إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ
بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل
فلن تجد له وليا مرشدا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد
أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله وقدوتنا ونبينا إلى يوم الدين
وبعد:
الحمد الله القائل في كتابه:
)اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ& خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ& اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ& الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ&عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ(العلق 1-5
" سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ". فصلت : 53.
" هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ " لقمان : 11
" وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ " الجاثية : 4
" وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ " الذاريات : 21
وقال تعالى: " فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) " سورة الطارق: 5-8.
" أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ (77) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ " سورة يس:77- 79.
أحبتي في الله! هذا الكتاب ليس لمجرد الاطلاع أو المعرفة، بل هو عبادة لله تعالى،
واستجابة للأمر الإلهي لنا: (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ)
إن التفكر في آيات الله الدالة على عظمته هو أوسع باب ندخل منه إلى الله ، وإن التفكر في آيات الله الدالة على عظمته هو أقصر طريق نصل به إلى الله ، لأن هذه الآيات تضعك أمام عظمة الله عز وجل ، وتدرك بعد هذا النظر قدرة الله على إعادة خلقه بعد الموت: (إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ). فالتفكر في خلق الله هو عبادة عظمى لا تقل أهمية عن الصلاة والصوم والزكاة، لأن هذا التفكر يهذِّب النفس ويجعل الإنسان أكثر تواضعاً أمام عظمة الخالق، ومعرفة بالله عز وجل وتطبيق لمنهجه أقرب آية تدلنا على عظمة الله. بل ويزيد المؤمن إيماناً وتسليماً لله عز وجل.
وخلال ممارستي لمهنة التدريس وخبرتي في التعليم خلال سنوات الخمسة عشرالماضية في تدريس مادة العلوم كنت استخدم طرقاً وأساليب متنوعة أوجه فيها الطلاب إلى التفكر والتمعن في قدرة الخالق عز وجل في جسم الإنسان أو سائر المخلوقات الأخرى ،أو أي موضوع آخر في العلوم؛لأن تعليمنا للطلاب ليس دراسة إنما عبادة لله وحباً وشوقاً و إيماناً وتسليماً للبارىء المصور.
كما إنني من خلال تأليفي لمجموعة من الكتب التربوية كنت اركز على الرسالة المهنية التي يحملها المعلم،وعلى الأسس العامة التي يقوم عليها التعليم ومن أهمها :
1- الإيمان بالله ربّا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى اللّه عليه وسلم نبيًّا ورسولاً.
2- التصور الإسلامي الكامل للكون والإنسان والحياة، وأن الوجود كله خاضع لما سنَّه الله تعالى، ليقوم كل مخلوق بوظيفته دون خلل أو اضطراب.
فمثلاً في كتابي ( الاستراتيجية التعليمية ) أشرت في مقدمة الكتاب إلى أن "رسالة التعليم لها قدسية في كافة الشرائع والأديان السماوية ، وقد حثنا الدين الإسلامي السمح على العلم والتعلم ؛ باعتباره ركناً أساسياً في العقيدة الإسلامية،وأمراً إلهياً. فكانت الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة تحث على الاستزادة من العلم والتعلم ، وترفع من شأن العلماء وقدرهم وكانت أول كلمات اللّه عز وجل الى نبيه الكريم «اقرأ» ".
وبما إن إعجاز القرآن أمر متعدد النواحي متشعب الإتجاهات كما يقول د. فاضل السامرائي في كتابه ( لمسات بيانية في نصوص من التنزيل) " ومن المتعذر أن ينهض لبيان الإعجاز القرآني شخص واحد ولا حتى جماعة في زمن ما مهما كانت سعة علمهم واطلاعهم وتعدد اختصاصاتهم، إنما هم يستطيعون بيان شيء من أسرار القرآن في نواح متعددة حتى زمانهم هم، ويبقى القرآن مفتوحاً للنظر لمن يأتي بعدنا في المستقبل ولما يجدّ من جديد. وسيجد فيه أجيال المستقبل من ملامح الإعجاز وإشاراته ما لم يخطر لنا على بال."
الحمد الله القائل في كتابه:
)اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ& خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ& اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ& الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ&عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ(العلق 1-5
" سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ". فصلت : 53.
" هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ " لقمان : 11
" وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ " الجاثية : 4
" وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ " الذاريات : 21
وقال تعالى: " فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) " سورة الطارق: 5-8.
" أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ (77) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ " سورة يس:77- 79.
أحبتي في الله! هذا الكتاب ليس لمجرد الاطلاع أو المعرفة، بل هو عبادة لله تعالى،
واستجابة للأمر الإلهي لنا: (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ)
إن التفكر في آيات الله الدالة على عظمته هو أوسع باب ندخل منه إلى الله ، وإن التفكر في آيات الله الدالة على عظمته هو أقصر طريق نصل به إلى الله ، لأن هذه الآيات تضعك أمام عظمة الله عز وجل ، وتدرك بعد هذا النظر قدرة الله على إعادة خلقه بعد الموت: (إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ). فالتفكر في خلق الله هو عبادة عظمى لا تقل أهمية عن الصلاة والصوم والزكاة، لأن هذا التفكر يهذِّب النفس ويجعل الإنسان أكثر تواضعاً أمام عظمة الخالق، ومعرفة بالله عز وجل وتطبيق لمنهجه أقرب آية تدلنا على عظمة الله. بل ويزيد المؤمن إيماناً وتسليماً لله عز وجل.
وخلال ممارستي لمهنة التدريس وخبرتي في التعليم خلال سنوات الخمسة عشرالماضية في تدريس مادة العلوم كنت استخدم طرقاً وأساليب متنوعة أوجه فيها الطلاب إلى التفكر والتمعن في قدرة الخالق عز وجل في جسم الإنسان أو سائر المخلوقات الأخرى ،أو أي موضوع آخر في العلوم؛لأن تعليمنا للطلاب ليس دراسة إنما عبادة لله وحباً وشوقاً و إيماناً وتسليماً للبارىء المصور.
