، وهم يعرفونه ويقبلون عليه، وإن غاب يوما احتاروا وسألوا عنه اد اصبح الرفيق والانيس لهم .
أما فاطنةفهي واحدة من الذين كُتب عليهم العمل في الظروف الجوية القاسية أيضا. فهي لم تتغيب يوماً، منذ خمس سنوات، عن مكانها على رصيف أحد الشوارع. فهي تجلس يومياً في المكان ذاته، حيث تقوم يوميا نتهييىء انواع مختلفة من الخبز ، ، وأنواع مختلفة من الخضراوات، بحسب الموسم، لتبيعها للمارة فهي تتحمل مسؤولية اسرة تتكون من ارعة بنات تركهم لها الزوج الدي غادر الى اتجاه مجهول بسبب عجزه على توفير حاجيات البيت .
تشير فاطنةإلى أن لديها الكثير من الزبائن، خصوصاً من ستات البيوت اللواتي يأتين إليها دائماً، ويقفن بسياراتهن لأخذ انواع الخبز من حرشة وبطبوط وملوي بلغتها لانهن حباهن الله بظروف تختلف عن ظروفها وتلك ارادة الله عز وجل ولا تخفي تاطف البعض منهن معها من حملهن لبعض الملابس المستعملة لها ولبناتها وكدلد مساعدتهن لها في جميع المناسبات والاعياد ، .وتظيف فاطنة إنها اعتادت الجلوس في أيام الشتاء القارس، وهي راضية بذلك، لأن ذلك هو مصدر رزقها الوحيد شاكرة الله عز وجل معتبرةان ما تقوم يعد د عملاشريفا عكس ما تقدم عليه بعض النساء ".
وفي هذا الشأن، يرىاحد الفاعليين الجمعويين ، ، أن لكل موسم من المواسم بعض المهن الشاقة التي تجد من هو مستعد لأن يعمل فيها وينتظر قدومها، ليستغلها من أجل العائد المالي الذي تحققه له .
ويشير إلى أن هناك أشخاصا قادرين على تقديم الخدمة، فيما آخرون مهيأون للحصول عليها، فيلتقي الطرفان، لتنشأ بينهما علاقة تبادل، ويستفيد كل منهما بما تقدمه له من فائدة مادية او معنوية لايهم فالممارس لهد الاعمال وفي ظل هده الظروف مكره وليس ببطل كما يقول المثل في ظل انعدام فرص شغل تكفل لامثال هؤلاء ما هو افضل .
ويضيف أن لهذه المهن ظروفا خاصة، وهي صعبة للغاية أحيانا؛ إذ تُعرّض أصحابها لظروف مناخية عاصفة أحياناً، وقد يصاب بعضهم بالأمراض، وقد يدفع بعضهم حياتهم ثمنا لذلك .
وفي جميع الأحوال، لا شك أن هدف هؤلاء الناس واحدٌ، وهو الحصول على عائد يكفل لهم العيش الشريف، . علما بأن هناك أشخاصا يخاطرون من أجل تحقيق عائد لأسرهم، وهذا يؤكد أن ثقافة العيب قد بدأت تتلاشى، وأن الشباب مستعدون للعمل في أي مهنة، وفي جميع الظروف المناخية نظرا لتفاقم ازمة الشغل وتفشي البطالة .
ولهذه الأسباب، على الحكومة أن تشجع أصحاب هذه المهن، وأن ترعى مصالحهم، وأن تطور أداءهم، وتؤمن الظروف المواتية التي تجعلهم يعملون بشكل آمن، بعيدا عن المخاطر التي تهددهم وتوفير ظروف مواتية لهم تمكنهم من مزاولة عملهم في امن وامان .
يقف بجانب عربته، يغطي رأسه ووجهه بالكامل، فلا يظهر من وجهه للعيان سوى عينيه ويديه اللتين يصنع بهما "الكاسكروط " للمارة .
يعمل خلال فصول السنة الأربعة، ساعيا للحصول على قوته. يقول "إن الأجواء القارسة، وهطول المطر، والحالة الجوية، لا تمنعني من الوقوف بعربتي كل يوم عند السادسة صباحاً، على رأس الشارع. ففي البيت أطفال ينتظرونني، بحاجة لمن يوفر لهم قوت يومهم ".
ويضيف أنه في أحيان كثيرة يعود إلى المنزل وهو لا يكاد يشعر بأصابع يديه وقدميه، لشدة درجة البرودة في الخارج، فيحتاج إلى بعض الوقت حتى يعاود تحريكها بشكل طبيعي. إلا أنه لا حيلة له في ذلك، فهذه المهنة لا غنى له عنها، فقد اعتاد عليها رغم مردوده المحدود منها .
لكن مهنةسعيد ليست المهنة الوحيدة التي تجبر صاحبها على الوقوف في الهواء، وفي قلب الحالة الجوية السائدة، أيا كانت الأجواءفعمر ، يضطر بحكم مهنته المتمثلة في "خدمة اصطفاف السيارات وحراستها " إلى الوقوف طوال اليوم على طول وتنظيفها وحراستها "االشارع "، منتظراً قدوم أي سيارة، حتى يؤمن وقوفها.