كما إنني من خلال تأليفي لمجموعة من الكتب التربوية كنت اركز على الرسالة المهنية التي يحملها المعلم،وعلى الأسس العامة التي يقوم عليها التعليم ومن أهمها :
1- الإيمان بالله ربّا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى اللّه عليه وسلم نبيًّا ورسولاً.
2- التصور الإسلامي الكامل للكون والإنسان والحياة، وأن الوجود كله خاضع لما سنَّه الله تعالى، ليقوم كل مخلوق بوظيفته دون خلل أو اضطراب.
فمثلاً في كتابي ( الاستراتيجية التعليمية ) أشرت في مقدمة الكتاب إلى أن "رسالة التعليم لها قدسية في كافة الشرائع والأديان السماوية ، وقد حثنا الدين الإسلامي السمح على العلم والتعلم ؛ باعتباره ركناً أساسياً في العقيدة الإسلامية،وأمراً إلهياً. فكانت الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة تحث على الاستزادة من العلم والتعلم ، وترفع من شأن العلماء وقدرهم وكانت أول كلمات اللّه عز وجل الى نبيه الكريم «اقرأ» ".
وبما إن إعجاز القرآن أمر متعدد النواحي متشعب الإتجاهات كما يقول د. فاضل السامرائي في كتابه ( لمسات بيانية في نصوص من التنزيل) " ومن المتعذر أن ينهض لبيان الإعجاز القرآني شخص واحد ولا حتى جماعة في زمن ما مهما كانت سعة علمهم واطلاعهم وتعدد اختصاصاتهم، إنما هم يستطيعون بيان شيء من أسرار القرآن في نواح متعددة حتى زمانهم هم، ويبقى القرآن مفتوحاً للنظر لمن يأتي بعدنا في المستقبل ولما يجدّ من جديد. وسيجد فيه أجيال المستقبل من ملامح الإعجاز وإشاراته ما لم يخطر لنا على بال."
كما
أخْبِر تَعَالَى عَنْ تَشْرِيفه لِبَنِي آدَم وَتَكْرِيمه إِيَّاهُمْ فِي
خَلْقه لَهُمْ عَلَى أَحْسَن الْهَيْئَات وَأَكْمَلهَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى
" لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَان فِي أَحْسَن تَقْوِيم "ثُمَّ ذَكَرَ
تَعَالَى نِعَمه عَلَى عِبَاده أَنْ جَعَلَ لَهُمْ السَّمْع وَالْأَبْصَار
وَالْأَفْئِدَة وَهِيَ الْعُقُول وَالْفُهُوم الَّتِي يَذْكُرُونَ بِهَا
الْأَشْيَاء وَيَعْتَبِرُونَ بِمَا فِي الْكَوْن مِنْ الْآيَات الدَّالَّة
عَلَى وَحْدَانِيَّة اللَّه وَأَنَّهُ الْفَاعِل الْمُخْتَار لِمَا يَشَاء .
فنحن ـ طوال حياتنا ـ نرى بهذا الجسم ونسمع ونتنفس ونمشي ونركض ونتذوق طعم اللذائذ . ويملك هذا الجسم ـ بعظامه وعضلاته وشرايينه وأوردته وبأعضائه الداخلية ـ نظاماً وتخطيطاً دقيقاً، وكلما نزلنا إلى التفصيلات الدقيقة لهذا النظام ولهذا التخطيط قابلتنا حقائق مدهشة؛ لذا وضعت كتابي هذا (الإعجاز العلمي في السنة والقرآن في جسم الإنسان) ، وما هو إلا خلاصة جهد لكثير من العلماء والأطباء والمفكرين في عالمنا العربي والإسلامي،أو الغربي أمثال البروفسيور( مارشال جونسون) وغيره الذين كان لهم الفضل في ربط الإعجاز العلمي في القرآن والسنة مع الاكتشافات الحديثة في أجزاء جسم الإنسان. ولنرى ما كشفه العلم وماحققه بعد اكتشاف الآلات المكبرة والمجاهر وبعد البحث والتجارب ما يبهر العقول وتدهش له النفوس الذي يدعو إلى الوقوف الطويل المصحوب بالإيمان العميق والتسبيح لله البارئ المصور عز وجل.
وقد تمت مواءمة الكتاب مع أحدث المراجع العلمية والطبية،والرجوع والتوثيق مع أهم كتب التفسير والحديث واللغة،راجياً أن ينال إعجاب الجميع وأن يفيدوا منه ..
فنحن ـ طوال حياتنا ـ نرى بهذا الجسم ونسمع ونتنفس ونمشي ونركض ونتذوق طعم اللذائذ . ويملك هذا الجسم ـ بعظامه وعضلاته وشرايينه وأوردته وبأعضائه الداخلية ـ نظاماً وتخطيطاً دقيقاً، وكلما نزلنا إلى التفصيلات الدقيقة لهذا النظام ولهذا التخطيط قابلتنا حقائق مدهشة؛ لذا وضعت كتابي هذا (الإعجاز العلمي في السنة والقرآن في جسم الإنسان) ، وما هو إلا خلاصة جهد لكثير من العلماء والأطباء والمفكرين في عالمنا العربي والإسلامي،أو الغربي أمثال البروفسيور( مارشال جونسون) وغيره الذين كان لهم الفضل في ربط الإعجاز العلمي في القرآن والسنة مع الاكتشافات الحديثة في أجزاء جسم الإنسان. ولنرى ما كشفه العلم وماحققه بعد اكتشاف الآلات المكبرة والمجاهر وبعد البحث والتجارب ما يبهر العقول وتدهش له النفوس الذي يدعو إلى الوقوف الطويل المصحوب بالإيمان العميق والتسبيح لله البارئ المصور عز وجل.
وقد تمت مواءمة الكتاب مع أحدث المراجع العلمية والطبية،والرجوع والتوثيق مع أهم كتب التفسير والحديث واللغة،راجياً أن ينال إعجاب الجميع وأن يفيدوا منه ..
الخلية سر الحياة
تُعدّ الخلية الحية وحدة الحياة الأساسية، وهي وحدة البناء والوظيفة في جسم الكائن الحي, والتي تعتبر أحد البراهين الناطقة على وجود الله تعالى .
وعلى الرغم من الاختلاف الذي يبدو للوهلة الأولى بين الأقسام والأجزاء المختلفة للجسم فإنها تتكون جميعها من اللبنة نفسها، ألا وهي الخلية .
يتركب كل شيء في جسمنا من الخلايا التي يقارب حجم كل واحدة منها جزءاً من ألف جزء من المليمتر المكعب، فمن مجموعة معينة من هذه الخلايا تتكون عظامنا، ومن مجموعات أخرى تتكون أعصابنا وكبدنا والبنية الداخلية لمعدتنا وجلدنا وطبقات عدسات عيوننا . وتملك هذه الخلايا الخواص والصفات الضرورية من ناحية الشكل والحجم والعدد لأي عضو تقوم بتشكيله هذه الخلايا في أي قسم من أقسام الجسم .
فمتى وكيف ظهرت هذه الخلايا التي تكلفت بالقيام بكل هذه المهمات والوظائف المختلفة ؟ إن الإجابة على هذا السؤال ستسوقنا إلى ساحة مملوءة بالمعجزات في ذرة منها . إن خلايا جسمك البالغ عددها مئة تريليون خلية قد نشأت وتكاثرت من خلية واحدة فقط، وهذه الخلية الواحدة ( التي تملك نفس خصائص خلايا جسمك الأخرى ) هي الخلية الناتجة عن اتحاد خلية بويضة والدتك مع خلية نطفة والدك .
كثيراً ما توجه آيات القرآن نظر الإنسان لكي يلتفت ويتمعن ويتأمل في خلقه ونفسه :
ومن هذه الآيات قوله تعالى :
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ الأعراف:11
" نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ " الواقعة:56
وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ النور:45
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا الفرقان:54
أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ الروم:8
الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ السجدة:7
فَلْيَنْظُرِ الإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ* خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ الطارق:5-6
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ العلق:1-2
لقد تجمعت خلاصة ولب جسم الإنسان ( المتكون من ستين أو سبعين كيلوغراماً من اللحم والعظم ) في البداية في قطرة ماء واحدة . ولاشك أن تطور البنية المعقدة لجسم الإنسان ( الذي يملك عقلاً وسمعاً وبصراً .. ) من قطرة واحدة شيء محير وغير عادي .
ومما لا ريب فيه أن مثل هذا التطور والتحول والنمو لم يكن نتيجة مراحل عشوائية ولا حصيلة مصادفات عمياء، بل كان أثراً لعملية خلق واعية وفي غاية الروعة . (1)
حيث كل جزء في جسم الإنسان قد خلق لحكمة تشهد بأن الله ما خلق الإنسان عبثا.(2)
(1): هارون يحيى، إحدى روائع ، الكتب للمؤلف التركي هارون يحيى - كتاب معجزة خلق الإنسان‘ص77
(2): عبد المجيد الزنداني ، توحيد الخالق (1-3) ، مؤسسة الكتب الثقافية ،بيروت، لبنان ،ط4، 1991م، ص136
يبلغ وزن الخلية جزءاً من المليار جزء من الغرام. أما قطرها فيقع على العموم بين جزء من عشرة آلاف من الملليمتر , وعشر الملليمتر .
فى جسم الإنسان 60 مليون مليون خلية (60 تريليون خلية) والتي تتجمع في مجموعات كل مجموعة تقوم بعمل واحد ، ومن عملها يتشكل النسيج ومن مجموعة الأنسجة التي تتضافر لتؤدى وظيفة واحدة هي تشكيل العضو. ومن مجموعة الأعضاء تتشكل أجهزة الجسم المختلفة كالجهاز الهضمي والعصبي ... الخ ومن مجموعة الأجهزة هذه يتشكل الكائن الحي بإعجازه وتفرده وبنائه المدهش المحير.
• يستهلك الجسم من خلاياه حوالي 125 مليون خلية فى الثانية الواحدة أي بمعدل 7500 خلية في الدقيقة الواحدة .
• والخلايا أنواع وتختلف في أعمارها. فمنها ما لا يعيش إلا أياماً قليلة. ومنها الخلايا التي تعيش وسطياً حوالي شهرين.وهناك الخلايا التي تعيش ما عاش الإنسان. تولد بعدد محدود مقدر , وتبقى كما هي لا تزيد إلا فى حالة واحدة وهى النمو السرطاني الخبيث , كما أنها لا تنقص إلا بالآفات التي تدمر الخلايا وتتلفها .
تُعدّ الخلية الحية وحدة الحياة الأساسية، وهي وحدة البناء والوظيفة في جسم الكائن الحي, والتي تعتبر أحد البراهين الناطقة على وجود الله تعالى .
وعلى الرغم من الاختلاف الذي يبدو للوهلة الأولى بين الأقسام والأجزاء المختلفة للجسم فإنها تتكون جميعها من اللبنة نفسها، ألا وهي الخلية .
يتركب كل شيء في جسمنا من الخلايا التي يقارب حجم كل واحدة منها جزءاً من ألف جزء من المليمتر المكعب، فمن مجموعة معينة من هذه الخلايا تتكون عظامنا، ومن مجموعات أخرى تتكون أعصابنا وكبدنا والبنية الداخلية لمعدتنا وجلدنا وطبقات عدسات عيوننا . وتملك هذه الخلايا الخواص والصفات الضرورية من ناحية الشكل والحجم والعدد لأي عضو تقوم بتشكيله هذه الخلايا في أي قسم من أقسام الجسم .