فأيا كانت الأحوال الجوية، سيئة وممطرة، لا يتوانى هؤلاء في الوقوف والانتظار بصبر. فمن يعمل في مهنة عمر لا بد من أن ينتظرواقفا قدوم السيارات والعمل على مراقبها في انتظار ان ينهي الزبون ماربه ليمده بدراهم معدودات ويغادرد المكان
.
ويقول عمر "مهنتي صعبة جداً، لأني مضطر للوقوف، وفي أسوأ الأحوال الجوية أحيانا، وقد أضطر في أيام كثيرة لأن أوقف سيارة الزبون في مكان بعيد بسبب عدم توفر أماكن قريبة، وهو ما يضطرني للعودة إلى مكاني مشيا على الأقدام!".
ويضيف "أحياناً كثيرة يتسلل الهواء البارد إلى عظامي ممّا يجعلني أفقد الإحساس بأعضاء جسمي، من الرأس إلى القدمين ".
أما علي فقد اعتاد منذ ثلاث سنوات، الوقوف يوميا بعربته على باب إحدى المدارس، بدون أن يحول دونه أي ظرف الظروف الجوية القاسية، صيفا وشتاء. فهو يقف بعربته لبيع الحلويات لأطفال المدرسة، بعد انتهاءاليمو م المدرسي.
ويصفعلي وقوفه في هذه الأيام الباردة بأنها صعبة جداً، إلا أنه اعتاد الأمر، لاسيما وأنه لا يملك بديلا يعيل به أسرته. والحال أن ما يخفف عن علي مشقة البرد والحر تلك الحميمية التي باتت بينه وبين طلاب المدرسة، فهو يعرفهم، وهم يعرفونه ويقبلون عليه، وإن غاب يوما احتاروا وسألوا عنه اد اصبح الرفيق والانيس لهم .
أما فاطنةفهي واحدة من الذين كُتب عليهم العمل في الظروف الجوية القاسية أيضا. فهي لم تتغيب يوماً، منذ خمس سنوات، عن مكانها على رصيف أحد الشوارع. فهي تجلس يومياً في المكان ذاته، حيث تقوم يوميا نتهييىء انواع مختلفة من الخبز ، ، وأنواع مختلفة من الخضراوات، بحسب الموسم، لتبيعها للمارة فهي تتحمل مسؤولية اسرة تتكون من ارعة بنات تركهم لها الزوج الدي غادر الى اتجاه مجهول بسبب عجزه على توفير حاجيات البيت .
تشير فاطنةإلى أن لديها الكثير من الزبائن، خصوصاً من ستات البيوت اللواتي يأتين إليها دائماً، ويقفن بسياراتهن لأخذ انواع الخبز من حرشة وبطبوط وملوي بلغتها لانهن حباهن الله بظروف تختلف عن ظروفها وتلك ارادة الله عز وجل ولا تخفي تاطف البعض منهن معها من حملهن لبعض الملابس المستعملة لها ولبناتها وكدلد مساعدتهن لها في جميع المناسبات والاعياد ، .وتظيف فاطنة إنها اعتادت الجلوس في أيام الشتاء القارس، وهي راضية بذلك، لأن ذلك هو مصدر رزقها الوحيد شاكرة الله عز وجل معتبرةان ما تقوم يعد د عملاشريفا عكس ما تقدم عليه بعض النساء ".
وفي هذا الشأن، يرىاحد الفاعليين الجمعويين ، ، أن لكل موسم من المواسم بعض المهن الشاقة التي تجد من هو مستعد لأن يعمل فيها وينتظر قدومها، ليستغلها من أجل العائد المالي الذي تحققه له .
ويشير إلى أن هناك أشخاصا قادرين على تقديم الخدمة، فيما آخرون مهيأون للحصول عليها، فيلتقي الطرفان، لتنشأ بينهما علاقة تبادل، ويستفيد كل منهما بما تقدمه له من فائدة مادية او معنوية لايهم فالممارس لهد الاعمال وفي ظل هده الظروف مكره وليس ببطل كما يقول المثل في ظل انعدام فرص شغل تكفل لامثال هؤلاء ما هو افضل .
ويضيف أن لهذه المهن ظروفا خاصة، وهي صعبة للغاية أحيانا؛ إذ تُعرّض أصحابها لظروف مناخية عاصفة أحياناً، وقد يصاب بعضهم بالأمراض، وقد يدفع بعضهم حياتهم ثمنا لذلك .
وفي جميع الأحوال، لا شك أن هدف هؤلاء الناس واحدٌ، وهو الحصول على عائد يكفل لهم العيش الشريف، . علما بأن هناك أشخاصا يخاطرون من أجل تحقيق عائد لأسرهم، وهذا يؤكد أن ثقافة العيب قد بدأت تتلاشى، وأن الشباب مستعدون للعمل في أي مهنة، وفي جميع الظروف المناخية نظرا لتفاقم ازمة الشغل وتفشي البطالة .
ولهذه الأسباب، على الحكومة أن تشجع أصحاب هذه المهن، وأن ترعى مصالحهم، وأن تطور أداءهم، وتؤمن الظروف المواتية التي تجعلهم يعملون بشكل آمن، بعيدا عن المخاطر التي تهددهم وتوفير ظروف مواتية لهم تمكنهم من مزاولة عملهم في امن وامان .
ملاحظة لابد منها
ان الاّراء المذكورة هنا تعبر عن وجهة
نظر أصحابها ولاتعبر بالضرورة عن اراء جريدة
لست ربوت