فمتى وكيف ظهرت هذه الخلايا التي تكلفت بالقيام بكل هذه المهمات والوظائف المختلفة ؟ إن الإجابة على هذا السؤال ستسوقنا إلى ساحة مملوءة بالمعجزات في ذرة منها . إن خلايا جسمك البالغ عددها مئة تريليون خلية قد نشأت وتكاثرت من خلية واحدة فقط، وهذه الخلية الواحدة ( التي تملك نفس خصائص خلايا جسمك الأخرى ) هي الخلية الناتجة عن اتحاد خلية بويضة والدتك مع خلية نطفة والدك .
كثيراً ما توجه آيات القرآن نظر الإنسان لكي يلتفت ويتمعن ويتأمل في خلقه ونفسه :
ومن هذه الآيات قوله تعالى :
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ الأعراف:11
" نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ " الواقعة:56
وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ النور:45
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا الفرقان:54
أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ الروم:8
الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ السجدة:7
فَلْيَنْظُرِ الإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ* خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ الطارق:5-6
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ العلق:1-2
لقد تجمعت خلاصة ولب جسم الإنسان ( المتكون من ستين أو سبعين كيلوغراماً من اللحم والعظم ) في البداية في قطرة ماء واحدة . ولاشك أن تطور البنية المعقدة لجسم الإنسان ( الذي يملك عقلاً وسمعاً وبصراً .. ) من قطرة واحدة شيء محير وغير عادي .
ومما لا ريب فيه أن مثل هذا التطور والتحول والنمو لم يكن نتيجة مراحل عشوائية ولا حصيلة مصادفات عمياء، بل كان أثراً لعملية خلق واعية وفي غاية الروعة . (1)
حيث كل جزء في جسم الإنسان قد خلق لحكمة تشهد بأن الله ما خلق الإنسان عبثا.(2)
(1): هارون يحيى، إحدى روائع ، الكتب للمؤلف التركي هارون يحيى - كتاب معجزة خلق الإنسان‘ص77
(2): عبد المجيد الزنداني ، توحيد الخالق (1-3) ، مؤسسة الكتب الثقافية ،بيروت، لبنان ،ط4، 1991م، ص136
يبلغ وزن الخلية جزءاً من المليار جزء من الغرام. أما قطرها فيقع على العموم بين جزء من عشرة آلاف من الملليمتر , وعشر الملليمتر .
فى جسم الإنسان 60 مليون مليون خلية (60 تريليون خلية) والتي تتجمع في مجموعات كل مجموعة تقوم بعمل واحد ، ومن عملها يتشكل النسيج ومن مجموعة الأنسجة التي تتضافر لتؤدى وظيفة واحدة هي تشكيل العضو. ومن مجموعة الأعضاء تتشكل أجهزة الجسم المختلفة كالجهاز الهضمي والعصبي ... الخ ومن مجموعة الأجهزة هذه يتشكل الكائن الحي بإعجازه وتفرده وبنائه المدهش المحير.
• يستهلك الجسم من خلاياه حوالي 125 مليون خلية فى الثانية الواحدة أي بمعدل 7500 خلية في الدقيقة الواحدة .
• والخلايا أنواع وتختلف في أعمارها. فمنها ما لا يعيش إلا أياماً قليلة. ومنها الخلايا التي تعيش وسطياً حوالي شهرين.وهناك الخلايا التي تعيش ما عاش الإنسان. تولد بعدد محدود مقدر , وتبقى كما هي لا تزيد إلا فى حالة واحدة وهى النمو السرطاني الخبيث , كما أنها لا تنقص إلا بالآفات التي تدمر الخلايا وتتلفها .
أقل مدة للحمل ستة أشهر
سبق القرآن الكريم بتقريره أن أقل مدة للحمل ستة أشهر ، وذلك في قوله تعالى : ( حملتهُ أمهُ كُرهاً وضعتهُ كرهاً ، وحملُهُ وفصالُهُ ثلاثونَ شهراً ) . ( الأحقاف : 15).
وقوله : ( والوالدات يُرضعنَ أولادهنَّ حولين كاملين لمن أرادَ أن يُتمَّ الرَّضاعَةَ ) . (البقرة : 233 )
وقوله : ( وفصاله في عامين ) ( لقمان : 14 ) .
فإذا حذفنا مدة الإرضاع الكاملة وهي حولين أي (24) أربع وعشرون شهراً من (30) شهراً، التي هي مدة الحمل والإرضاع ، فإنه يبقى ستة أشهر للحمل. وهي أقلُّ مدةٍ للحمل يمكن للجنين أن يبقى حياً إذا ولد بتمامها.
وقد اعتمد الصحابة على هذا الفهم ، إذ روي أن رجلاً تزوج امرأةً فولدت لستة أشهر ، فهمَّ عثمان بن عفان رضي الله عنه بتطبيق حد الزنى عليها ظناً منه أن بداية حملها قبل الزواج : فقال ابن عباس رضي الله عنه : أما أنها لو خاصمتكم بكتاب الله لخصمتكم ، قال الله : ( وحَملُهُ وفصالهُ ثلاثونَ شهراً )وقال ( وفصاله في عامين ) فلم يبق للحمل إلا ستة أشهر فبرئت المرأة .
وقد قرر الطب أن أقل مدة للحمل يمكن أن يبقى بعدها الجنين حياً إذا ولد بتمامها هي ستة أشهر ، فالولادة قبلها تسمى إسقاطاً والجنين غير قابل للبقاء حياً ، والولادة بعدها وقبل تمام الحمل لتسعة أشهر أو (270) مئتين وسبعين يوماً تسمى خداجاً ، أو ولادة مبكرة ،والخديج قابل للبقاء حياً لكن الطب يوصي بعناية خاصة به . وهذه المدة هي المعتبرة قانونياً في محاكم معظم الدول العالمية . ويقول الدكتور زياد درويش بتحديد قانون الأحوال الشخصية في المادة (128) ( وإن أقل مدة للحمل (180) مئة وثمانون يوماً وأكثرها سنة شمسية واحدة ) .
الدماغ
هو الجزء العلوي من الجهاز العصبي المركزي الموجود ضمن الجمجمة ، و يشكل الجزء الرئيسي من الجهاز العصبي بما يمتلكه من تحكم بمعظم وظائف الفكرية و الحركية و الإدراكية.وهو يتألف من المخ والمخيخ وقنطرة فارول والنخاع المستطيل..
اما المخ يعد أكبر جزء في الجهاز العصبي المركزي ويشغل حيزاً كبيراً من الجمجمة ويبلغ وزن المخ عند الولادة 350 غرام ولكن يزن في الرجل البالغ حوالي 1400 غرام ويقل وزنه قليلاً في المرأة و تحيط بالمخ ثلاثة أغشية وظيفتها الوقاية والتغذية وهي من الداخل إلى الخارج الأم الحنونة والعنكبوتية والأم الجافية ويطلق على هذه الأغشية مجتمعة اسم الأغشية السحائية.
فمع قيام المخ بعمله الذي لا يتوقف ثانية،منذ تكون، وحتى بعد الوفاة الرسمية والعلمية بقليل، يستهلك المخ طاقة كبيرة...طاقة يستمدها من شبكة الشرايين، والأوردة، والأوعية( الشعيرات) الدموية الدقيقة والتي يبلغ مجموع أطوال هذه الشبكة (100.000) كم أي: مثلي ونصف محيط الكرة الأرضية ، التي تنتشر فيه، والتي تساعده على القيام بعمله بالغ الحساسية والدقة...ولأنه يستمد طاقة ما، ولأن الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من عدم، فمن الضروري أن يبث المخ تلك الطاقة مرة أخرى على هيئة موجات كهرومغناطيسية محدودة...تلك الموجات التي يمكننا تسجيلها، عبر رسام المخ الكهربي لترسم لنا تلك المنحنيات العلمية الطبية، التي يستعين بها الأطباء، لتحديد حالة المخ وأمراضه، ومشكلاته المزمنة والمؤقتة...
الخلايا التى تستقبل الالم فى جسم الانسان من3 الى 4 ملايين خلية تقريبا .
وأجهزة اللمس والضغط فى بدن الإنسان تصل الى خمسمائة الف جهاز ، وهناك مائتا الف جهاز حساس للحرارة
وتأمل فى جسم الإنسان تجد مائة مليون إشارة قادمة من الأعضاء الحسية كل ثانية ينقيها الجهاز العصبي الى مائة إشارة يصدرها الى الدماغ وتخيل نصف مليون صورة يتم تخزينها فى الدماغ يوميا كما يتم تخزين 90 مليون مجلد.
وفى الإنسان 14 مليار من الخلايا العصبية منها 9 مليارت في الدماغ تتوزع على 64 منطقة من مناطق الدماغ
كما ان خلايا الجهاز العصبي لا تتغير ولا تتكاثر ولو تغيرت لاحتاج الإنسان إلى تعلم اللغة كل 6 أشهر بل هناك 28 مليون خلية عصبية في الجسم منها 10 آلاف مليون في المخ متداخلة فيما بينها بتعقيد شديد لا يسمح لخلايا جديدة بالاندماج ولهذا لا تتوالد الخلايا العصبية وإنما تنمو الخيوط التي تصل بينهما
ولو جمعنا كل أجهزة العالم من الرادار والتلغراف والتليفزيون ثم بدأنا بتصغيرها حتى يجتمع لدينا من ذلك كم هائل من الأجهزة والأشرطة المعقدة في حجم الدماغ فإنها لا تبلغ في تعقيدها مثل تعقيد الدماغ ابدا فسبحان الله القائل:
الذاريات:21 (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ)
الدماغ:
هل التركيب التشريحي والوظيفي لمناطق المخ البشري العليا كان معروفاً أيام بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم؟.
هل تركيب ووظائف المخ التكليفية من مناطق السمع والبصر والعواطف ومناطق الاختيار بين البدائل كانت معروفة بدقة وتكامل بعد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأكثر من ألف عام؟.
الإجابة اليقينية:لا، فالعالم كله لم يكن يعرف شيئاً عن التركيب المتكامل والدقيق للمخ البشري وبدأ حديثاً في التعرف على مناطق السمع والبصر والعواطف والاختيار بين البدائل في المخ البشري، وكان ذلك بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بأكثر من ألف عام.
فيكون السؤال الأخير:
ماذا يقول العقل العالمي المفكر لو اكتشف خريطة متكاملة للتركيب التشريحي والوظيفي للمناطق التكليفية العقلية العليا في المخ البشري في القرآن الكريم؟.
حتماً ستكون الإجابة المنطقية:
إن ذلك سيكون دليلاً علمياً على صدق الرسالة وصدق الرسول، وسيكون دليلاً يقينياً على أن القرآن الكريم كتاب الله المعجز الوحيد الخالد الباقي المحفوظ ليدين به الجميع وليكون دستوراً للعالمين لمن شاء منهم أن يستقيم.
فهيا بنا مع أسرار المخ البشري ( منبع الحضارات وجهاز التكليف )، هيا بنا نتتبع خريطة لمناطق المخ التكليفية العقلية العليا من خلال دراسة متأنية لآيات السمع والبصر والفؤاد المناسبة في القرآن الكريم ( المعجزة الخالدة ).
لاحظ رجال التفسير على مر العصور ما يأتي:
1ـ السمع يتقدم على البصر في كل القرآن الكريم.
وجعلنا لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون [النحل: 78].
ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعاً وأبصاراً وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون) [الأحقاف: 26].
2ـ السمع يأتي على الإفراد والبصر يأتي على الجمع.
3ـ الفؤاد يأتي دائماً بعد السمع والبصر.
وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون [المؤمنون: 78].
4ـ ( بكم ) تأتي بين ( صم ) و ( عمى ).
صم بكم عمي .
وقدم رجال التفسير اجتهاداتهم في هذا المجال فقالوا:
إن تقدم السمع على البصر لشرف السمع أو لشرف الأذن، فالأذن تسمع من جميع الجهات وهي أداة التلقي للوحي ويمكن استدعاء النائم من خلالها.
ورد في تفسير القرطبي:
قال أكثر المتكلمين بتفضيل البصر على السمع لأن السمع لا يدرك به إلا الأصوات والكلام والبصر يدرك به الأجسام والألوان والهيئات كلها.
ويقول الآلوسي في تفسيره:
والحق أن كل الحواس ضرورية في موضعها ومن فقد حساً فقد علماً وتفضيل البعض على البعض تطويل من غير طائل.
إذن فكرة تقديم السمع على البصر لشرف السمع مردودة أو لا تستند على أرضية صلبة، وعلى الرغم من ذلك لم يكن لها بديل.
وكانت المفاجأة والتي وجهت الأنظار إلى السر المذهل وراء تقديم السمع على البصر، هي الآيات التي جاء فيها ذكر ( العين ) و( الأذن )، ففي هذه الآيات نلاحظ أن ( العين ) تتقدم (الأذن ) على عكس السمع والبصر.
ففي سورة الأعراف: [آية 179]:
ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها .
وفي الآية [195] من الأعراف، نجد:
ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها .
وفي المائدة: [ آية: 45]:
وكتبنا عليهم فيها: أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن .
فإذا كان السمع يتقدم البصر في الآيات السابقة فإن العين تتقدم الأذن في هذه الآيات، فلو كان التقديم للتشريف لتقدمت الأذن على العين كما تقدم السمع على البصر لأن الأذن أداة السمع والعين أداة البصر.
إذن فالقضية ليست قضية شرف عضو على عضو بل هي شيء آخر، بل قل إنها معجزة علمية بكل المقاييس فلقد وجد العلماء أن هناك مراكز للسمع داخل المخ البشري يتم فيها إدراك المسموعات وعقلها وهناك مراكز للبصر داخل المخ البشري يتم فيها إدراك المبصرات وعقلها وأداة مركز السمع هي الأذن التي تجلب إليها الأصوات وأداة مركز البصر العين والتي تجلب إليها الصور.
ومع أن العين تتقدم الأذن في رأس الإنسان فإن مركز السمع يتقدم مركز الإبصار في مخ الإنسان تشريحياً.
وهنا ظهرت المعجزة العلمية الباهرة فالترتيب المكاني للسمع والبصر في الآيات يأتي وفقاً للترتيب المكاني لمراكز السمع والبصر في مخ الإنسان. ولكن الإنسان بالإضافة إلى أنه سميعاً وبصيراً له المقدرة على إنتاج البيان البشري الراقي ولقد وجد علماء المخ أن هناك منطقة بين مركز السمع من الأمام ومركز البصر من الخلف تسمى منطقة فرنيكا فعندما يلتقي مركز السمع مع مركز البصر فإن المنطقة البينية تشكل مكان إنتاج البيان البشري وها هي الآية صم بكم عمي تشير في إعجاز باهر إلى منطقة البيان في مخ الإنسان ( فبكم ) والتي تقع بين ( صم ) من الأمام و( عمي ) من الخلف تشير إلى منطقة البيان في المخ بين مركز السمع من الأمام ومركز البصر من الخلف.
وإذا كان الصمم هو تعطيل السمع، والعمى هو تعطيل البصر، فيكون البكم هو تعطيل البيان.
ولأن الموصوفين بـ صم بكم عمي هم الكفار الذين يتمتعون بسمع جيد وبصر حاد ولسان مبين، فإن ( صم ) هنا تعني تعطيل عقل السماع و( عمى ) تعني تعطيل عقل البصر، فتكون ( بكم ) آفة عقلية خاصة بعقل البيان.
وقدمت الآية 76 من سورة النحل دعماً لذلك:
وضرب الله مثلاً رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم .
إذن فكأن ( بكم ) تشير إلى منطقة البيان بين مركز السمع ومركز البصر في المخ.
ومعنى ( بكم ) واستخداماتها في القرآن يشير إلى وظيفة مركز البيان داخل المخ البشري.
ونتوقت هنا لنرسم ونحدد المناطق التي أشارت إليها الآيات الخاصة بالسمع والبصر والبيان وبعدها نسأل هل المناطق العقلية العليا في مخ الإنسان تقتصر على السمع والبصر والبيان وما يتعلق بهم من ذاكرة؟.
سبق القرآن الكريم بتقريره أن أقل مدة للحمل ستة أشهر ، وذلك في قوله تعالى : ( حملتهُ أمهُ كُرهاً وضعتهُ كرهاً ، وحملُهُ وفصالُهُ ثلاثونَ شهراً ) . ( الأحقاف : 15).
وقوله : ( والوالدات يُرضعنَ أولادهنَّ حولين كاملين لمن أرادَ أن يُتمَّ الرَّضاعَةَ ) . (البقرة : 233 )
وقوله : ( وفصاله في عامين ) ( لقمان : 14 ) .
فإذا حذفنا مدة الإرضاع الكاملة وهي حولين أي (24) أربع وعشرون شهراً من (30) شهراً، التي هي مدة الحمل والإرضاع ، فإنه يبقى ستة أشهر للحمل. وهي أقلُّ مدةٍ للحمل يمكن للجنين أن يبقى حياً إذا ولد بتمامها.
وقد اعتمد الصحابة على هذا الفهم ، إذ روي أن رجلاً تزوج امرأةً فولدت لستة أشهر ، فهمَّ عثمان بن عفان رضي الله عنه بتطبيق حد الزنى عليها ظناً منه أن بداية حملها قبل الزواج : فقال ابن عباس رضي الله عنه : أما أنها لو خاصمتكم بكتاب الله لخصمتكم ، قال الله : ( وحَملُهُ وفصالهُ ثلاثونَ شهراً )وقال ( وفصاله في عامين ) فلم يبق للحمل إلا ستة أشهر فبرئت المرأة .
وقد قرر الطب أن أقل مدة للحمل يمكن أن يبقى بعدها الجنين حياً إذا ولد بتمامها هي ستة أشهر ، فالولادة قبلها تسمى إسقاطاً والجنين غير قابل للبقاء حياً ، والولادة بعدها وقبل تمام الحمل لتسعة أشهر أو (270) مئتين وسبعين يوماً تسمى خداجاً ، أو ولادة مبكرة ،والخديج قابل للبقاء حياً لكن الطب يوصي بعناية خاصة به . وهذه المدة هي المعتبرة قانونياً في محاكم معظم الدول العالمية . ويقول الدكتور زياد درويش بتحديد قانون الأحوال الشخصية في المادة (128) ( وإن أقل مدة للحمل (180) مئة وثمانون يوماً وأكثرها سنة شمسية واحدة ) .
الدماغ
هو الجزء العلوي من الجهاز العصبي المركزي الموجود ضمن الجمجمة ، و يشكل الجزء الرئيسي من الجهاز العصبي بما يمتلكه من تحكم بمعظم وظائف الفكرية و الحركية و الإدراكية.وهو يتألف من المخ والمخيخ وقنطرة فارول والنخاع المستطيل..
اما المخ يعد أكبر جزء في الجهاز العصبي المركزي ويشغل حيزاً كبيراً من الجمجمة ويبلغ وزن المخ عند الولادة 350 غرام ولكن يزن في الرجل البالغ حوالي 1400 غرام ويقل وزنه قليلاً في المرأة و تحيط بالمخ ثلاثة أغشية وظيفتها الوقاية والتغذية وهي من الداخل إلى الخارج الأم الحنونة والعنكبوتية والأم الجافية ويطلق على هذه الأغشية مجتمعة اسم الأغشية السحائية.
فمع قيام المخ بعمله الذي لا يتوقف ثانية،منذ تكون، وحتى بعد الوفاة الرسمية والعلمية بقليل، يستهلك المخ طاقة كبيرة...طاقة يستمدها من شبكة الشرايين، والأوردة، والأوعية( الشعيرات) الدموية الدقيقة والتي يبلغ مجموع أطوال هذه الشبكة (100.000) كم أي: مثلي ونصف محيط الكرة الأرضية ، التي تنتشر فيه، والتي تساعده على القيام بعمله بالغ الحساسية والدقة...ولأنه يستمد طاقة ما، ولأن الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من عدم، فمن الضروري أن يبث المخ تلك الطاقة مرة أخرى على هيئة موجات كهرومغناطيسية محدودة...تلك الموجات التي يمكننا تسجيلها، عبر رسام المخ الكهربي لترسم لنا تلك المنحنيات العلمية الطبية، التي يستعين بها الأطباء، لتحديد حالة المخ وأمراضه، ومشكلاته المزمنة والمؤقتة...
الخلايا التى تستقبل الالم فى جسم الانسان من3 الى 4 ملايين خلية تقريبا .
وأجهزة اللمس والضغط فى بدن الإنسان تصل الى خمسمائة الف جهاز ، وهناك مائتا الف جهاز حساس للحرارة
وتأمل فى جسم الإنسان تجد مائة مليون إشارة قادمة من الأعضاء الحسية كل ثانية ينقيها الجهاز العصبي الى مائة إشارة يصدرها الى الدماغ وتخيل نصف مليون صورة يتم تخزينها فى الدماغ يوميا كما يتم تخزين 90 مليون مجلد.
وفى الإنسان 14 مليار من الخلايا العصبية منها 9 مليارت في الدماغ تتوزع على 64 منطقة من مناطق الدماغ
كما ان خلايا الجهاز العصبي لا تتغير ولا تتكاثر ولو تغيرت لاحتاج الإنسان إلى تعلم اللغة كل 6 أشهر بل هناك 28 مليون خلية عصبية في الجسم منها 10 آلاف مليون في المخ متداخلة فيما بينها بتعقيد شديد لا يسمح لخلايا جديدة بالاندماج ولهذا لا تتوالد الخلايا العصبية وإنما تنمو الخيوط التي تصل بينهما
ولو جمعنا كل أجهزة العالم من الرادار والتلغراف والتليفزيون ثم بدأنا بتصغيرها حتى يجتمع لدينا من ذلك كم هائل من الأجهزة والأشرطة المعقدة في حجم الدماغ فإنها لا تبلغ في تعقيدها مثل تعقيد الدماغ ابدا فسبحان الله القائل:
الذاريات:21 (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ)
الدماغ:
هل التركيب التشريحي والوظيفي لمناطق المخ البشري العليا كان معروفاً أيام بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم؟.
هل تركيب ووظائف المخ التكليفية من مناطق السمع والبصر والعواطف ومناطق الاختيار بين البدائل كانت معروفة بدقة وتكامل بعد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأكثر من ألف عام؟.
الإجابة اليقينية:لا، فالعالم كله لم يكن يعرف شيئاً عن التركيب المتكامل والدقيق للمخ البشري وبدأ حديثاً في التعرف على مناطق السمع والبصر والعواطف والاختيار بين البدائل في المخ البشري، وكان ذلك بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بأكثر من ألف عام.
فيكون السؤال الأخير:
ماذا يقول العقل العالمي المفكر لو اكتشف خريطة متكاملة للتركيب التشريحي والوظيفي للمناطق التكليفية العقلية العليا في المخ البشري في القرآن الكريم؟.
حتماً ستكون الإجابة المنطقية:
إن ذلك سيكون دليلاً علمياً على صدق الرسالة وصدق الرسول، وسيكون دليلاً يقينياً على أن القرآن الكريم كتاب الله المعجز الوحيد الخالد الباقي المحفوظ ليدين به الجميع وليكون دستوراً للعالمين لمن شاء منهم أن يستقيم.
فهيا بنا مع أسرار المخ البشري ( منبع الحضارات وجهاز التكليف )، هيا بنا نتتبع خريطة لمناطق المخ التكليفية العقلية العليا من خلال دراسة متأنية لآيات السمع والبصر والفؤاد المناسبة في القرآن الكريم ( المعجزة الخالدة ).
لاحظ رجال التفسير على مر العصور ما يأتي:
1ـ السمع يتقدم على البصر في كل القرآن الكريم.
وجعلنا لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون [النحل: 78].
ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعاً وأبصاراً وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون) [الأحقاف: 26].
2ـ السمع يأتي على الإفراد والبصر يأتي على الجمع.
3ـ الفؤاد يأتي دائماً بعد السمع والبصر.
وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون [المؤمنون: 78].
4ـ ( بكم ) تأتي بين ( صم ) و ( عمى ).
صم بكم عمي .
وقدم رجال التفسير اجتهاداتهم في هذا المجال فقالوا:
إن تقدم السمع على البصر لشرف السمع أو لشرف الأذن، فالأذن تسمع من جميع الجهات وهي أداة التلقي للوحي ويمكن استدعاء النائم من خلالها.
ورد في تفسير القرطبي:
قال أكثر المتكلمين بتفضيل البصر على السمع لأن السمع لا يدرك به إلا الأصوات والكلام والبصر يدرك به الأجسام والألوان والهيئات كلها.
ويقول الآلوسي في تفسيره:
والحق أن كل الحواس ضرورية في موضعها ومن فقد حساً فقد علماً وتفضيل البعض على البعض تطويل من غير طائل.
إذن فكرة تقديم السمع على البصر لشرف السمع مردودة أو لا تستند على أرضية صلبة، وعلى الرغم من ذلك لم يكن لها بديل.
وكانت المفاجأة والتي وجهت الأنظار إلى السر المذهل وراء تقديم السمع على البصر، هي الآيات التي جاء فيها ذكر ( العين ) و( الأذن )، ففي هذه الآيات نلاحظ أن ( العين ) تتقدم (الأذن ) على عكس السمع والبصر.
ففي سورة الأعراف: [آية 179]:
ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها .
وفي الآية [195] من الأعراف، نجد:
ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها .
وفي المائدة: [ آية: 45]:
وكتبنا عليهم فيها: أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن .
فإذا كان السمع يتقدم البصر في الآيات السابقة فإن العين تتقدم الأذن في هذه الآيات، فلو كان التقديم للتشريف لتقدمت الأذن على العين كما تقدم السمع على البصر لأن الأذن أداة السمع والعين أداة البصر.
إذن فالقضية ليست قضية شرف عضو على عضو بل هي شيء آخر، بل قل إنها معجزة علمية بكل المقاييس فلقد وجد العلماء أن هناك مراكز للسمع داخل المخ البشري يتم فيها إدراك المسموعات وعقلها وهناك مراكز للبصر داخل المخ البشري يتم فيها إدراك المبصرات وعقلها وأداة مركز السمع هي الأذن التي تجلب إليها الأصوات وأداة مركز البصر العين والتي تجلب إليها الصور.
ومع أن العين تتقدم الأذن في رأس الإنسان فإن مركز السمع يتقدم مركز الإبصار في مخ الإنسان تشريحياً.
وهنا ظهرت المعجزة العلمية الباهرة فالترتيب المكاني للسمع والبصر في الآيات يأتي وفقاً للترتيب المكاني لمراكز السمع والبصر في مخ الإنسان. ولكن الإنسان بالإضافة إلى أنه سميعاً وبصيراً له المقدرة على إنتاج البيان البشري الراقي ولقد وجد علماء المخ أن هناك منطقة بين مركز السمع من الأمام ومركز البصر من الخلف تسمى منطقة فرنيكا فعندما يلتقي مركز السمع مع مركز البصر فإن المنطقة البينية تشكل مكان إنتاج البيان البشري وها هي الآية صم بكم عمي تشير في إعجاز باهر إلى منطقة البيان في مخ الإنسان ( فبكم ) والتي تقع بين ( صم ) من الأمام و( عمي ) من الخلف تشير إلى منطقة البيان في المخ بين مركز السمع من الأمام ومركز البصر من الخلف.
وإذا كان الصمم هو تعطيل السمع، والعمى هو تعطيل البصر، فيكون البكم هو تعطيل البيان.
ولأن الموصوفين بـ صم بكم عمي هم الكفار الذين يتمتعون بسمع جيد وبصر حاد ولسان مبين، فإن ( صم ) هنا تعني تعطيل عقل السماع و( عمى ) تعني تعطيل عقل البصر، فتكون ( بكم ) آفة عقلية خاصة بعقل البيان.
وقدمت الآية 76 من سورة النحل دعماً لذلك:
وضرب الله مثلاً رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم .
إذن فكأن ( بكم ) تشير إلى منطقة البيان بين مركز السمع ومركز البصر في المخ.
ومعنى ( بكم ) واستخداماتها في القرآن يشير إلى وظيفة مركز البيان داخل المخ البشري.
ونتوقت هنا لنرسم ونحدد المناطق التي أشارت إليها الآيات الخاصة بالسمع والبصر والبيان وبعدها نسأل هل المناطق العقلية العليا في مخ الإنسان تقتصر على السمع والبصر والبيان وما يتعلق بهم من ذاكرة؟.